تفسير مجاهد: من مصنفات أبي الحجاج مجاهد (21 – و المتوفى 102 او103 او104، او105 هجرية) ابن جبر أو جبير المكي المخزومي من مفسري التابعين و المختصين بعلوم القرآن الشيعة.
تفسير قتادة: لمصنفه قتادة بن دعامة, أبي الخطاب السدوسي البصري, ولد اكمه (اعمى خلقة) سنة 61هجرية، كان تابعيا و عالما كبيرا, و كان فقيه أهل البصرة عالما بالانساب و اشعار العرب.
تفسير معاني القرآن و اعرابه: لمؤلفه إبراهيم بن سري بن سهل أبي اسحاق الزجاج، تفسير ذو مسحة أدبيه و لغوية، خاض فيه مؤلفه في القضايا الادبية البيانية و كذلك في المنقولات؛ الا ان السمة الغالبة على التفسير هي اعتماد منهج التفسير اللغوي.
تفسير مجاهد: من مصنفات أبي الحجاج مجاهد (21 – و المتوفى 102 او103 او104، او105 هجرية) ابن جبر أو جبير المكي المخزومي من مفسري التابعين و المختصين بعلوم القرآن الشيعة.
أخذ مجاهد علوم القرآن و فن التفسير عن إبن عباس، و عده ابن حجر في تهذيب التهذيب: من تلاميذ الامام علي بن أبي طالب (ع) بالاضافة الى تلمذه على ابن عباس.
و ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق و غيره عن مجاهد أنه قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات, اقف عند كل آية, أساله فيم نزلت, و كيف نزلت.
و عن ابن أبي مليكة: رايت مجاهدا يسال ابن عباس عن تفسير القرآن و معه الواحه, فيقول له ابن عباس: اكتب, حتى سأله عن التفسير كله و من ثم قيل: اعلمهم بالتفسير مجاهد.[1]
قال الذهبي: اجمعت الأمة على إمامة مجاهد و الاحتجاج به كان ثقة مأمونا, و فقيهاً ورعاً, و عالما كثيرالحديث, جيد الحفظ متقنا. و قد استفاضت شهادة العلما بعلو مكانته في التفسير و ثقته و امانته و سعة علمه و قد احتج بتفسيره الائمة النقاد و العلما و اصحاب الحديث.
اتهم بالاخذ من اهل الكتاب, و لكن شدة نكير شيخه ابن عباس على الآخذين من أهل الكتاب, يتنافى و هذه التهمة و الارجح أن رجوعه اليهم كان في امور لا تدخل في دائرة النهي الوارد عن رسول اللّه (ص), و ربما كان لغرض التحقيق لا التقليد.
و كذلك اتهم بانه يفسر القرآن برايه! و لكن هذه التهمة يرجع سببها الى الجو الحاكم آنذاك من التحاشي عن الخوض في معاني القرآن, و لاسيما المتشابهات, غير ان شريعة العقل ترفض كل مناشئ الجمود.
حريته في التفسير العقلي:
كان مجاهد حر الراي, يفسر القرآن حسبما يبدو له من ظاهر اللفظ, و يرشده اليه عقله الرشيد و فطرته السليمة, بعد احاطته بمفاهيم الكلمات و الاوضاع اللغوية و العرفية (حسب متفاهم العرف العام آنذاك) و ما كان قد عهده من مباني الشريعة و اسس الدين القويمة و بعد مراجعة كلمات اعلام الامة و خيار الصحابة الاولين, الامر الذي يجب توفره في كل مفسر حر الرأي و مضطلع خبير. و توجد في تفسيره شواهد كثيرة على ذلك.
قال الذهبي: اعتمد البخاري ابن أبي نجيح فيما يرويه في التفسير عن مجاهد.
طبع هذا التفسير باهتمام مجمع البحوث الاسلامية في باكستان سنة (1367 ه ق). و هذا التفسير ينقص كثيراً عما جاء في الطبري من تفسير مجاهد, لكنه عن غيرطريق ابن ابي نجيح.
