صحيح ان العالم شهد نقطة تحوّل كبيرة في تاريخ البشريّة، قلبت مفاهيم علم الأحياء (البيولوجيا) و قوانين الطبيعة، رأسا على عقب، حيث توصّل العلماء الى استنساخ كائن حي من خليّة جسديّة واحدة، ينتج عنها كائن آخر، طبق الأصل عن الأول.
و بغض النظر عن مشروعية هذا العمل او انسجامه من القيم الاخلاقية، فان غاية ما قام به العلم من إِنجاز يتمثل في: (1) إنجاب بغير تزاوج ذكر و أُنثى. (2) الحصول على نسخة طبق الأَصل و قابلة للتكرار بأي عدد من للأَصل الذي اخذت منه.
و يلاحظ هنا:
1. انهم لم يخلقوا شيئا من العدم، بل غاية ما قاموا به التصرف بخلايا و بويضات مخلوقة من قبل الله تعالى.
2. ان هذه الخلايا و البويضات تحمل نوعا من الحياة و مرتبة من مراتبها قطعاً.
3. انهم اعتمدوا في استمرارية حياة المولود الجديد نفس قوانين و اصول الرحم الطبيعية.
4. إن العلم الحديث نفسه لا ينفي تدخل الغيب "الله" في نفخ الروح، بل لم يتدخل علم الاستنساخ في هذه القضية و لم يقترب منها.
5. لا التعاليم الدينية و لا العلمية تحصر الانجاب و تكاثر النسل بطريقة التزاوج و الجماع المتعرفة، بل غاية ما تقول ان المتعارف هو هذا الطريق و يمكن ان يتم من خلال طريق آخر كما في ولادة عيسى (ع).
و أخيراً ان نفخ الروح في الجسد المادي يعني: عند ما تكامل النطفة في الرحم تصل إلى مرحلة تبدأ عندها بالحركة، و تحيا و تنبعث فيها القوى الإنسانية الأخرى تدريجياً، و هذه هي المرحلة التي يعبّر عنها القرآن بنفخ الروح.
فما المانع ان تحدث هذه العملية للجنين الذي خلق من عملية صناعية توفرت فيها جميع ظروف العملية الطبيعية الا التزاوج و العوامل الوراثية فقط؟!!
شهد العالم نقطة تحوّل كبيرة في تاريخ البشريّة، قلبت مفاهيم علم الأحياء (البيولوجيا) و قوانين الطبيعة، رأسا على عقب، حيث توصّل العلماء الى استنساخ كائن حي من خليّة جسديّة واحدة، ينتج عنها كائن آخر، طبق الأصل عن الأول، و الاستنساخ هو عبارة عن أخذ خليّة جسدية من كائن حي تحتوي على كافة المعلومات الوراثية، و زرعها في بويضة مفرّغة من مورثاتها، ليأتي الجنين مطابقا تماما في كل شيء للأصل و هو الكائن الأول الذي أخذت منه الخليّة، و بالتعبير العلمي: «ان هذا الكائن الجديد قد تمّ تغيير حامضه النووي في البويضة، بعد انتزاع الحامض النووي من الأصلي، و زراعته (في طريقة مختبريّة) في البويضة، التي أنتجت الكائن الجديد».
و أصل الفكرة بدأت في ألمانيا في العقد الثالث من هذا القرن، فلم يوفّقوا، ثم جاءت نقطة التحوّل عام 1960 م، يوم استطاع العلماء استنساخ النباتات، و في عام 1993 م تمكّن العلماء من استنساخ توأم من بويضة، ما لبثا أن ماتا، و في عام 1995 م تمكّن العلماء من ولج خليّة جنينيّة مع خليّة جسدية عن طريق التيار الكهربائي، ليحصلوا لأول مرّة في تاريخ الإنسان على نسل لم يتم بالمعاشرة الجنسيّة، (أي عن طريق تلقيح البويضة بالحيوانات المنويّة).. الى أن توصل العلماء الى استنساخ النّعجة (دولي) بالطريقة التي ذكرت أعلاه، فتولّد جنين طبق الأصل عن صاحب الخليّة، و قد أحدث هذا الحدث ضجّة، و سبب هذه الضجّة هو التخوّف من استخدام نفس التقنية لإنتاج بشر متشابهين في الشكل و المظهر حسب الطلب.[1]
و بغض النظر عن مشروعية هذا العمل او انسجامه من القيم الاخلاقية، فان غاية ما قام به العلم من إِنجاز:
(1) إنجاب بغير تزاوج ذكر و أُنثى.
