Please Wait
الزيارة
5654
محدثة عن: 2009/08/17
کد سایت fa3603 کد بایگانی 5613
گروه الکلام القدیم
خلاصة السؤال
ما هی الأدلة على إمامة الأئمة المعصومین(ع) خارج دائرة الدین؟
السؤال
ما هی الأدلة على إمامة الأئمة لا بشکل کلی بل الإمامة الخاصة أی الشخصیة الحقیقیة للأئمة المعصومین (ع) بأسمائهم و سماتهم، و ذلک من خارج الدائرة الدینیة و بعبارة أخرى: کیف یمکن إثبات هذه الإمامة لغیر الشیعی بل لغیر المسلم؟
الجواب الإجمالي

إذا کان المراد من الإمامة المعنى الخاص للکلمة، أی خلیفة رسول الله (ص) و إدارة أمور المسلمین العامة للدین و الدنیا فلا بد من الالتفات إلى مسألة هامة و هی أن بحث الإمامة من فروع مباحث «النبوة» و إذا أراد أحدٌ أن یتمسک بکون الأئمة المعصومین هم خلفاء الرسول (ص) فلیس بإمکانه إثبات ذلک إلا من خلال البحث فی إطار دائرة الدین، و ذلک لأن الإمام خلیفة الرسول و لا معنى للبحث عن هذا الموضوع لدى شخص لا یؤمن بالله و رسوله.

أما إذا کان المراد بالإمامة معناها اللغوی، أی اتخاذ شخصٍ ذی شأن قدوة عملیة بغض النظر عن الخلافة و الإمامة الخاصة، فإن المصادر التاریخیة ملیئة بالمطالب و المضامین التی تحکی و تبرز المقام السامی و المرتبة العلیا لأئمة أهل البیت (ع)، حتى أن أعداء أهل البیت یظهرون الاعتراف بفضل و کمال هؤلاء الأئمة العظام.

و من الطبیعی أن بحث الإمامة بالنسبة إلى المسلم غیر الشیعی یختلف عنه بالنسبة لغیر المسلم، و ذلک أن عمدة المسلمین یرون أن بحث الإمامة من ضروریات الدین، إضافة إلى إمکانیة البحث بالدلائل النقلیة بالنسبة إلیهم، و لذلک یکون البحث أیسر و أسهل.

أما الشیعة فإنهم یعتمدون على الروایات الصادرة عن النبی الأکرم (ص) و الأئمة السابقین و ذکرهم للأئمة اللاحقین فی مسألة إثبات الإمامة، و ذلک یأتی إیضاحه فی الجواب التفصیلی.

الجواب التفصيلي

من أجل أن یتضح الجواب لا بد من التوجه إلى عددٍ من النقاط الضروریة:

إذا کان المراد من الإمامة المعنى الخاص للکلمة، أی خلیفة رسول الله (ص) و إدارة أمور المسلمین العامة للدین و الدنیا فلا بد من الالتفات إلى مسألة هامة و هی أن بحث الإمامة من فروع مباحث «النبوّة» و إذا أراد أحدٌ أن یتمسک بکون الأئمة المعصومین هم خلفاء الرسول(ص) فلیس بإمکانه إثبات ذلک إلا من خلال البحث فی إطار دائرة الدین، و ذلک لأن الإمام خلیفة الرسول و لا معنى للبحث عن هذا الموضوع لدى شخص لا یؤمن بالله و رسوله.

و لذلک إن بحث الإمامة بالنسبة إلى الکافر لا بد و أن یکون بعد بحث التوحید و النبوة، و لا یمکن أن نواجهه ببحث الإمامة بشکل مباشر من أجل إثباتها، و علیه لا توجد لدینا أدلة خارج دائرة الدین لمن لا یؤمن بالله و رسوله من خلال أدلة التوحید و النبوة، فلا بد من التوجه إلى أن المسائل الاعتقادیة تشابه مسائل الریاضیات لا بد من مراعاة تسلسلها المنطقی لدى بحثها، فلا یمکن أن تبحث مسائل النبوة و الرسالة قبل إثبات وجود الله و مسائل التوحید و کذلک لا بد من تقدم بحث النبوة و الرسالة على بحث الإمامة و الخلافة، لأن هذه الأبحاث یتوقف بعضها على البعض، فلا بد من مراعاة تسلسلها المنطقی[1].

