یتمرکز جواب السؤال المطروح حول نقطة أساسیة و هی أن محور الثواب و العقاب و السعادة و الشقاء و جمیع الآلام هو الروح و النفس، و ما عذاب البدن الا بسبب الروح التی حلت فیه فاذا سلخنا منه الروح یتحول الى هیکل من العظام و اللحم لایشعر بالأم حتى لو قطع إربا إرباً لایحس بأی نحو من العذاب والشقاء او الراحة و السعادة؛ و ذلک لانه فاقد للروح و النفس. من هنا، لا تنافی بین حشر الانسان بأی بدن من تلک الابدان التی لم یقع الذنب فی فترة وجودها و بین العدل الالهی، لان البدن بمثابة اللباس الذی یرتدیه المجرم عند إقامة الحد علیه.
اثیرت هذه الشبهة من قبل منکری المعاد. حیث قالوا: من الثابت علمیاً أن خلایا البدن الانسانی فی حالة تحول و تبدل من الطفولة و حتى المشیب و إن البدن یفقد فی کل ثمان سنین جمیع خلایاه لیحل محلها خلایا و بدن جدید، فالانسان فی الحقیقة ینزع ثوبه (بدنه) طیلة حیاته أکثر من مرة، فما هو البدن الذی یحشر فیه منعماً او معذباً بحیث لا یتنافى ذلک مع العدل الالهی؟.
یتمرکز جواب السؤال المطروح حول نقطة أساسیة و هی أن محور الثواب و العقاب و السعادة و الشقاء و جمیع الآلام هو الروح و النفس، و ما عذاب البدن الا بسبب الروح التی حلت فیه فاذا سلخنا منه الروح یتحول الى هیکل من العظام و اللحم لایشعر بالأم حتى لو قطع إربا إرباً فلایحس بأی نحو من العذاب والشقاء؛ و ذلک لانه فاقد للروح و النفس، و کذلک الراحة و السعادة فاذا ما تلذذت العین بالمناظر الجمیلة و الاذن بالاصوات و الانغام العذبة و اللسان بالاطعمة اللذیذة وانشرحت الأساریر و انبسطت الاعصاب فکل ذلک منطلق من الروح التی تسری فی ذلک البدن، فاذا سلخت الروح منه تحول ذلک البدن الى وجود لایختلف عن الحدید أو الحجر. من هنا، لایعد حشر الابدان – أی بدن کان- منافیاً للعدل الالهی لان البدن هنا بمثابة اللباس الذی یرتدیه المجرم عند اقامة الحد علیه.
الجدیر بالذکر أن هذا لایعنی کون المعاد معاداً روحانیاً فقط و أن الاجساد لا تحشر، بل المراد أن الاجساد و الارواح تحشر معاً یوم القیامة، الا ان الثواب و العقاب یتعلق بالروح و بما ان بعض الثواب او العقاب لایمکن تحققه الا مع وجود البدن من هنا لابد من حشر الروح مع الجسد المادی. و لنضرب مثالاً یقرب الفکرة: لو فرضنا أن انساناً اقترف جریمة القتل العمدی فی أوان شبابه ثم هرب من وجه العدالة لکنه القی علیه القبض و هو فی سن الخمسین من العمر فهل اقامة الحد علیه و قتله جزاءً بما اقترفه من ذنب یعد منافیاً للعدالة!! کلا، لان شخصیة الانسان الحقیقیة تتمثل فی روحه و نفسه و هی ثابته فی جمیع مراحل الحیاة وان تغیرت خلایا الجسد و تبدل البدن.
و بعبارة أخرى: الهویة الحقیقیة للانسان و شخصیته الواقعیة تکمن فی روحه و نفسه التی خلقت الدنیا و الآخرة من أجلها. نعم، ان الروح تتکامل بواسطة البدن فتصل الى کمال العلم و المعرفة و لولا البدن لما تمکنت الروح من ذلک. کذلک الامر فی عالم الآخرة حیث تتلذذ النفس او تتألم بواسطة البدن و من خلال المادة التی حلت فیها. من هنا یکون دور البدن دور الواسطة و الوسیلة و هذا لا یتنافى مع العدالة بل هو عین العدالة.[1] و[2]
[1] ملاصدرا، المبدأ و المعاد، احمدبن محمد الحسینی الاردکانی، عبد الله نورانی، ص 433- 436، مرکز نشر دانشگاهی، طهران، 1362؛ السبحانی، جعفر، الهیات و معارف اسلامی، ص 290- 297، انتشارات شفق، قم، الطبعة الثانیة، 1379.