Please Wait
الزيارة
5632
محدثة عن: 2009/08/18
کد سایت fa3658 کد بایگانی 5675
گروه الحقوق والاحکام
خلاصة السؤال
هل نُسخ حکم الزواج المؤقت؟
السؤال
هل نُسخ حکم الزواج المؤقت؟
الجواب الإجمالي

القدر المتیقن أن هذا النوع من الزواج کان مشروعاً فی زمن النبی (ص)، و لا یوجد أی دلیلٍ معتمد على أن حکم هذا الزواج قد نسخ فی زمن النبی (ص). و علیه فلا بد من الحکم ببقائه طبقاً للقاعدة الأصولیة التی ثبتت فی علم الأصول.

و من الجدیر بالذکر و الأهمیة أنه لا یحق لأحدٍ نسخ الأحکام غیر رسول الله (ص)، و أنه الوحید الذی یصدر حکم نسخ الأحکام بعد أن یتلقى الأمر من الله سبحانه بذلک. و قد أغلق باب النسخ تماماً بعد رحلة النبی (ص)، و لولا ذلک لکان یحق لأی شخصٍ أن ینسخ بعض الأحکام باجتهاده و عندها لا یبقى شیء من الشریعة الإلهیة. و الحقیقة هی أن الاجتهاد مقابل کلام رسول الله اجتهاد مقابل النص و لذلک یکون فاقداً کل اعتبار.

الجواب التفصيلي

یقضی اتفاق جمیع المسلمین، بل تقضی ضرورة الدین أن الزواج المؤقت کان مشروعاً فی صدر الإسلام، و أن الکلام  و النقاش حول دلالة قوله تعالى: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةً»[1] لا ینافی مشروعیة المتعة بأی شکل من الأشکال و لا التسلیم بأصل مشروعیته، لأن المثبتین یعتقدون أن الحکم ثابت عن طریق السنة النبویة و قد عمل بذلک المسلمون الأوائل فی صدر الإسلام الأول، و العبارة المنقولة عن عمر مشهورة و معروفة و ذلک حین قال: «متعتان کانتا على عهد رسول الله و أنا محرمهما و معاقب علیهما، متعة النساء و متعة الحج»[2]، فالمراد متعة النساء المعروفة و یقصد بمتعة الحج «حج التمتع» و هو نوعٌ خاص من أنواع الحج[3].

و هذه العبارة دلیل بیّن على وجود هذا النوع من الزواج فی زمن رسول الله (ص)، غایة الأمر أن المخالفین یدعون أن هذا الزواج نسخ فیما بعد و حرم.

و من الجدیر بالذکر أن الروایات المدعاة دلالتها على نسخ الحکم مختلفة و مرتبکة، فالبعض یقول أن الحکم نسخ من قبل النبی نفسه. و علیه فالناسخ هو حدیث النبی و سنته، و البعض الآخر یقول أن الناسخ آیة الطلاق: «إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ» فی حین لا علاقة لهذه الآیة بالمسألة مورد البحث و الدراسة، لأن هذه الآیة تعنى بمسألة الطلاق فی حین لا طلاق فی الزواج المؤقت، و إنما یکون الفراق بین الزوجین بانقضاء المدة.

إذن فأصل تشریع هذا الزواج من المقطوع به فی زمن النبی الأکرم (ع)، و لا یوجد أی دلیل یعتمد علیه فی الدلالة على نسخ حکم هذا الزواج.

و علیه و طبقاً لقاعدة مسلمة فی علم الأصول[4] فإن هذا النوع من الزواج باقٍ و مستمر. و من البدیهی و الواضح أن لیس لأی أحدٍ حق نسخ الأحکام ما عدا رسول الله (ص). و أنه الوحید صاحب الصلاحیة فی نسخ بعض الأحکام بأمرٍ یتلقاه من الله سبحانه. و لذلک فإن باب النسخ أغلق تماماً بعد رحلة النبی (ص). و إلا لاستطاع کل أحدٍ أن ینسخ ما یرید من الأحکام وفقاً لاجتهاده، و یترتب على ذلک عدم بقاء شیء من شریعة الله و أحکامه الخالدة.

