Please Wait
الزيارة
5818
محدثة عن: 2011/01/18
کد سایت fa15517 کد بایگانی 11974
گروه الحقوق والاحکام,أسئلة متنوعة
خلاصة السؤال
ما هو الموقف عندما تقترن مناسبتان احداهما تقتضی الفرح و السرور و الأخرى تقتضی الحزن و الغم؟
السؤال
بعض المناسبات الدینیة تصادف فی یوم واحد اکثر من مناسبة ففی یوم السابع من صفر الخیر ذکرى شهادة الإمام الحسن-ع- و ولادة الإمام موسى الکاظم-ع-فکیف یمکن الجمع بین المناسبتین؟
الجواب الإجمالي

الجدیر بالذکر أنه لاوجود لمثل تلک المناسبات التی یقتضی بعضها السرور و الآخر الحزن الا بناء على بعض الرویات الضعیفة، لکن على فرض وقوع التقارن بین السرور و الفرح من جهة و بین الحزن و الغم من جهة اخرى و فی یوم واحد، لا بد من دراسة القضیة لنرى أیهما هی الاهم فنقدمها، و مع عدم امکان تشخیص المناسبة الأهم لابد من الرجوع الى عرف المتدینین فی هذه القضیة و الذی یبدو من خلال بعض الروایات المؤیدة و من خلال السلوک المتعارف بین الناس أنهم یقدمون مناسبات العزاء على الفرح لانهم یرون فی السرور و الاحتفاء بتلک المناسبة إهانة لصاحب المناسبة المحزنة، فتراهم یؤجلون مناسبات الفرح الى مناسبة أخرى او الغاء الاحتفاء بها.

الجواب التفصيلي

الجدیر بالذکر أنه لا وجود لمثل تلک المناسبات التی یقتضی بعضها السرور و الآخر الحزن الا بناءً على بعض الرویات الضعیفة التی تعرضت للحدیث عن موالید الائمة و شهادتهم. و ما جاء فی متن السؤال یدخل ضمن تلک الدائرة؛ و ذلک لان السابع من صفر یصادف ولادة الامام الکاظم (ع) و أما شهادة الامام الحسن (ع) فکانت فی الثامن و العشرین من شهر صفر فلا تقارن بین الحدثین.

لکن على فرض وقوع التقارن بین السرور و الفرح من جهة و بین الحزن و العزاء من جهة اخرى و فی یوم واحد، فلا بد من دراسة القضیة ضمن الفرضیات التالیة:

1. تقدیم المناسبة الأهم. من الضروری عند اقتران المناسبات لابد من معرفة المناسبة الأهم، و العمل وفقا لها، فعلى سبیل المثال لو تقارنت اعیاد النوروز مع عاشوراء، فهنا لابد من تقدیم الحدث الأهم و هذا لا یعنی بحال من الاحوال عدم الاکتراث و الاحترام للمناسبات المقابلة.

2. فی حال عدم ترجیح احد المناسبات على الاخرى، ففی مثل هذه الحالة لابد اعمال جانب الاعتدال بنحو لا یؤدی الى هتک حرمة المناسبة الثانیة.

3. مع تساوی المناسبتان فی الاهمیة، هنا نشیر الى الحدیث المروی عن الامام جعفر الصادق عن أَبِیه (ع): أَنَّ النَّبِیَّ (ص) سئِلَ عن رجل یدعى إِلى ولیمةٍ و إِلى جنازةٍ فَأَیُّهُمَا أَفْضَلُ و أَیَّهُمَا یُجِیبُ؟ فقَال: یُجِیبُ الجنازةَ فإِنَها تذکِرُ الآخرةَ و لیدَعِ الولیمةَ فَإِنَّهَا تُذَکِّرُ الدُّنْیَا.[i]

و هذا الحدیث و ان لم توجد فیه موضوعیة کلیة و لکن ممن الممکن أن یکون شاهداً على تقدیم المناسبات الحزینة على مناسبات الفرح و السرور.

و هذا الحکم تؤیده العقلانیة فان العقلاء یرون الفرح فی المناسبات المقارنة لما هو محزن من مصادیق الاهانة لاصحاب تلک المناسبات الحزینة حتى اذا کان الفرح بالحد المتعارف، و من هنا یرون ضرورة تقدیم المناسبات الحزینة. فعندما تقترن لدى الاسرة مناسبة فرح کالزواج مع مناسبة حزن کوفاة انسان یحترمونه یقدمون على الغاء حفلة الفرح أو تأجیلها الى مناسبة اخرى بالرغم من اهمیة الزواج و الاحتفاء به، وفالعرف الشائع یقدم المناسبات الحزینة على ذات السرور و الفرح.



[i]  الشیخ الطوسی، التهذیب، ج 1، ص 462، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 هـ ش.