أن الزواج هو أهم و أکبر مشروع فی حیاة الإنسان. و النجاح أو الفشل فیه أمر مصیری، و الشباب و الشابات هم زهور حدیقة الحیاة و قد اودعت فیهم ید الخالق نوعاً من الجذب و الارتباط الباطنی، و اضطرابهم و قلقهم فی هذه المرحلة یتحوّل الی الطمأنینة و السکینة عن طریق الزواج، و قد أشار القرآن الی ذلک حین اعتبر أن سرّ خلقة الأزواج هو "لتسکنوا إلیها".
و الزواج أو الحیاة المشترکةظ إنما یکون ناجحاً و مثمراً و باقیاً إذا کانت المشاعر و الأحاسیس و طریقة التفکیر متقاربة لدی الطرفین و متناسبة و بغیر ذلک یضعف حبل المودّة و الاتحاد و ینتهی الأمر بالتفکک و الانحلال. و قد شهدنا فی حیاتنا ظواهر مرّة و مؤلمة تؤذّی الشباب و الشابات و أسرهم و تدمّر بیت الزوجیة المشترک.
و لا شک أن الحسابات المغلوطة و الأحاسیس الوقتیة و الخیالات و الأوهام التی لا أساس لها هی السبب تالرئیسی فی تحقّق هذه الظواهر. و بناء علی هذا فإذا طبقت الأسس الصحیحة فی اختیار الزوج فإنه ستزول الکثیر من العقبات و المنغصّات و المشاکل و تصبح حیاة الشابین أکثر حیویة و جمالاً.
و قد وضع الإسلام للزواج و اختیار الزوجة کل من الزوجین قوانین و مقرّرات و تأکیدات کثیرة بحیث یندهش لها الإنسان. (راجعوا فی ذلک السؤال 1300 (الموقع 1283).
و بالالتفات الی هذه المقدمات، فإن کنت لا تزال راغباً فی هذا الزواج، حاول أن تطرح الموضوع علی اسرتک و اسرة البنت و أن تتقدّم للخطوبظة بشکل رسمی.
و من المحتمل جداً أن لا یکون تصوّرک عنها و رغبتها فی الزواج منک صحیحاً، و أن لا تکون لها أی رغبة فی الزواج. و علی أیّة حال فیجب أن نعلم أن لکلّ إنسان حق اختیار شریکة حیاته، و أن الحیاة التی تبتدأ بالأحاسیس الوقتیة یمکنها أن تنتهی بسرعة.
و مع کل هذا فإذا لم توافق البنت علی الزواج فلا تصرّ علی هذا الأمر، بل توکّل علی الله و توجّه نحو عملک و اطلب من الله أن یوفّقک لما فیه الخیر و الصلاح لک، فربّما أحببنا شیئاً و لکنه فی الواقع یضرنا فإذا لم یتحقق کان ذلک بصالحنا. یقول الله تعالی: "و عسی أن تکرهوا شیئاً و هو خیر لکم و عسی أن تحبوا شیئاً و هو شر لکم و الله یعلم و أنتم لا تعلمون".[1]
المئواضیع المرتبطة:
1- السؤال 2542 (الموقع 2677) التوسل و الدعاء للزواج.
2- السؤال 3297 (الموقع 3576) الزواج بالبنت الحبیبة.
و دمت موفّقاً.
[1] البقرة، 216.