و أساساً فإن الاجتهاد مقابل کلام النبی (ص) هو اجتهاد مقابل النص و فاقدٌ لکل اعتبار.

جاء فی صحیح الترمذی «أحد مصادر السنة المعروفة» و عن الدارقطنی أیضاً: «أن رجلاً من أهل الشام سأل عبد الله بن عمر عن التمتع بالعمرة إِلى الحج، فقال ابن عمر: حسن جمیل، قال: فإِن أباک کان ینهى عنها، فقال: ویلک فإِن کان أبی نهى عنها و قد فعله رسول الله (صلى الله علیه و آله و سلم) و أمر به أ فبقول أبی آخذ، أم بأمر رسول الله (صلى الله علیه و آله و سلم) قم عنّی »[5].

و فی محاضرات الراغب، أن أحد المسلمین أقدم على المتعة، فسُئل: بمن اقتدیت فی جواز المتعة؟ قال: بعمر بن الخطاب رضی الله عنه قال: کیف و عمر کان أشد الناس؟قال: لأن الخبر الصحیح أنه صعد إلى المنبر فقال: إن الله و رسوله قد أحل لکما متعتین و إنی محرمهما علیکم أو أعاقبکم علیهما، فقبلنا شهادته و لم نقبل تحریمه.

و نقل فی صحیح مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاری أنه قال: «فعلناهما مع رسول الله صلى الله علیه و سلم ثم نهانا عنهما عمر فلم نعد لهما».

و فی حدیث آخر فی کتاب (موطأ مالک) و (السنن الکبرى) للبیهقی عن عروة بن الزبیر أن خولة بنت حکیم دخلت على عمر بن الخطاب فقالت: إن ربیعة بن أمیة استمتع بامرأة فحملت منه، فخرج عمر بن الخطاب فزعاً یجر رداءه فقال: هذه المتعة و لو کنت تقدمت فیها لرجمت.

و فی کتاب «بدایة المجتهد» تألیف «ابن رشد الأندلسی» نقرأ أیضاً أنّ جابر بن عبد الله الأنصاری کان یقول: تمتعنا على عهد رسول الله (صلى الله علیه و آله و سلم) و أبی بکر و نصفاً من خلافة عمر ثمّ نهى عنها عمر الناس.[6]



[1]النساء، 24.

[2]نقل الحدیث فی کنز العرفان ج 2، ص 158 عن تفسیر القرطبی و الطبری بألفاظ شبیهة بما ذکر، و ذکر فی السنن الکبرى للبیهقی ج 7 کتاب النکاح، نقلاً عن التفسیر الأمثل لناصر مکارم الشیرازی الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏3، ص: 178، منشورات مدرسة امیر المؤمنین، الطبعة الأولى، قم المقدسة.

[3]المراد من متعة الحج التی حرمها عمر هو ترک حج التمتع، و حج التمتع یعنی أن الحاج یحرم أولاً ثم یأتی بأعمال العمرة فیحل إحرامه و یحل له کل شیء «حتى المقاربة للنساء» ثم یحرم مرة أخرى لأداء أعمال الحج و ذلک فی الیوم التاسع من ذی الحجة، و هذا الأمر لم یراه أهل الجاهلیة صحیحاً، و یتعجبون من الشخص الذی یأتی بالعمرة ثم یحل إحرامه و لم یکن قد أدى أعمال الحج، و لکن الإسلام أجاز هذا العمل بشکلٍ صریح و ذلک فی الآیة 186 من سورة البقرة.

[4]إشارة إلى قاعدة عدم النسخ، أی أننا إذ شککنا فی مورد الحکم الثابت هل أنه نسخ أم لم ینسخ فالأصل عدم النسخ.

[5]تفسیر القرطبی، ج 2، ص 762، ذیل الآیة 195 من سورة البقرة، نقلاً عن التفسیر الأمثل، ج3، ص180.

[6]انظر: التفسیر الأمثل، ج3، ص178-180؛ المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏4، ص: 272-310.