ان مفردات الخیر و الحسن و الصالح مع ان لها جذوراً لغویة متفاوتة لکنها لا تختلف من حیث المصادیق و موارد الاستعمال.
ان مفردة "الخیر" هی من الجذر الغوی "خ ی ر" بمعنی ما فیه نفع و فائدة و صلاح و لها مصادیق متعددة مثل المال، و العلم النافع و... [1] و قیل بان الخیر هو ما یقابل الشر و یتضمن أیضاً نوعاً من التفضیل.[2]
و مفردة "الحسنة" هی من الجذر الغلوی "ح س ن" بمعنی ان یکون الشیء بحیث یتقبله طبع الانسان[3] و قد ورد الحسن بمعنی الجمال و قیل بان الحسن هو ما یقابل القبیح و الحسنة ما یقابل السیئة.[4]
و مفردة "الصالح" هی من الجذر (ص ل ح) بمعنی الصحیح و تستعمل بمعنی ما یقابل الفاسد.[5]
و لکن هذه المفردات الثلاثة لا تختلف فیما بینهما من ناحیة موارد الاستعمال، و یمکن ان یفسر کل منها بمعنی الآخر بحسب الموارد کما ورد فی کتب اللغة من الاتیان باحداها فی توضیح الاخری احیاناً؛ فمثلاً قالوا فی توضیح معنی الاصلاح: تقول اصلحت الدابة اذا احسنت الیها.[6]
و لهذا السبب فان المفسرین و اللغویین یذکرون لها مصادیق و معانی متعددة حسب القرائن الموجودة فی الکلام؛ فمثلاً: یفسرون "الصالح" بالصحیح و السالم من ناحیة الجسم و البدن[7] و التائب[8]، و الذی یؤدی الواجبات الالهیة و حقوق الناس[9]، (أی انهم یذکرون مصادیق لذلک).
و یفسرون "الحسنة" بالصدق،[10] و سعة الرزق،[11] و رضا الله،[12] و الغنیمة،[13] و النعمة،[14] و حب اهل البیت (ع)،[15] و الصلاة.[16] ای أنهم یذکرون مصادیق مختلفة للحسنة بحسب القرائن.
و کذلک یفسرون مفردة "الخیر" بصلة الرحم،[17] و الاعمال الصالحة،[18] و المال.[19] و علی ای حال أعمال الخیر و الأعمال الحسنة و الصالحة لیس بینها اختلافا ماهوی، بل ان العمل الواحد من جهة کونه متصفاً بالافضلیة هو خیر، و من جهة کونه جمیلاً و حسناً هو حسنة و من جهة انه صحیح و سالم یقال له عمل صالح.
و قال بعض المفسرین فی بیان المقصود من العمل الصالح: الظاهر ان العمل الصالح هو الاعمال التی تکون حسنة طبقا لمیزان العقل و المنطق و قانون الشرع و التی تخلو من شوب الریاء و العجب و اتباع الهوی و من کل منقصة و تکون مقبولة لدی العقلاء و تلیق بمقام العبودیة للحضرة الاحدیة.[20]
[1]. معجم المصطلحات، ج 2، ص 66، الخیر: ما فیه نفع و صلاح و هو ضد الشر، فالمال خیر و الخیل خیر و العلم النافع خیر، و فی التنزیل العزیز، بیدک الخیر انک علی کل شی قدیر(آل عمران، 26) و قوله تعالی: فقال انی احبت حب الخیر عن ذکر ربی (ص، 32).
قیل: الخیر هنا: الخیل لانها اداة نفع: و قیل: هو المال و متاع الدنیا و قوله تعالی: فمن تطوع خیرا فهو خیر له (البقرة، 184) أی من زاد علی مقدار الفدبة تطوعاً فهو خیر له عندالله (التسهیل لعلوم التنزیل 261؛ و القاموس القویم للقرآن الکریم، ص 216؛ و التوقیف، ص 230؛ و الکلیات، ص 423.
[2]. لسان العرب، ج 4، ص 264؛ کتاب العین، ج 4، ص 264.
[3]. معجم المصطلحات، ج 1، ص 570، الحسن فی اللغة، هو کون الشیء علی وجه تقبله النفس و یمیل الیه الطبع من حیث الاستمتاع به.
[4]. کتاب العین، ج 3، ص 143؛ لسان العرب، ج 13، ص 114، حسن، الحسن: ضدّ القبح و نقیضه، و الحسنة ضد السیئة.
[5]. کتاب العین، ج 3، ص 117؛ لسان العرب، ج 3، ص 516.
[6]. لسان العرب، ج 2، ص 516؛ فی التهذیب تقول اصلحت الدابة اذا احسنت الیها.
[7]. نفس المصدر.
[8]. نفس المصدر.
[9]. نفس المصدر.
.[10] مجمع البحرین، ج 6، ص 233.
.[11] نفس المصدر.
.[12] نفس المصدر.
.[13] نفس المصدر.
.[14] نفس المصدر.
.[15] نفس المصدر؛ الکافی، ج 1، ص 185، (الحسنة معرفة الولایة و حبنا اهل البیت).
.[16] نفس المصدر،.0
.[17] نفس المصدر، ج 3، 294.
.[18]نفس المصدر.
.[19] نفس المصدر.
[20] مخزن العرفان فی تفسیر القرآن، ج 15، ص 273.