(2) الحصول على نسخة طبق الأَصل و قابلة للتكرار بأي عدد من الضفدع[2] الأَصل.[3]
و يلاحظ هنا:
1. انهم لم يخلقوا شيئا من العدم، بل غاية ما قاموا به التصرف بخلايا و بويضات مخلوقة من قبل الله تعالى.
2. ان هذه الخلايا و البويضات تحمل نوعا من الحياة و مرتبة من مراتبها قطعاً.
3. انهم اعتمدوا في استمرارية حياة المولود الجديد نفس قوانين و اصول الرحم. و بعبارة اخرى: استفادوا من الرحم الطبيعي أو صناعة رحم آلية تجعل فيه الخلية الجديدة موقتا حتى يتم التلاقح ثم الانتقال الى الرحم الطبيعية.
4. صحيح ان المتعارف و الشائع في التناسل الحيواني هو المتعارف عن طريق الجماع و التلاقح الجنسي، الا ان ذلك لا يعد قانوناً عاماً لا يتخلف قطعا، كيف و هذا القرآن الكريم يصرح بان النبي عيسى (ع) قد خلق من دون أب، كما في قوله تعالى: " وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا * قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا * قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لي غُلامٌ وَ لَمْ يَمْسَسْني بَشَرٌ وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا * قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَ رَحْمَةً مِنَّا وَ كانَ أَمْراً مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا".[4]
5. إن العلم الحديث نفسه لا ينفي تدخل الغيب "الله" في نفخ الروح، بل لم يتدخل علم الاستنساخ في هذه القضية و لم يقترب منها. فكيف يأتي غير المختص ليشكك في قضية سكت عنها المختصون أنفسهم؟!
6. إن نفخ الروح في الجسد المادي يعني: إنّ النطفة عند ما تنعقد في البداية ليس لها إلا نوع من «الحياة النباتية»، أي التغذية و النمو فقط، أمّا الحسّ و الحركة التي هي علامة «الحياة الحيوانية»، و كذلك قوّة الإدراكات التي هي علامة الحياة الإنسانية، فلا أثر عن كلّ ذلك. و عند تكامل النطفة في الرحم تصل إلى مرحلة تبدأ عندها بالحركة، و تحيا و تنبعث فيها القوى الإنسانية الاخرى تدريجيا، و هذه هي المرحلة التي يعبّر عنها القرآن بنفخ الروح.
أمّا إضافة «الروح» إلى «اللّه» فهي «إضافة تشريفية»، أي إنّ روحا ثمينة و شريفة بحيث أنّ من المناسب أن تسمّى «روح اللّه» قد دبّت في الإنسان و نفخت فيه، و هذا يبيّن حقيقة أنّ الإنسان و إن كان من ناحية البعد المادّي يتكوّن من الطين و الماء، إلّا أنّه من البعد المعنوي و الروحي يحمل «روح اللّه».[5]
فما المانع ان تحدث هذه العملية للجنين الذي خلق من عملية صناعية توفرت فيها جميع ظروف العملية الطبيعية الا التزاوج و العوامل الوراثية فقط؟!!
[1] انظر: السيد الخوئي، صراط النجاة (للخوئي مع حواشي التبريزي)، ج3، ص: 392، المسألة رقم 1169.
[2] باعتبار ان التجربة انجريت على الضفادع.
[3] الشيخ آصف محسني، محمد، الفقه و المسائل الطبية، ص: 120.
[4] مريم، 16-22.
[5] مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج13، ص: 108، مدرسة الامام علي بن أبي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.