Please Wait
الزيارة
5842
محدثة عن: 2009/05/16
کد سایت fa3564 کد بایگانی 4885
گروه تاريخ بزرگان
خلاصة السؤال
لماذا بعث الحسین بن روح کتابه الموسوم ب«التأدیب» إلى علماء قم من أجل تصحیحه؟
السؤال
لماذا بعث النائب الثالث بکتابه «التأدیب» إلى قم لتصحیحه، و لماذا لم یعرضه على الإمام؟
الجواب الإجمالي

أبو القاسم الحسین بن روح عالم کبیر و هو السفیر الثالث و نائب من النواب الأربعة لإمام الزمان(عج)، و قد کان فی زمانه مورداً لحسد الحساد، و قد وقف بوجهه الکثیر و أعلنوا معارضتهم له. و قد کتب کتاباً فقهیاً بعنوان التأدیب، و قد أرسل الکتاب إلى مجموعة من علماء قم للوقوف على مطالبه، و قد أید هؤلاء العلماء جمیع ما کان فیه من مطالب و مسائل، و قد کان الکتاب مورد تأیید و قبول العلماء. و أما بالنسبة إلى الهدف من إرسال الکتاب فبالإمکان تصور عدة احتمالات مختلفة من جملتها: الاحترام و التقدیر لمقام الفقهاء العلمی، و إطلاع العلماء على مکانة و مرتبة نائب الإمام العلمیة، ثم إطلاع الناس عن طریق هؤلاء العلماء و.... و من الطبیعی أن مثل هذا العمل لا یتنافى مع کونه قد عرض کتابه على الإمام صاحب الزمان(عج).

الجواب التفصيلي

أبو القاسم الحسین بن روح، عالم کبیر و هو ثالث السفراء و نائب من النواب الأربعة للإمام صاحب الزمان (علیه السلام)، و هو من عائلة بنی نوبخت الشیعیة الإیرانیة، و کان مقیماً فی بغداد، و هو من الفقهاء و المحدثین و العلماء المشهورین الشیعة، و قد حظی فی زمانه بشهرة کبیرة على الصعید الدینی و السیاسی و الاجتماعی. حتى قال البعض: أنه لم یرقَ إلى مکانته الدینیة و الإجتماعیة من الشیعة أحد، و کان المخالف و الموالف یعترف بأنه کان من أعقل الناس. و قد روى عن الإمام الحسن العسکری و الإمام صاحب الزمان علیهما السلام و عن عدة من المحدثین أمثال محمد بن زیاد، کما روى عنه عدد کبیر من المحدثین بلغ عددهم 22 محدثاً.

مع أن وصیة و نیابة الحسین بن روح کانت عن طریق وصیة النائب السابق له محمد بن عثمان و إن أکثریة الشیعة سلموا بذلک و ارتضوه إلا أن عدة من الحساد و الحاقدین أعلنوا موقفاً معارضاً لنیابة الحسین بن روح.

و قد کتب الحسین بن روح کتاباً فقهیاً أسماه «التأدیب» و قد أرسل الکتاب إلى مجموعة من علماء قم، و قد حظی الکتاب بتأیید جمیع العلماء و فی کل مطالبه و مسائله، و اعتبروها صحیحة و مقبولة[1].

مع أن عرض الکتاب على الإمام المهدی (عج) لا یتنافى مع إرساله إلى علماء قم آنذاک. و لعله عرضه على الإمام(ع). و لکن مدینة قم کانت مرکزاً للعلماء و الفقهاء و المحدثین الشیعة، و علیه فإنها قادرة على أن تشخص و تزن ما کان یتمتع به الحسین بن روح من علم و فقه و إحاطة بعلوم الحدیث؛ و هناک آثار و ثمرات و برکات کثیرة تترتب على هذا العمل. و لعل الإمام (عج) هو الذی أشار بعرض الکتاب على أهل قم لما یترتب على ذلک من مصالح و معطیات، لأن مثل هذا العمل یعبر عن الاحترام و التبجیل للفقهاء من جهة، و إطلاعهم على المراتب العلمیة و ما کان علیه النائب ابن روح من فضل و علم. و ذلک مما یساعد على مؤازرته و الوقوف إلى جانبه مقابل الحساد و الحاقدین و أصحاب المطامع الرافضین لنیابته.

و إذا علمنا أن علماء قم کانت لهم مکانة و تواصل واسع مع سائر الناس، و إن تأییدهم و إطلاعهم على فضل الحسین بن روح یساعد بشکل کبیر على انتشار فضله و علمه بین عامة الناس.

و لعله أراد أن ینشر نیابته و یوسعها بین الناس عن هذا الطریق لأنه من غیر الممکن کتابة کتاب یعترف الجمیع بصحته من دون أن یکون للمؤلف عددٌ من القابلیات و اللیاقات العلمیة، و لا یقع فی ذلک الا مورد واحد من موارد الاختلاف.

ثانیاً: لم تکن سجیة العلماء و لا من طبیعتهم أن یعرضوا ما یؤلفون و من کتب على الإمام المعصوم لتأییده. لأن هذا الأمر یفتح باب الادعاءات، حتى یقدم کل من یؤلف کتاباً فیما بعد على القول أنه حصل على تأیید الإمام.



[1] الطهرانی، آغابزرگ، الذریعة إلى تصانیف الشیعة، ج3، ص61؛ امین، السید محسن، أعیان الشیعة، ج 6، ص22: « کله صحیح و ما فیه شیء یخالف إلا قوله فی الصاع فی الفطرة صاع من طعام و الطعام عندنا؛ مثل الشعیر من کل واحد صاع».