و هناك من قال بان تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد من اصح التفاسير, بل ليس بايدي أهل التفسير كتاب في التفسير اصح من تفسير ابن ابي نجيح عن مجاهد
قال شواخ: و قد نقل الطبري من هذا التفسير حوالي (700) مرة في مواضع مختلفة و قد دخلت بعض اجزاء هذاالتفسير في تفسير الطبري عن طريق تفاسير أخرى, مثل تفسير ابن جريج و الثوري و غيرهما.[2]
التفسير يعد من التفاسير الروائية و يقع في ثمانية مجلدات، لم يخرج عن المنقول عن السلف و خاصة عن ابن عباس الا قليلا في بيان بعض المفردات. و لم يكن تفسير مجاهد تفسيراً تاماً و انما يكتفي من كل سورة بتفسير بعض الآيات. يعد التفسير من التفاسير المعتبرة لدى الفريقين و قد نقل الطبري عنه كثيرا و كذلك الشافعي و سائر الاعلام. نقل مجاهد الكثير من فضائل الامام علي بن أبي طالب (ع) و أهل البيت (ع) النازلة في القرآن الكريم.
توفي بعد خروجه من السجن في مكة المكرمة ساجداً.[3]
تفسير قتادة
لمصنفه قتادة بن دعامة, أبي الخطاب السدوسي البصري, ولد اكمه (اعمى خلقة) سنة 61هجرية، كان تابعيا و عالما كبيرا, و كان فقيه أهل البصرة عالما بالانساب و اشعار العرب قال ابو عبيدة: كان اجمع الناس و كان ينيخ على باب داره كل يوم من ياتيه فيساله عن خبر او نسب او شعر. قال علي بن المديني: انتهى علم البصرة الى يحيى بن أبي كثير, و قتادة كما انتهى علم الكوفة الى أبي اسحاق, و الاعمش و انتهى علم الحجاز الى ابن شهاب, و عمرو بن دينار.
و قال ابن حبان ـ في الثقات: كان من علما الناس بالقرآن و الفقه و من حفاظ أهل زمانه. ترجم له كل من الدوادي في طبقات المفسرين و الذهبي في تذكرة الحفاظ.[4]
و قد عرف قتادة السدوسي بالولاء لاهل البيت و على راسهم الامام أمير المؤمنين (ع ), و في التاريخ منه مواقف مشرفة سجلها أهل السير و الحديث.[5]
و له مع الامام أبي جعفر الباقر(ع ) مواقف نذكرمنها:
اخرج الكليني باسناده الى أبي حمزة الثمالي, قال: كنت جالسا في مسجد رسول اللّه (ص) اذ اقبل رجل فقال لي: أتعرف أبا جعفر؟ قلت: نعم, فما حاجتك؟ قال: هيأت له أربعين مسالة أساله عنها, فما كان من حق أخذته, و ما كان من باطل تركته، فما انقطع كلامه حتى أقبل أبو جعفر و حوله أهل خراسان و غيرهم يسالونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه, و جلس الرجل قريبا منه فلما انصرف الناس التفت أبو جعفر اليه, فقال له: من أنت؟ قال: انا قتادة بن دعامة البصري.
فقال له أبو جعفر: انت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم, فقال: ويحك يا قتادة, ان اللّه تعالى خلق خلقا من خلقه, فجعلهم حججاً على خلقه, و هم اوتاد في أرضه, قوام بامره, نجبا في علمه, اصطفاهم قبل خلقه اظلة عن يمين عرشه.
