ان السبب فی تعدد القراءة یعود حسب رأی المفسرین الى:
الاول: قرأه حمزة، و الکسائی، و خلف: فناداه الملائکة على اعتبار المنادی واحدا من الملائکة و هو جبریل.
الثانی: و قرأ الجمهور: فنادته- بتاء تأنیث- لکون الملائکة جمعا، و إسناد الفعل للجمع یجوز فیه التأنیث على تأویله بالجماعة أی نادته جماعة من الملائکة. اما من ناحیة المعنى فلا یختلف المعنى على کلا القراءتین، و کذلک من الناحیة الاعرابیة و ذلک لان: (فَنادَتْهُ الْمَلائِکَةُ) الفاء عاطفة و نادته الملائکة فعل و مفعول به و فاعل. و کذلک فناداه الملائکة
قبل الاجابة عن السؤال المطروح نرى من الضروری الاشارة الى مسألة مهمة و هی: ان المشرکین کانوا یعتقدون بان الملائکة من الإناث، و قد رد القرآن الکریم على هذه النظریة فی قوله تعالى " إِنَّ الَّذینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَیُسَمُّونَ الْمَلائِکَةَ تَسْمِیَةَ الْأُنْثى * وَ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَ إِنَّ الظَّنَّ لا یُغْنی مِنَ الْحَقِّ شَیْئ".[1] و ذلک لان الملائکة من سنخ المجرّدات و التذکیر و التأنیث من خصائص الموجودات المادیة.[2]
و مع الاخذ بنظر الاعتبار هذه النکتة، یمکن ان نعرف السبب فی اختلاف القراءة «فَنَادَتْهُ» و «فَنَادَاهُ» و ان السبب فی ذلک یعود حسب رأی المفسرین الى:
الاول: قرأه حمزة، و الکسائی، و خلف: فناداه الملائکة على اعتبار المنادی واحدا من الملائکة و هو جبریل.[3]
الثانی: و قرأ الجمهور: فنادته- بتاء تأنیث- لکون الملائکة جمعا، و إسناد الفعل للجمع یجوز فیه التأنیث على تأویله بالجماعة أی نادته جماعة من الملائکة. و یجوز أن یکون الذی ناداه ملکا واحدا و هو جبریل و قد ثبت التصریح بهذا فی إنجیل لوقا، فیکون إسناد النداء إلى الملائکة من قبیل إسناد فعل الواحد إلى قبیلته کقولهم: قتلت بکر کلیبا.[4]
اما من ناحیة المعنى فلا یختلف المعنى على کلا القراءتین، و کذلک من الناحیة الاعرابیة و ذلک لان: (فَنادَتْهُ الْمَلائِکَةُ)
الفاء عاطفة و نادته الملائکة فعل و مفعول به و فاعل.[5] و کذلک فناداه الملائکة، حرف عطف و فعل و مفعول به و فاعل.
[1]النجم،27-28.
[2]انظر: «تجرد الملائکة»، سؤال 1093 (الموقع: 1651)؛ «المکانة الووجودیة للملائکة»، سؤال 3972 (الموقع: 4408)؛ «الزوجیة فی المخلوقات و الملائکه»، سؤال 17947 (الموقع: 18974).
[3] ابن عاشور، محمد بن طاهر، التحریر و التنویر، ج 3، ص 91، بلا تاریخ و بلا مکان.
[4] التحریر و التنویر، ج 3، ص 91، وانظر: طیب، سید عبد الحسین، اطیب البیان فی تفسیر القرآن، ج 3، ص 187، انتشارات اسلام، الطبعة الثانیة، تهران، سال 1378 ش؛ العکبری، عبدالله بن حسین، التبیان فی اعراب القرآن، ص 77، بیت الافکار الدولیة، عمان- ریاض، الطبعة الاولی، بلا تاریخ.
[5]إعراب القرآن و بیانه، ج1، ص: 504.