Please Wait
الزيارة
5602
محدثة عن: 2009/06/21
کد سایت fa2918 کد بایگانی 5183
گروه الحقوق والاحکام
خلاصة السؤال
هل یصیر الإنسان فی رأی الإسلام مالکاً للأرض التی لا مالک لها بمجرّد أن یسجلها باسمه؟
السؤال
إذا کانت هناک قطعة أرض فی مدینة و لیس لها مالک و صاحب فما هو حکم تسجیلها و إمتلاکها من الناحیة الشرعیة؟
الجواب الإجمالي

الأراضی التی یمکن أن توجد فی المدینة أو القریة فیما بین المناطق السکنیة و لا یعرف صاحبها و مالکها و تسمی اصطلاحاً بالأراضی المجهولة المالک. و هذه الأراضی لها مالک قطعاً و لکن لا یعرف من هو ذلک المالک. و بناء علی هذا فحکمها حکم مجهول المالک و لهذا لا یمکن للناس(غیر أصحابها) أن یتملکوها بمجرد استصدار سند لها. بل یجب لتملکها: شراؤها من الحاکم الشرعی (الولی الفقیة) أو الحصول علی إذن منه فی الإستفادة منها و التصرف فیها(بدون البیع و الشراء).

الجواب التفصيلي

تؤکد الأحادیث و المصادر الإسلامیة المعتبرة أن الأراضی تنقسم الی عدة أقسام:

1- الأراضی العامرة التی یعرف صاحبها و مالکها. و أمر مثل هذه الأراضی معلوم؛ بمعنی ان أی بیع و شراء و تدخّل و تصرّف فیها یجب أن یکون بإذن و رضا مالکها.

2- الأراضی الموات بالإصالة؛ أی الأراضی التی لم یتم إحیاؤها الی الآن. و هذا القسم هو من موارد الأنفال و هو ملک الإمام(ع). قال الإمام الخمینی(ره) حول هذا القسم:" الموات بالأصل و إن کان للإمام (علیه السلام) حیث إنه من الأنفال کما مر فی کتاب الخمس، لکن یجوز فی زمان الغیبة لکل أحد إحیاؤه مع الشروط الآتیة و القیام بعمارته، و یملکه المحیی على الأقوى سواء کان فی دار الإسلام أو فی دار الکفر، و سواء کان فی أرض الخراج کأرض العراق أو فی غیرها، و سواء کان المحیی مسلما أو کافرا.".[1]

و قال الشیخ آیة الله مکارم الشیرازی أیضاً حول ملکیة هذا القسم:"الأراضی الموات لا تدخل فی ملک أحد بمجرد تسجیلها، بل یجب إحیاؤها أی تهیئتها للزراعة".[2]

و بالطبع فانه إذا کان هناک قانون أو مقررّات من قبل نظام الجمهوریة الإسلامیة فی هذا المجال فانه یجب مراعاته.

3. الأرض التی أعرض عنها مالکها أو مالکوها و استغنوا عنها أو ارتحلوا الی مکان آخر و رفعوا یدهم عن مالکیتها أو انهم هلکوا بسبب الحوادث و البلایا، و کذلک الأرض التی کانت محیاة سابقاً و هی متروکة الآن و أصبحت مواتاً مرة اخری، و یطلق علیها الموات بالعرض و هی من موارد الأنفال، فهی ملک الإمام(ع).

قال الإمام الخمینی(ره):"الموات بالعرض إذا لم یکن لها مالک مثل الأراضی التی کانت للامم السابقة التی انقرضت و لم یبق لها إسم و لا رسم فحکمها حکم الموات الأصلی".[3]

و قال ایضاً: " الموات بالعرض إذا علم انها لمالک موجود و لکنه مجهول و لا یعرف و تسمی بمجهولة المالک، فالأحوط التصرف فیها بإذن الحاکم و اعمارها و البحث عن مالکها. و فی حالة الیأس عن الوصول الی المالک تشتری من الحاکم الشرعی و یتصدّق بها علی الفقراء أو تؤجر و یتصدق بثمن اجرتها".[4]

و بناء علی هذا فالأراضی التی توجد فی المناطق السکنیة فی المدینة أو القریة و لا یعلم مالکها و صاحبها و یقال لها أراضی مجهولة المالک فإن هذه الأراضی لها مالک قطعاً و لکن لا یعرف من هو مالکها.[5]

و لهذا السبب فلا یمکن لغیر أصحابها تملکها عن طریق استصدار السند بل یشترط لتملکها شراؤها من حاکم الشرع (الولی الفقیة).

و قال آیة الله الخامنئی دام ظله جواباً عن سؤال هو:"بنینا بیتاً فی أرض مجهولة المالک، فهل یجوز بیع الأرض مع البنایة الموجودة فیها مع رضا المشتری و علمه بکونها مجهولة المالک و ان البائع یملک البناء فقط؟" فأجاب:إذا کان البناء فی الأرض المجهولة المالک بإذن الحاکم الشرعی، یمکن لمالک البناء المبادرة لبیع البناء فقط و لا یجوز له بیع الأرض.[6]

و یجب التنبیة علی انه لیس کل أنواع الأحیاء و العمران توجب ملکیة الأراضی الموات بل یجب أن تتوفر الشروط التالیة فی الإحیاء و الاعمار لکی یکون سبباً للملکیة:

الف:. ألّا تکون الأرض المحیاة تحت تصرف ید مسلم سابقاً.

ب: ألّا تکون الأرض حریماً و تابعة لملک الآخرین.

ج: ألّا تکون مجعولة من قبل الشارع المقدس مکاناً للعبادة؛ مثل المشعر و منی و عرفات و ....

د: ألا تکون من الأراضی التی أقطعها الإمام المعصوم(ع).

هـ: ألّا یکون قد حازها احد سابقاً .[7]



[1] نجاة العباد (للإمام الخمینی)،ص 346، کتاب احیاء الموات، المسألة 1؛ تحریر الوسیلة، ج ‏2، ص 196.

[2] توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج 2، ص 921، المسألة 15.

[3] نجاة العباد(للإمام الخمینی)، ص 346، کتاب احیاء الموات، المسألة 2.

[4] نجاة العباد(للإمام الخمینی)، ص 347، کتاب احیاء الموات، المسألة 3.

[5] کفایة الأحکام، ج 2، ص 548، الرابعة: اذا لم یکن للأرض مالک معروف فإن کانت الأرض حیّة فهی مال مجهول المالک یجری فیها حکمه.

[6] اجوبة الإستفتاءات (بالفارسیة)،ص 344.

[7] الأنصاری، الشیخ مرتضی، کتاب المکاسب، ج 2، ص 70 - 71.