فسكت قتادة طويلا,ثم قال: اصلحك اللّه, و اللّه لقد جلست بين يدي الفقهاء, و قدام ابن عباس, فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم, ما اضطرب قدامك فقال أبو جعفر: اتدري اين انت؟ بين يدي بيوت اذن اللّه ان ترفع و يذكر فيها اسمه, يسبح له فيها بالغدو و الاصال, رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه و اقام الصلاة و إيتاء الزكاة, فانت ثم و نحن اولئك. فقال قتادة: صدقت و اللّه, جعلني اللّه فداك, و اللّه ما هي بيوت حجارة و لا طين.[6]
له كتاب في التفسير و يرى فؤاد سزكين انه ربما كان تفسيرا كبيرا ضخما فقد استخدمه الخطيب البغدادي, كما في مشيخته قال شواخ: و استخدمه الطبري اكثر من (3000) ثلاثة آلاف مرة و ربما نقل كل مادته نقلا, بالرواية التالية: ((حدثنا بشر بن معاذ, قال : حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة)) و قد عرف الثعلبي عدا ذلك روايتين أخريين لهذا الكتاب, كما يظهر من كتابه ((الكشف و البيان )).[7]
تفسير معاني القرآن و اعرابه
لمؤلفه إبراهيم بن سري بن سهل أبي اسحاق الزجاج، تفسير ذو مسحة أدبيه و لغوية، خاض فيه مؤلفه في القضايا الادبية البيانية و كذلك في المنقولات؛ الا ان السمة الغالبة على التفسير هي اعتماد منهج التفسير اللغوي.[8]
كان الزجاج - بشهادة من ترجم له-: من أهل الفضل و التدين، و كان يمتهن صنعة الزجاج، الا ان علو همته بين اللغويين و الادباء العرب رفعته مكاناً شامخاً لدرجة جعلت من الزجاج نديما للوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب، و قد نال ثقته حتى طلب منه أن يكون معلماً لولده القاسم و عندما تصدى القاسم بن عبيد الله لمنصب الوزاء اغدق على الزجاج باموال كثيرة.[9]
ترك الزجاج مجموعة من المصنفات العلمية و التلاميذ حتى عد الكثير من علماء النحو و اللغة من بين تلامذته منهم ابو علي الفارسي و ابو جعفر النحاس المصري. كذلك عد ابو القاسم عبد الرحمان الزجاجي صاحب كتاب الجمل في النحو من ضمن تلامذته.[10]
حدّد ابن النديم تاريخ تأليف هذا الكتاب في نص قرأه على ظهر كتاب المعاني: ابتدأ أبو إسحاق إملاء كتابه الموسوم بمعاني القرآن في صفر سنة 285هـ وأتمّه في شهر ربيع الأوّل سنة 301هـ.[11]
نشرت دار الكتاب المصري و دار الكتب اللبانية في القاهرة و بيروت الكتاب تحت عنوان "اعراب القرآن" بتحقيق إبراهيم الابياري.
[1] الاستاذ المحقق الشيخ محمد هادي معرفة، التفسير و المفسرون، 13، ص17، الجامعة الرضوية للعلوم الاسلامية، الطبعة الاولى، 1418هـ.
[2] نفس المصدر.
[3] الشهيدي الصالحي، عبدالحسین، تفسیر و تفاسیر شیعه، ص 22 و 23، حدیث امروز، قزوین، الطبعة الاولى، 1381ش؛ و انظر: مروتي، سهراب، پژوهشي پيرامون تاريخ تفسير قرآن كريم (القرن الاول الهجري)، ص 196 – 200، نشر رمز، طهران، الطبعة الاولى، 1381ش.
[4] انظر:معرفة، محمد هادي، خياط و نصيري، تفسير و مفسران، ج 1، ص 375 – 377، مؤسسه فرهنگى التمهيد، قم، الطبعة الاولى، 1379ش؛ بابايي، علي اكبر، مكاتب تفسيري، ج 1، ص 259 – 263، سمت، پژوهشكده حوزه و دانشگاه، طهران، الطبعة الاولى، 1381و1386ش.
[5] انظر التفسير و المفسرون.
[6] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق و تصحيح: غفاري، علي اكبر، الآخوندي، محمد، ج 6، ص 256 و 257، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة، 1407ق.
[7] انظر: التفسير و المفسرون.
[8] انظر: علوي مهر، حسين، آشنايي با تاريخ تفسير و مفسران، ص 207، مركزجهاني علوم اسلامي، قم، الطبعة الاولى، 1384ش؛ الصاوي الجويني، مصطفى، دانش، موسى، روحاني، حبيب، شيوه هاي تفسيري قرآن كريم، ص 128 – 140، آستان قدس، مشهد، الطبعة الثانية، 1387ش.
[9] شيوه هاى تفسيرى قرآن كريم، ص 129.
[10] نفس المصدر.
[11] نفس المصدر؛ و انظر: المناهج التفسيرية في علوم القرآن