قد دعی القرآن الکریم مرات عدیدة الی التفکر والتعقل؛ لان التفکر هو الحجر الاساسی للایمان الحقیقی لکل فرد وبعده یکون معنی لسائر العبادات. علی هذا الاساس لا یکون بعیدا عن الذهن ان نعتبر التفکر -الذی هو نوع من العبادة- افضل من سائر العبادات. هناک روایات کثیرة تصرح بهذه الحقیقة:
- قال الحسن الصیقل: «سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ، تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ قَالَ نَعَمْ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ قُلْتُ كَيْفَ يَتَفَكَّرُ قَالَ يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ وَ بِالدَّارِ فَيَتَفَكَّرُ فَيَقُولُ أَيْنَ سَاكِنُوكِ وَ أَيْنَ بَانُوكِ مَا لَكِ لَا تَتَكَلَّمِين».[1]
- روی عن الامام الصادق(ع) انه قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة، قال الله: «إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْباب».[2]
- روی ایضا عن النبی(ص) انه قال: «تفكّر ساعة خيرٌ من عبادة سبعين سنة».[3]
قد یثار سؤال هنا و هو: اليس هناك تعارض بين الروايات بالنظر الی مقدار العبادات المذكورة فیها؟
الجواب: لا يوجد ای تعارض بین الروایات، وقد بین الفیض الکاشانی عن سبب ذلک بأنّ الاختلاف الموجود فی مقدار العبادة فی الروایات بالقیاس الی تفکر ساعة هو للاسباب التالیة:
الاول: الاختلاف فی مراتب التفكر، الثانی: الاختلاف فی درجات المتفكرين الثالث الاختلاف في المتفكر فيه.[4]
هناك روايات تأيد الاستنتاج المذکور نذکر هنا روایتین منها تشیران الی انّ التفکرات التی تساوي عبادة سبعین سنة هی التفکرات الخاصة لاغیر.
- قال النبي الاكرم(ع): «سَاعَةٌ مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَة».[5]
- هناك ایضا رواية منسوبة الی الامام الصادق(ع) انه قال: «... إِنَّ خُطْوَةً يَتَخَطَّاهُ فِي سَاحَاتِ هَيْبَةِ اللَّهِ بِالْحَيَاءِ مِنْهُ إِلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَة».[6]
[1]. الکوفی الاهوازی، الحسین بن سعید، الزهد، ص 15، قم، المطبعة العلمیة، 1402ق.
[2]. العیاشی، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشی، ج 2، ص 208، طهران، المطبعة العلمیة، 1380ق.
[3]. مجذوب التبریزی، محمد، الهدایا لشیعة ائمة الهدی، ج 1، ص 207، قم، دار الحدیث، 1429ق.
[4]. الفیض الکاشانی، محسن، تفسیر الصافی، ج 1، ص 409، طهران، مکتبة الصدر، 1415ق.
[5]. الشیخ الکلینی، الکافی، ج 7، ص 175، ح 8، طهران، دار الکتب الإسلامیة، 1407ق.
[6]. مصباح الشریعه، ص 189، بیروت، منشورات الاعلمی، 1400ق.