Please Wait
الزيارة
8084
محدثة عن: 2008/05/15
کد سایت fa741 کد بایگانی 2444
گروه الفلسفة الاحکام والحقوق
خلاصة السؤال
هل یکون حکم الله سبحانه بحکم الأجنبی بالنسبة إلى النساء، حیث یتوجب علیهنَّ ارتداء الحجاب إثناء أداء الصلاة؟
السؤال
ماهو الدلیل على وجوب إرتداء النساء الحجاب أثناء أداء الصلاة؟ مع العلم ان الله سبحانه لیس بحکم الأجنبی بالنسبة لهنَّ؟
الجواب الإجمالي

لا یوجد هنالک شک ان الله سبحانه یعلم بکل شیء و فی جمیع الأحوال و ان الستر و التخفی عن الله سبحانه لیس له أی معنى، و کذلک انّه لیس بحکم الأجنبی بالنسبة إلى عباده؟ و لکن الإنسان فی حالة العبادة یجد نفسه بین یدی الله و هو فی حالة مناجاة معه؛ و فی هذه الحالة یجب علیه أن یلبس اللباس المناسب، و ان انسب لباس للمرأة هو حجابها الکامل، یعنی اللباس الذی یدل على عفة و طهارة المرأة و یعکس أفضل حالاتها و هذا اللباس وحده هو الذی یکون جدیراً بالمرأة و هی فی حالة العبادة، حتى بخصوص الرجال، فانه لیست الصلاة فی حالة العرّی وحدها تکون باطلة و لا تنسجم مع روح الخضوع و الخشوع و الاحترام لله سبحانه فقط، بل من المناسب بالإضافة إلى المقدار الواجب من اللباس أن یصلی الرجل بلباس یدل على اعلى مراتب الاحترام و التقدیس.

إضافة إلى ذلک فان ارتداء الحجاب فی الصلاة:

1. هو نوع من التمرین الیومی المستمر للحفاظ على ارتداء الحجاب فی الموارد الواجبة.

2. إن أداء الصلاة فی الأماکن العامة و فی مرئى من الناس و فی المساجد، یتطلب ارتداء الحجاب الکامل، و هذا الأمر یؤدی إلى بقاء المرأة مصونة من نظر الآخرین، و بالتالی تستطیع المرأة فی هذه الحالة إن تؤدی صلاتها باطمئنان و تأنی.

الجدیر بالذکر أن الموارد التی ذکرت أعلاه هی على مستوى الاحتمال او الحکمة و ان الغایة الأصلیة فی الالتزام بالحجاب و بقیة العبادات هو تربیة و تقویة روح التعبد و الخضوع و الرضوخ لإرادة الباری عزوجل.

الجواب التفصيلي

لم نعثر فی الآیات و الروایات على موضوع یشیر إلى فلسفة هذا الأمر. فان الأصل فی المسائل العبادیة و الاحکام الشرعیة هو الجانب التعبدی فیها، و ان التعبد و الالتزام بأوامر و إرادة الشارع المقدس هی أهم ملاک و اهم مصلحة تترتب على هکذا مسائل.

بالرغم من أن هنالک مصالح أخرى خفیة تتضمن هذه الأمور التی نجهلها نحن.

توجد بعض الروایات قد أشارت فقط إلى بعض جوانب الحکمة و المصلحة من بعض الأحکام. و بتطور العلم و الفهم البشری ستکتشف جوانب اخرى من الحکمة و المصلحة من تشریع هکذا أحکام. و بالتأکید فان للحجاب بشکل عام و خصوصاً أثناء أداء الصلاة برکات و ایجابیات کثیرة لیس من المستعبد أن یکون لها دور مؤثر فی وجوبها من قبل الخالق سبحانه.

