Please Wait
الزيارة
6011
محدثة عن: 2011/11/14
کد سایت fa17732 کد بایگانی 17575
گروه درایة الحدیث
خلاصة السؤال
ما معنى الحدیث الوارد عن إبن الحنفیة قال: قال أمیر المؤمنین (ع), (إن رسول الله(ص) یوم القیامة أخذ بحجزة الله, و نحن آخذون بحجزة نبینا, و شیعتنا آخذون بحجزتنا)؟
السؤال
ما معنى الحدیث الوارد عن إبن الحنفیة قال: قال أمیر المؤمنین (ع), (إن رسول الله(ص) یوم القیامة أخذ بحجزة الله, و نحن آخذون بحجزة نبینا, و شیعتنا آخذون بحجزتنا)؟
الجواب الإجمالي

الحُجزَة تعنی الأخذ و التمسک بالاسباب التی تربط بیننا و بین الله و المعصومین (ع) فی الدنیا و تأخذ بایدینا نحو السعادة و الفلاح یوم القیامة و المنع من الوقوع فی المهاوی و المهالک، من قبیل: الاخلاق، العمل الصالح و... فاذا تمسک الناس کافة بذلک و اتبعوا تعالیم الدین الاسلامی بحذافیرها تتحول اعمالهم الى انوار إلهیة یوم القیامة.

الجواب التفصيلي

روی الحدیث فی المصادر الشیعیة المختلفة حیث نقل محمد بن الحنفیة عن أبیه أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: "إنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) یَوْمَ الْقِیَامَةِ آخِذٌ بِحُجْزَةِ اللَّهِ وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ شِیعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا. قُلْتُ: یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا الْحُجْزَةُ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یُوصَفَ بِحُجْزَةٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِکَ وَ لَکِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) آخِذٌ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ نَحْنُ آلَ مُحَمَّدٍ آخِذُونَ بِأَمْرِ نَبِیِّنَا وَ شِیعَتُنَا آخِذُونَ بِأَمْرِنَا".[1]

و فسّرت بعض الرویات الحُجزَة بالدین.[2]

و روی عن الإمام الرضا (ع) أنه فسّرها بالنور حیث قال: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) یَوْمَ الْقِیَامَةِ آخِذٌ بِحُجْزَةِ اللَّهِ وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ شِیعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا. ثُمَّ قَال: الْحُجْزَةُ النُّورُ".[3]

إذن الأخذ بالحجزة کنایة عن التمسک بالسبب الذی جعلوه فی الدنیا بینهم و بین ربهم و نبیهم و حججهم أی الأخذ بدینهم و طاعتهم و متابعة أمرهم و تلک الأسباب الحسنة تتمثل فی الآخرة بالأنوار فإذا عرفت ذلک فاعلم أن مضامین تلک الأخبار ترجع إلى أمر واحد فقوله ع فی الخبر الأول و لکن رسول الله ص آخذ بأمر الله أی بما عمل به من أوامر الله فیحتجّ فی ذلک الیوم و یتمسک بأنه عمل بما أمره الله به و کذا النور الذی ورد فی الخبر الثانی یرجع إلى ذلک إذ الأدیان و الأخلاق و الأعمال الحسنة أنوار معنویة تظهر للناس فی القیامة و الثالث ظاهر قال الجزری فیه إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أی اعتصمت به و التجأت إلیه مستجیرة و أصل الحجزة موضع شدّ الإزار ثم قیل للإزار حجزة للمجاورة و احتجز الرجل بالإزار إذا شدّه على وسطه فاستعاره للاعتصام و الالتجاء و التمسک بالشی‏ء و التعلق به و منه الحدیث الآخر یا لیتنی آخذ بحجزة الله أی بسبب منه.[4]

تحصل أن الحجزة تعنی الاخذ بالاسباب المنجیة و المانعة من الوقوع فی الهلکة و الاهتداء بنور الوحی الالهی لان الحجزة لغة تعنی المنع، و المنع هنا یعنی صیانة الانسان من الوقوع فی المهالک و التمسک باسباب السعادة.[5]



[1] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 4، ص 24، مؤسسة الوفاء، بیروت - لبنان، 1404 ق.

[2] انظر: الشیخ الصدوق، التوحید، ص 166، جامعه مدرسین، قم، الطبعة الاولی، 1398 ق.

[3] بحار الانوار، ج 4، ص 25.

[4] نفس المصدر.

[5] انظر: العین، ج 3، ص 71، مادة «الحُجزة»؛ لسان العرب، ج 5، ص 331، مادة «حجز» و ص 332، مادة «الحُجزة»؛ فرهنگ ابجدی عربی – فارسی، ص 320، مادة «الحُجزَة»).