Please Wait
الزيارة
11039
محدثة عن: 2012/03/12
کد سایت fa19697 کد بایگانی 24925
گروه الحقوق والاحکام,نماز
التسميات الصلاة في أول الوقت|الطعام|حضور القلب|تأخير|تقدم
خلاصة السؤال
أيهما أولى بالتقديم؛ الصلاة في أول الوقت أو أكل الطعام؟
السؤال
أيهما أولى بالتقديم؛ الصلاة في أول الوقت أو أكل الطعام؟
الجواب الإجمالي

ما يستفاد من الروايات هو أن تأخير الصلاة إنما يجوز فيما إذا كان للإنسان عذر شرعي، و أما ما هو هذا العذر الشرعي و ما يمكن أن يكون، فهو راجع إلى تشخيص المصلي نفسه و ضميره. فإذا كان العذر بحيث يقتضي التقديم حقا على فضيلة الصلاة في أول الوقت و يبرر تأخير الصلاة، عند ذلك يكون الإنسان معذورا عند الله بهذا الدليل. أما إن كان التأخير ناشئا من الكسل و عدم الاكتراث، فلا يعد عذرا شرعيا و لا شك في أنه مخالف لما أراده الله.

الجواب التفصيلي

الصلاة من الواجبات التي تم التأكيد على أدائها في أول الوقت. فقال الإمام الصادق (ع):

1. "َ لِكُلِّ صَلَاةٍ وقْتَانِ و أَوَّلُ الْوَقْتَيْنِ أَفْضَلُهُمَا…".[1]

2. " فضل الوقت الأول على الأخير للمؤمن ولده و ماله‏."[2]

3. "َ مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ فِي أَوَّلِ وقْتِهَا و أَقَامَ حُدُودَهَا رَفَعَهَا الْمَلَكُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً و هِيَ تَهْتِفُ بِهِ تَقُولُ حَفِظَكَ اللَّهُ كَمَا حَفِظْتَنِي و أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ كَمَا اسْتَوْدَعْتَنِي مَلَكاً كَرِيماً و مَنْ صَلَّاهَا بَعْدَ وقْتِهَا مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فَلَمْ يُقِمْ حُدُودَهَا رَفَعَهَا الْمَلَكُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً و هِيَ تَهْتِفُ بِهِ ضَيَّعْتَنِي ضَيَّعَكَ اللَّهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي و لَا رَعَاكَ اللَّهُ كَمَا لَمْ تَرْعَنِي…"[3]

نظرا إلى أفضلية الصلاة و أخيريتها في أول الوقت، إذن نحتاج إلى دليل للتأخير، و لهذا الروايات قد جوزت التأخير فيما إذا كان للإنسان عذر شرعي مقنع. فقد روي عن الإمام الصادق (ع) حيث قال: "َ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْعَلَ آخِرَ الْوَقْتَيْنِ وقْتاً إِلَّا مِنْ عُذْرٍ أَوْ عِلَّةٍ".[4]

أما ما هو العذر و السبب الذي يليق أن يكون عذرا لتأخير الصلاة، فهو راجع إلى تشخيص الإنسان نفسه و ضميره، فإذا كان العذر بحيث يقتضي التقديم حقّا على فضيلة الصلاة في أول الوقت و يبرر تأخير الصلاة، عند ذلك يكون الإنسان معذورا عند الله بهذا الدليل و بإمكانه أن يؤخر الصلاة، و لكن لا ينبغي أن يتذرع بأي ذريعة و يفر من الصلاة في أول الوقت.

إذن أولوية الطعام أو الصلاة في أول الوقت متعلقة بظروف الإنسان و موقعه، فإذا كان قد أصيب بضعف أو تعب شديد أو ينتظره الآخرون و … يستطيع أن يقدم أكل الطعام على الصلاة.

أهمية حضور القلب في الصلاة

و بالإضافة إلى الآداب الظاهرية التي في الصلاة، هناك آداب باطنية يجب الاهتمام بها. و من أهم هذه الآداب حضور القلب. و لهذا فإن سُمِح بتأخير الصلاة في بعض الظروف فذلك بسبب اهتمام الله و عنايته بحضور القلب و تحصيله من قبل المصلّي. عدم أكل الطعام و تحمل الجوع البالغ و أمثاله من الأعذار قد تضرّ بحضور القلب في الصلاة أو تقضي عليه تماما.

بعد هذه المقدمة يتبادر سؤال و هو أنه إن تعذر أداء الصلاة في أول الوقت مع حضور القلب بسبب بعض الظروف الخاصة، و أمكن أداء الصلاة مع حضور القلب مع تأخير بسيط، فما التكليف؟

هنا يرجح العلامة المجلسي حالة حضور القلب على الصلاة لوقتها بغير الحضور، و ذلك بعد أن أشكل في اختيار كل من الطرفين أي حضور القلب أو الصلاة في أول الوقت. قال (ره): " [إن غلب النوم و النعاس على أحد بحيث] لو علم أنه لا يعقل عقلا كاملا و لا يكون قلبه حاضرا متنبها لما يقوله و يأتي به كما هو ظاهر الأخبار فالنهي على التنزيه (مكروه) … و لو كان في أول الوقت نومان و إذا دخل في الصلاة لا يكون له حضور القلب فيها و إذا نام ليذهب عنه تلك الحالة يخرج وقت الفضيلة فأيهما أفضل الترجيح بينهما لا يخلو من إشكال و اختار بعض المتأخرين ترجيح حضور القلب فإنه روح العبادة."[5] و قد أيّد هذا القول بعض العلماء من قبيل الشيخ عباس القمي حيث ذهب إلى هذا الرأي و رجح الصلاة مع حضور القلب.[6]

إذن فموارد جواز تأخير الصلاة تختص بظروف تضايق الإنسان و عدم راحته بحيث يكون له عذر شرعي عن الصلاة في أول الوقت، لا أن يقدّم كسله و عدم اكتراثه و يتعذر بأعذار تافهة في سبيل تأخير الصلاة، فلا شك في أن هذا السلوك مخالف لما أراده الله.

 


[1]. الشيخ حرّ العاملي، و سائل الشيعة، ج 4، ص 119، مؤسسه آل البيت (ع)، قم، الطبعة الأولى، 1409ق.

[2]. الشیخ الصدوق، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال‏، ص 36، دار الرضى، قم، الطبعة الأولى، 1406 ق‏.

[3]. و سائل الشیعة، ج 4، ص 123 و 124.

[4]. المصدر نفسه، ص 119.

[5]. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 81، ص 271، مؤسسة الوفاء، بيروت - لبنان، 1404 ق.

[6]. القمي، الشيخ عباس، الغاية القصوى فی ترجمة العروة الوثقى، ج‌ 1، ص 322،  منشورات صبح پيروزى، قم، الطبعة الأولى، 1423ق.