و سنشیر هنا إلى بعض الایجابیات و الامور المستحبة بخصوص ارتداء الحجاب أثناء أداء الصلاة:

1. ارتداء الملابس الکاملة تزید من الوقار الظاهری للإنسان، و کلما قل شیء من ملابس الإنسان سوف یؤدی ذلک إلى تقلیل وقاره و یبین مدى قلة احترامه و رعایته للشؤون و المسائل الاجتماعیة، و کذلک یقلل قدره و شأنه عند الآخرین. و یمکن إن یعد الحجاب کشکل من أشکال الآداب. و ان الآداب تلزم الإنسان على أن یظهر أمام الکبار و أمام الآخرین بلباس کامل. إن الاشتراک فی الاحتفالات و المراسیم الدینیة فی جمیع الأدیان و حتى عند جمیع العقلاء فی العالم یتطلب لبس الحجاب من قبل المرأة و خصوصاً فی الإسلام، حیث إن اللباس الرسمی للمرأة عند حضورها الاجتماعات العامة هو الحجاب الکامل. و عندما یکون الإنسان أثناء أدائه للصلاة متوجهاً إلى حضرة الباری عزوجل تکون ملائکة العرش حاضرة، حیث یقوم الإنسان بعبادة ربّه فی هذا المحضر الرسمی، و لکون الصلاة هی فی الواقع عبارة عن مثول و تشرف بالحضور فی حضرة البارئ عزوجل، لذلک کلما کان لباس المصلی کاملاً و نظیفاً و معطراً کان أفضل فی هذه الحالة، حتى انه یستحب للرجال أن یلبسوا اللباس الکامل عند الصلاة لیراعوا آداب الحضور فی حضرة الباری عزوجل.

یقول الإمام الصادق (ع) : "اعبد الله کأنک تراه فان کنت لا تراه فانه یراک".[1]

2. من الفوائد الأخرى للتحجب عند الصلاة، هو ان ذلک العمل یعد کتمرین یومی و مستمر للمحافظة على الحجاب، و لکی یکون من العوامل المهمة التی تساعد المرأة على الحفاظ و الالتزام الدائم باللباس الشرعی و کذلک وقایتها من التسیب و عدم الالتزام فی هذا المجال. إن قلنا إن الإسلام یهدف إلى الحفاظ على حجاب و ستر المرأة، کذلک یهدف إلى صیانتها و کذلک یؤکد الإسلام على عفة المرأة و طهارتها، من کل ذلک یتضح لنا أن الحجاب الکامل للمرأة أثناء الصلاة یصب فی هذا المجال. و یشترط هکذا شرط فی صلاة المرأة للتأکید على هذه المسألة، و فی الواقع أن الإسلام إضافة إلى الصلاة فانه یعطی درساً فی العفة و الستر للمرأة لکی یبیّن و یعرّف النموذج الأمثل للتصرف و الالتزام للمرأة المسلمة، و فی نفس الوقت نرى أن لبس الحجاب الکامل خمس مرات فی اللیل و النهار هو انسب و أفضل تمرین و تدریب عملی للتعوّد على الحجاب الکامل بالنسبة للمرأة المسلمة.

3. إن أداء الصلاة أمام أنظار الناس فی الأماکن العامة و فی المساجد و الجوامع یتطلب الحجاب الکامل و بالخصوص بالنسبة للنساء لکی یستترن من أنظار الناس، خصوصا أن الصلاة تتضمن الرکوع و السجود و القیام و الجلوس و فی هذه الحالة فان الحجاب الکامل یصون المرأة من أنظار الآخرین، کما یؤدی إلى الحفاظ على الاستقرار النفسی و الروحی للمصلی، و کذلک یؤدی هذا العمل إلى الحفاظ على عفة المجتمع.

الجدیر بالذکر أن کل الذی ذکرناه هی امور ادرکها ذهننا و قد لاتکون هی العلة و السبب الاساسی للتشریع المذکور لان الغایة الأصلیة لهکذا أمور هی العبادة و طاعة الباری عزوجل.

و لقد اشار احد العارفین الایرانیین الى هذا المعنى بما معناه:

فی دائرة الوجود نحن نقطة للرضوخ و التسلیم. و الرأی هو الرأی الذی تطرحوه و الحکم هو الحکم الذی تقرروه.



[1]. الکافی، ج 2، ص 68.