فی البدایة لابد من تعریف بعض المصطلحات لکم، و هی:
1-ذَکر الفقهاء العظام فی تعریف الصغیر: أن الصغیر هو الذی لم یبلغ الحلم، فمثله لا یملک صلاحیة التصرّف بأمواله، کالبیع[1]، و الصلح، و الهبة، و القرض، و العاریة، حتى و إن کان فی کمال التمیّز و الرشد و کان التصرّف فی غایة الغبطة و الصلاح[2].
2-تُخَوّل ولایة التصرف فی مال الطفل و النظر فی مصالحه و شؤونه لأبیه و جده لأبیه، و مع فقدهما للقیم من أحدهما، و هو الذی أوصى أحدهما بأن یکون ناظراً فی أمره، و مع فقد الوصی یکون الولایة و النظر للحاکم الشرعی، و أما الأم و الجد للأم و الأخ فضلاً عن الأعمام و الأخوال فلا ولایة لهم علیه بحال . نعم الظاهر ثبوتها لعدول المؤمنین مع فقد الحاکم[3].
3- یجب على ولی الصغیر أو قیمه أن یقتصد فی الإنفاق على الصغیر من ماله، فلا یسرف، و لا یبخل فإذا أسرف فی ذلک فهو ضامن[4].
أما بالنسبة لسؤالکم فیجب الانتباه إلى الملاحظات التالیة:
1-إذا کان الأب قد اوصی بان تکون امک قیما علیکم أو ان الجد للأب قد جعلها قیمة علیکم، أو عیّنها الحاکم الشرعی، فما تقوم به، ما دام یصب فی مصلحة الطفل، فهو تصرف شرعی لا اشکال فیه. بل ربما هی تقوم بما یضمن مصلحة الأسرة، و لکنک غافل عن ذلک.
2-و لکن إذا لم تکن هی القیمة، أو تعتقدون بأن فعلها لا یصبّ فی مصلحة الأطفال، فعلیکم أن تفاتحوها بالأمر بشکل منطقی و بکل احترام، و انتبهوا أن لا یُفهَم من أسلوب مخاطبتکم لها أیة إساءة.
3-یجب الالتفات إلى أنه قد تکون والدتکم ورثت مالاً من والدکم، فلها حق التصرف بهذه الأموال کیفما شاءت، و لعلها تؤمّن المصاریف التی تنفقها على خالکم من تلک الأموال.
4-و على کل حال، فنوصیکم باحترام الأم و مراعاة حقها، لأنه روی عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: أفضل الأعمال الصلاة لوقتها، و بر الوالدین، و الجهاد فی سبیل الله عز و جل[5].