Please Wait
الزيارة
10127
محدثة عن: 2006/11/22
کد سایت fa539 کد بایگانی 25209
گروه الفلسفة الاحکام والحقوق,بیشتر بدانیم
التسميات التقليد|المجتهد الميت|المجتهد الحي|المسائل الجديدة|شرائط الزمان و المكان.
خلاصة السؤال
لماذا لا يجوز تقليد المجتهد الميت؟
السؤال
لماذا لا يجوز تقليد المجتهد الميت؟
الجواب الإجمالي

استدل الفقهاء على عدم جواز تقليد المجتهد الميت بأدلة مذكورة في الكتب الفقهية المفصلة لمن يرغب في الإطلاع عليها. لكن يمكن طرح السؤال بصورة أخری و هي: ما فائدة هذا الحكم أو ما فلسفته في رأي هؤلاء الفقهاء؟

في الجواب عن هذا السؤال نشير إلى عدة نقاط:

1ـ إن بقاء بقاء الحوزات العلمية و الدينية و تطوّرها رهن بفتح باب الاجتهاد و استمرارية البحث و التدريس و التحقيق و قد يكون لتقليد الميت الدور في تقليل الدافع في البحث و الدراسة.

2ـ صحيح ان العلماء الماضين قد اجابوا عن كثير من المسائل و المشاكل الفقهية المستعصيته في عصرهم، و لكن بقي الكثير من المسائل يجب أن يجيب عنها العلماء الأحياء.

3ـ يواجه مسلموا العالم في كل يوم في حياتهم الشخصية و الإجتماعية و في أمورهم الداخلية و الخارجية مسائل جديدة، لا يعرفون حكمها الشرعي،  فيجب على الفقهاء الأحياء بيان تكليفهم فيها.

4ـ كثير من المسائل و المواضيع في حال تغيير و تبدل و المجتهد الحي هو الذي يمكنه الإنتباه إلى تغيير الموضوع تبعاً لشرائط الزمان و المكان و توجيه الحكم اللازم له.

5ـ تطوّر العلوم الإسلامية يساير تطوّر العلوم الأخرى.

الجواب التفصيلي

هناك من الفقهاء الشيعة[1] ممن لا يجوّزون تقليد الميت ابتداءً وافتوا بعدم صحة تقليد الميت ابتداء و إن جاز البقاء على تقليده؛ يعني ان المكلف لا يجوز له تقليد المجتهد الميت إبتداء و لكن لو كان قد قلده و هو حي ثم مات المجتهد جاز له البقاء على تقليد بشروط خاصة ذكروها في رسائلهم العلمية.

أما السبب الداعي لهذا الحكم و حصر صحة التقليد بالمجتهد الحي و اعتبار الحياة أحدي شروط مرجع التقليد، فهذه المسألة تستند الى أدلتها الفقهية الخاصة التي يمكن الاطلاع عليها في الكتب المصنفة الخاصة بالابحاث الفقهية الاستدلالية المعمقة و التي لا يسع المجال للتعرض لها هنا.

لكن يمكن صياغة ما جاء في السؤال بصورة أخرى و هي الفائدة المترتبة على هذا الحكم عند هؤلاء الاعلام من الفقهاء و ما فلسفته؟

و يمكن الاشارة هنا إلى بعض فوائد هذا الحكم الإسلامي:

1ـ هذه النظرية تساعد على حيوية الحوزات العلمية الدينية و رونقها و تطوّرها المتزايد. فطبقاً لهذه النظرية يبقى طريق الإجتهاد مفتوحاً، و بهذا تزود الحوزات دائما بعدد من الفقهاء و المجتهدين القادرين على استمرارية المسيرة العلمية و تطورها.

2ـ كثير من المسائل و المجهولات و المشاكل الماضية قد انحلت عن طريق علماء ذلك الزمان، لكن بقيت كثير من المسائل التي يجب أن يجاب عنها من قبل العلماء الاحياء. بل حتى المسائل التي حلها و معالجتها سابقاً يمكن أن يعاد النظر فيها و طرح معالجات اكثر انسجاما مع الادلة و مع الواقع الموضوعي و تكون أكثر جدوائة.

3ـ لما كانت الحوزات العلمية تهتم بتدريس و تعليم العلوم الإسلامية كالفلسفة و الفقه و الأصول و ... فلابد أن تكون تلك الدراسة مواكبة لتطور العلوم الاخرى و ليس من الصحيح تطور العلوم الاخرى و بقاء العلوم الاسلامية جامدة تعيش داخل شرنقتها الخاصة بها.

4ـ يواجه المسلمون كل يوم مسائل جديدة في حياتهم الشخصية و الإجتماعية و في أمورهم الداخلية و الخارجية، و لا يمكن بيان تكليفهم فيها إلا عن طريق الفقيه العالم بامور زمانه. و أساساً هذا هو سرّ رجوعهم للمجتهدين حسبما جاء في الروايات، فعن الإمام الحجة ـ عج ـ: "و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثاً ..."[2]

و "الحوادث الواقعة" هي المسائل الجديدة المستحدثة التي تتجدّد عصراً بعد عصر و قرناً بعد قرن و سنة بعد سنة، بل يوماً بعد يوم و الفقيه الحي الخبير بالزمان هو الذي يمكنه الإجابة عن هذه المسائل.

و هذه القضية واضحة المعالم لمن يطالع الكتب الفقهية حيث يرى الكم الهائل من المسائل الجديدة التي تدخل إلى الفقه تدريجاً حسب حاجات الناس و قد أُجيب عن الكثير منها من قبل الفقهاء، و بهذه المسائل يتطور علم الفقه عبر السنين و الاعوام و بيد فقهاء العصور المختلفة.

5ـ كثير من المواضيع التي ظهرت في الأزمنة الماضية قد تبدّلت و تغيّرت إلى مواضيع أخرى و ليس لها إلا المجتهد الحي يمكنه استنباط حكمها من الأدلة (الآيات و الأحاديث) و بيانها.[3]

 


[1]  برأينا اولاً: يجوز تقليد الميت ابتداءً، بل يجب ذلك أذا كان الميت اعلم من الحي. ثانياً: في الأمور الإجتماعية يجب تقليد القائد لا غير و في غيرها يجوز تقليد غيره.

[2]  الإحتجاج الطبرسي، ج 2، ص 283.

[3]  لمزيد من الإطلاع، يراجع: عشر مقالات للاستاذ الشهيد مطهري (ره)، مقالة أصل الإجتهاد في الإسلام.