تمتاز صلاة اللیل من بین العبادات و الصلوات بفضل عظیم. یبدأ وقتها عند انتصاف اللیل، فی أجواء بعیدة عن الریاء و التظاهر . و هی إحدى عشرة رکعة، ثمانیة رکعات منها کصلاة الصبح یسلم بعد کل رکعتین، لکن بنیة نافلة اللیل، ثم یصلّی رکعتین بنیة صلاة الشفع و رکعة واحدة بنیة صلاة الوتر، فیکون مجموعها احدى عشر ة رکعة، و أداؤها على صورتین: مختصرة و مفصلة.
تمتاز صلاة اللیل من بین العبادات و الصلوات بفضل عظیم، و قد حثّت کثیراً الآیات و الروایات المأثورة على إقامتها، لأن إقامتها فی جوف اللیل و قبل طلوع الفجر حینما یسکن ضوضاء الحیاة المادیة، تمنح الانسان توجهاً و بهجة لا مثیل لهما، و لذلک یختار المحبون و المتقون قسطاً من اللیل للعبادة و المناجاة، فهذه الاجواء المفعمة بالسکون و الخشوع و البعیدة عن الریاء و التظاهر، تمنحهم توجهاً، یساهم کثیراً فی انتعاش الروح و تکامل النفس زیادة على ما أوعدهم الله من المقام المحمود، فی قوله تعالى: "وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَکَ عَسى أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً[1].
کیفیة إقامة صلاة اللیل:
و صلاة اللیل احدى عشرة رکعة، ثمانیة رکعات کل رکعتین بسلام، کصلاة الصبح، لکن یصلیها بنیة نافلة اللیل، ثم یضیف رکعتین بنیة صلاة الشفع، ثم رکعة واحدة بنیة صلاة الوتر. و یکون اداؤها على نحوین و طریقتین: مختصرة و مفصلة.
الطریقة المختصرة:
یُقتصر على قراءة سورة الحمد من دون سورة أخرى فی جمیع رکعات صلاة اللیل.
الطریقة المفصلة:
فی هذه الطریقة تقرأ فی کل رکعة من الرکعات الثمانیة سورة الحمد مع إحدى سور القرآن الکریم ـ یحسن قراءة سورتی الکافرون و الاخلاص ـ و قد جاء فی بعض الروایات المأثورة أفضلیة قراءة سورة التوحید عشرة مرات من بعد الفاتحة.
وفی رکعتی الشفع، یحسن قراءة سورة الناس من بعد الحمد فی الرکعة الاولى و قراءة سورة الفلق من بعد الحمد فی الرکعة الثانیة.
وفی رکعة الوتر، یحسن قراءة سورة التوحید ثلاث مرات فقط بعد الفاتحة،او تضم لها سورتا الناس و الفلق، و یمکن الاکتفاء بقراءة سورة التوحید مرة واحدة و من ثم ترفع الیدین الى القنوت.
و قنوت صلاة الوتر من احدى المستحبات التی تمیزت بفضل عظیم، و أکدت الروایات على إطالتها، منها هذه الروایة المأثورة عن النبی (ص) انه قال: " أَطْوَلُکُمْ قُنُوتاً فِی الْوَتْرِ أَطْوَلُکُمْ رَاحَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْمَوْقِف ".[2]
و یستحب أن یدعو لإخوانه المؤمنین، و یستحب أن یذکر أربعین مؤمناً منهم فیقول مثلاً: اللهم اغفر لفلان ـ بدلا عن قول فلان یذکر اسم الشخص الذی یرید أن یخصّه بالدعاء ـ أو "اللهم اغفر للمؤمنین و المؤمنات"، ثم یقول سبعین مرة "استغفر الله ربی و اتوب إلیه" و من ثم یقول سبعة مرات: "ذا مقام العائذ بک من النار"، ثم یقول ثلاثمائة مرة: "العفو" و یختمها بهذا الدعاء: "ربّ اغفر لی و ارحمنی و تب علیّ إنک أنت التواب الغفور الرحیم"، ثم یذهب الى الرکوع و من بعدها السجود و التشهد و السلام. و هناک أذکار و أدعیة کثیرة أخرى یستحب قراءتها أثناء صلاة اللیل،
لمزید الاطلاع راجع:
- الموضوع العام: اهمیة و فوائد صلاة اللیل و حکم قضائها، السؤال (الموقع: 3094)
- مفاتیح الجنان، للمرحوم الشیخ عباس القمی.