لقد اختلفت آراء العلماء فی هذه القضیة. أحد الآراء المطروحة هنا هو ما ورد فی بعض الروایات و کتب التاریخ و هو أن الإمام زین العابدین (ع) ابن الإمام الحسین (ع) قام بدفن جسد أبیه بأرض کربلاء؛ یعنی الإمام السجاد (ع) جاء من الکوفة و من سجن ابن زیاد إلى کربلاء عن طریق الإعجاز، من أجل تشخیص شهداء کربلاء و دفنهم و دفن أبیه المعصوم خاصة، و ذلک بمقتضى الأصل القائل: إن الإمام لا یلی أمره (لا یغسله و لا یکفنه و لا یدفنه) إلا إمام.
روی عن الإمام الرضا (ع) أنه قال فی مناظرته مع ابن أبی حمزة: "…فأَخبرنی عن الْحسین بن علیٍّ (ع) کان إِماماً أَو کان غیر إِمامٍ؟ قال: کام إِماماً. قال: فمن ولی أَمره؟ قال: علیُّ بن الحسین. قال: و أَین کان علیُّ بن الحسین کان محبوساً فی ید عبید اللَّه بن زیادٍ؟ قال: خرج و هم کانوا لا یعلمون حتَّى ولِیَ أَمْرَ أَبِیهِ ثُمَّ انصرفَ؟. فقال لهُ أَبو الحسنِ (ع): إِنَّ هذا أَمْکَنَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع أَنْ یَأْتِیَ کَرْبَلَاءَ فَیَلِیَ أَمْرَ أَبِیهِ فَهُوَ یُمْکِنُ صَاحِبَ الْأَمْرِ أَنْ یَأْتِیَ بَغْدَادَ فَیَلِیَ أَمْرَ أَبِیهِ ثُمَّ یَنْصَرِفَ وَ لَیْسَ فِی حَبْسٍ و لا فِی إِسَار…"[1]
على أساس هذا الحدیث یمکن أن نقول بأن الإمام السجاد (ع) هو الذی قام بدفن جسد أبیه الطاهر(ع).
[1] . العلامة المجلسی، بحار الأنوار، ج48، ص269؛ محمد بن عمر الکشی، رجال الکشی، ص464، نشر دانشگاه مشهد، 1348ش.