لقد جاء في القرآن الكريم فيما يتعلق بالتفاخر: «إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ».[1] وردت هذه الآية حول النهي عن التکبّر وتحقیر الناس. أي انّ الله لا یحب الذين يهينون الناس بسبب التکبر والغطرسة؛ ويعتبرون أنفسهم عظماء، ویمشون علی الأرض بتکبر وأنانية واعجاب.
لكن ما روی عن رسول الله(ص) انّه قال: «أَنِّي أُبَاهِي بِكُمُ الْأُمَمَ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى بِالسِّقْط».[2] يتعلق بيوم القيامة: وكما تعلمون، أن التفاخر في الآخرة لیس أمرا مستهجنا. لأن العديد من القواعد والاحکام الدنيوية لا تجري في الآخرة. إضافة إلی ذلک، أن الآخرة هي مکان التفاخر بالأعمال الصالحة وکذلک الحصول على ثوابها، وفی هذا الصدد یقول القرآن الکریم: «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَه».[3]
لذلك، على الرغم من أنه من غير المناسب التفاخر والمباهاة فی الفضائل في الحالة الطبيعية، خاصة إذا كان من باب التکبر. لکن في حالات مثل توجيه المجتمع لاختيار القادة الفاضلين، یمکن التعبير عن هذه الفضائل للجمهور، دون أن تکون ای علامة دالة علی وجود التکبر في المتحدّث. أيضًا في العلاقات والمعادلات العالمية، تفتخر الدول عادةً بثرواتها العلمية وتراثها الثقافي ویباهون بها أمام الآخرين، ولا تعدّ کهذه الأمور أمثلة لما منع القرآن عنها.
إنّ ما نهی القرآن عنه، هو علی قدم المساواة فی المجتمع الدینی، حیث یقوم بعض الناس بالمباهاة والتفاخر، لاجل تحقیر و إذلال إخوانهم المؤمنين وبني نوعهم من البشرمن، وهذه فی الحقیقة هي صفة شیطانیة وفرعونية.[4]
[1]. لقمان، 18.
[2]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، الآخوندی، محمد، ج 5، ص 334، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.
[4]. للمزید من المعلومات راجع: الجواب، 11085.