2ـ أما إذا کان المراد بالإمامة معناها اللغوی، أی اتخاذ شخصٍ ذی شأن قدوة عملیة بغض النظر عن الخلافة و الإمامة الخاصة، فإن المصادر التاریخیة ملیئة بالمطالب و المضامین التی تحکی و تبرز المقام السامی و المرتبة العلیا لأئمة أهل البیت (ع)، حتى أن أعداء أهل البیت یظهرون الاعتراف بفضل و کمال هؤلاء الأئمة العظام.

و لکن لا یمکن الإشارة إلى دلیل عقلی فی هذه المسألة، و ذلک لأن دراسة حقیقة الشخصیات التاریخیة تحتاج إلى فحص و متابعة تاریخیة لا إلى دلیل عقلی، و لا یمکننا بالدلیل العقلی التوصل إلى أن الشخصیة الفلانیة تمتع بخصوصیة ما فی زمان معین.

و لذلک نحن بحاجة إلى فحص و متابعة تاریخیة لنثبت عظمة و أهمیة الأئمة المعصومین و أهلیتهم للإمامة و تفردهم و أهلیتهم لأن یکونوا الأسوة و القدوة الصالحة فی هذه الأمة. کما أن الرجوع إلى الآثار التی خلفوها و السیرة العطرة التی التزموها، هی الأخرى مصادر ذات أهمیة بالغة فی رسم الصورة الحقیقیة المشرقة لهؤلاء الأئمة العظماء.

و من الطبیعی أنه من غیر الممکن حصر مثل هذا البحث الواسع و العنوان الکبیر فی إطار هذه المقالة الصغیرة و لذلک لا بد من مراجعة الکتب الموسعة التی تعالج هذا الموضوع کأصول الکافی، و نهج البلاغة، و الکتب التاریخیة للمؤرخین و المحدثین کمنتهى الآمال للشیخ عباس القمی، و مناقب آل أبی طالب لابن شهر أشوب و..

3ـ بحث الإمامة بالنسبة للمسلم غیر الشیعی یختلف عنه بالنسبة لغیر المسلم، و ذلک أن اکثر المسلمین یرون أن بحث الإمامة من ضروریات الدین، فبالإمکان معالجة المسألة بالنسبة لهم من خلال الأدلة النقلیة، و لذلک یکون الأمر أسهل و أیسر عندما یکون المتلقی مسلماً.

و من المسائل الجدیرة بالذکر هی أن الفرق بیننا و بین أهل السنة لیس فی فضل أهل البیت و کمال شخصیاتهم و ما یتمتعون به من صفات الکمال. فإن الإنصاف یفرض علینا أن نقول إن مصادر أهل السنة ملیئة بما یثبت مقام الأئمة و مرتبتهم السامیة و تقدم شخصیاتهم فی المجتمع الإسلامی. و لکن المسألة الأساسیة إذا ما حلت تکون الأمور طبیعیة و لا إشکال فیها، و هی أن أهل السنة لا یرون أن أفضلیة الإمام و عصمته و نصبه عن طریق الرسول (ص) و لیس ذلک بشرطٍ عندهم، بل ملاک الإمامة عندهم إجماع عدد خاص.

و ما عدا ذلک فإنهم دوّنوا کتباً کثیرة فی فضائل أهل البیت (ع)، و لیس ذلک الفضل بخافٍ بالنسبة لهم خصوصاً ما یخص شخصیة أمیر المؤمنین (ع). فإن الخلفاء الراشدین و کذلک أعداءه یعترفون جمیعاً بأفضلیته و تقدمه. و من أجل التوسع فی هذه المسألة و الإطلاع یمکن مراجعة کتاب المراجعات للعلامة السید شرف الدین و کذلک عبقات الأنوار للمرحوم میر حامد حسین و کتاب الغدیر للعلامة الأمینی.

4ـ إن الشیعة یتمسکون بأحادیث النبی الأکرم و الأئمة السابقین بخصوص الأئمة اللاحقین فی قضیة إثبات الإمامة الخاصة للأئمة المعصومین من أهل البیت (ع)، و لا یرون إجماع الأمة أو إجماع أهل الحل و العقد طریقاً صالحاً لاختیار الإمام[2].



[1] للاطلاع الأکثر یراجع، السؤال 2420 (الموقع: 2940) الدلائل العقلیة على أن إمام الزمان (عج) حی.

[2] للاطلاع الأکثر یراجع، سؤال 1362 (الموقع: 2709) دلائل الاعتقاد بالإمامة و الأئمة، و سؤال 2046 (الموقع: 2276) (الدلائل العقلیة للإمامة).