هذه المرأة هی فضة جاریة الزهراء (س)، و طبقاً لما جاء فی الروایات المعتبرة أنها کانت تتحدث و تتکلم عن طریق الآیات القرآنیة فقط مدة طویلة من الزمن.
طبقاً للروایات المعتبرة ان فضة جاریة الزهراء (س) و أم وهب بن عبد الله، کانت لسنوات عدیدة (ما یقارب العشرین سنة) إذا سألها شخص ما سؤالاً معیناً، فإنها کانت تجیب بالآیات القرآنیة فقط، کنموذج على ذلک ننقل لکم ما جاء فی کتاب بحار الأنوار:
ذکرأَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَیْرِیُّ فِی کِتَابِهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: انْقَطَعْتُ فِی الْبَادِیَةِ عَنِ الْقَافِلَةِ فَوَجَدْتُ امْرَأَةً فَقُلْتُ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟
فَقَالَتْ: وَ قُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ.[1]
فَسَلَّمْتُ عَلَیْهَا، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعِینَ هَاهُنَا؟
قَالَتْ: مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ.[2]
فَقُلْتُ: أَ مِنَ الْجِنِّ أَنْتِ أَمْ مِنَ الْإِنْسِ؟
قَالَتْ: یا بَنِی آدَمَ خُذُوا زِینَتَکُمْ.[3]
فَقُلْتُ: مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتِ؟
قَالَتْ: یُنادَوْنَ مِنْ مَکانٍ بَعِیدٍ.[4]
َقُلْتُ: أَیْنَ تَقْصِدِینَ؟
قَالَتْ: وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ.[5]
فَقُلْتُ: مَتَى انْقَطَعْتِ؟
قَالَتْ: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ... فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ.[6]
فَقُلْتُ: أَ تَشْتَهِینَ طَعَاماً؟
فَقَالَتْ: وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا یَأْکُلُونَ الطَّعامَ.[7]
فَأَطَعَمْتُهَا، ثُمَّ قُلْتُ: هَرْوِلِی وَ لَا تَعَجَّلِی
قَالَتْ: لا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها.[8]
فَقُلْتُ: أُرْدِفُکِ
فَقَالَتْ: لَوْ کانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا.[9]
فَنَزَلْتُ فَأَرْکَبْتُهَا، فَقَالَتْ: سُبْحانَ الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا.[10]
فَلَمَّا أَدْرَکْنَا الْقَافِلَةَ قُلْتُ: أَ لَکِ أَحَدٌ فِیهَا؟
قَالَتْ: یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ.[11] وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ.[12] یا یَحْیى خُذِ الْکِتابَ.[13] یا مُوسى إِنِّی أَنَا اللَّهُ.[14]
فَصِحْتُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ فَإِذَا أَنَا بِأَرْبَعَةِ شَبَابٍ مُتَوَجِّهَیْنِ نَحْوَهَا، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ مِنْکِ؟
قَالَتْ: الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِینَةُ الْحَیاةِ الدُّنْیا.[15]
فَلَمَّا أَتَوْهَا قَالَتْ: یا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ.[16]
فَکَافُونِی بِأَشْیَاءَ، فَقَالَتْ: وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ.[17]
فَزَادُوا عَلَیَّ فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهَا
فَقَالُوا هَذِهِ أُمُّنَا فِضَّةُ جَارِیَةُ الزَّهْرَاءِ (ع) مَا تَکَلَّمَتْ مُنْذُ عِشْرِینَ سَنَةً إِلَّا بِالْقُرْآنِ".[18]
بالتأکید إن ما جاء فی هذه الروایة؛ هو أن أبناء هذه إلام قد قالوا: انها تتحدث بالقرآن منذ عشرین عاماً، و لا یتنافى ذلک مع بقاء هذه المرأة الفاضلة على قید الحیاة بعد هذه الحادثة لعشرین سنة أخرى و التحدث و التکلم بالقرآن خلال هذه الفترة. و على کل حال فان هذا الموضوع یحتاج إلى بحث مستقل و لا یسع المجال لذلک ألآن.