انّ الّذی جاء فی الروایات حول سعة المنزل و طلب البیت الواسع من الله، لیس بمعنی امتلاک المنازل الفخمة، بل معناه طلب المنزل الخاص، بمقدار الحاجة. علی سبیل المثال، انّه یصعب الیوم العیش فی شقة صغیرة بمقدار 50 متر لعائلة تشتمل علی 5 او 6 اشخاص. و اذا طلب شخص ما من الله بیتا 120 او 200متر، لا یعتبر هذا الطلب میلا إلی الترف و الرفاهیة.
تشير الروايات المذكورة في السؤال، وكذلك الروايات المماثلة، بدقة إلى طلب المقدار العرفي وحسب الحاجة من الله، وليس بيتا أكثر من الازم؛ لأن التعاليم الدينية تعارض بشدة الترف والرفاهية، وهذا واضح في روايات وسلوك المعصومين. يقول رسول الله(ص) في هذا الصدد: «وَ مَنْ بَنَى بَيْتاً رِيَاءً وَ سُمْعَةً حُمِّلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ثُمَّ يُطَوَّقُهُ نَاراً يوقد [تُوقَدُ] فِي عُنُقِهِ ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَبْنِي رِيَاءً وَ سُمْعَةً قَالَ يَبْنِي فَضْلًا عَلَى مَا يَكْفِيهِ أَوْ يَبْنِي مُبَاهَاة».[1]
ما یجب الانتباه الیه هو؛ أنه لا ينبغی ان یُحكم على تعاليم الإسلام من زاوية واحدة وبآية او رواية واحدة، بل يجب عند الحكم عليها الرجوع الی الآيات والأحاديث الأخرى ودراسة القضايا المحيطة بها.
إذا كانت التعاليم الدينية تقول أن حياة هذا العالم هي مجرد لعبة وترف ورفاهية وتفاخر بينكم ورغبة مفرطة في الممتلكات والأطفال،[2]فإن نفس هذه التعالیم تقول أن نعم الدنیا خلقت للمؤمنین.[3]، [4]
[1]. ابن بابويه، محمد بن على، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال، النص، ص 281، دار الشريف الرضي للنشر، قم، الطبعة الثانیة، 1406 ق.
[2]. الحدید، 20.
[3]. الاعراف، 32. «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زينَةَ اللَّهِ الَّتي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون».
[4]. للمزید من الاطلاع راجع: علماء الشیعة و ترک لذائذ الدنیا، 15278.