Please Wait
الزيارة
5697
محدثة عن: 2011/05/09
کد سایت fa8933 کد بایگانی 13916
گروه الحقوق والاحکام
خلاصة السؤال
جاء فی الکتب الفقهیة الاستدلالیة" "ضعف السند ینجبر بعمل الاصحاب" أو "الشهرة جابرة لضعفها" فهل الشهرة حجة او مجرد مرجح؟
السؤال
جاء فی الکتب الفقهیة الاستدلالیة "ضعف السند ینجبر بعمل الاصحاب" أو "الشهرة جابرة لضعفها". و هنا نطرح الاسئلة التالیة: 1. هل الشهرة حجة أو مرجح فقط؟. 2. هل المراد من الشهرة هنا الشهرة الروائیة او الفتوائیة او الشهرة العملیة؟. 3. هل تختص الشهرة بما اشتهر لدى المتقدمین او یشمل المشهور بین المتأخرین أیضاً؟
الجواب الإجمالي

جاء التعبیر فی الکتب الفقهیة الاستدلالیة بعبارات من قبیل انجبار ضعف الخبر بعمل الاصحاب او "الشهرة جابرة" و المراد هنا الشهرة العملیة، و هذه الشهرة هی التی ذهب المشهور الى انها توجب انجبار الضعف السندی للروایة. و اما الشهرة الفتوائیة فقد اختلف العلماء فی شأنها فمنهم من ذهب الى حجیتها بشرط کونها حاصلة بین قدماء الفقهاء.

الجواب التفصيلي

الشهرة لغة تعنی الظهور و البروز[1]. و المعروف ان الشهرة تنقسم الى ثلاثة انواع:

الاول: الشهرة الروائیة: و مؤداها انتشار روایة ما تم تداولها بین الرّواة على نحو مستوعب فی الجملة و مقابلها الندرة و الشذوذ. و قد اعتبروها من مرجحات باب التعارض بین الروایات‏.[2]

الثانی: الشهرة العملیة او الشهرة فی الاسناد: و المقصود منها اشتهار العمل بالروایة، أی الاستناد إلیها فی مقام التعرف على الحکم الشرعی.[3]

الثالث: الشهرة الفتوائیة: و المقصود منها اشتهار الفتوى بحکم من الاحکام دون ان یکون ثمّة مستند لهذه الفتوى و لو کان ضعیفا إلا انه یحتمل اعتمادهم علیه، و حینئذ لا تکون الشهرة فتوائیة. فضابطة الشهرة الفتوائیة هو عدم وجدان مدرک یحتمل اعتماد المشهور علیه.[4] و ذهب بعض الفقهاء کالسید البروجردی الى حجیة خصوص "المشهور عند القدماء"، کالمقنع لوالد الشیخ الصدوق، الهدایة للشیخ الصدوق، المقنعة للشیخ المفید، الکافی لأبی الصلاح الحلبی، النهایة للشیخ الطوسی، المراسم لسلار و المهذب لابن البراج.[5] و ذهب الامام الخمینی (ره) الى حجیة الشهرة بین القدماء الى عصر الشیخ الطوسی و اما الشهرة بین المتاخرین فلیست بحجة، حیث قال: اعلم أنّ الشهرة فی الفتوى قد تکون من قدماء الأصحاب إلى زمن الشیخ أبی جعفر الطوسی - رحمه اللَّه - و قد تکون من المتأخّرین عن زمانه:

أمّا الشهرة المتأخّرة فإنّما هی فی التفریعات الفقهیّة، و لیست، بحجّة، و لا دلیل على حجّیتها. و ما استدلّ لها - من فحوى أدلّة حجّیة خبر الواحد، أو تنقیح المناط، أو تعلیل آیة النبأ، أو دلالة المقبولة أو تعلیلها علیها - مخدوش کلّه.

و أمّا الشهرة المتقدّمة - و هی التی بین أصحابنا الذین کان دیدنهم ضبط الأصول المتلقّاة من الأئمّة فی کتبهم بلا تبدیل و تغییر، و کان بناؤهم على ضبط الفتاوى المأثورة خلفا عن سلف إلى زمن الأئمّة الهادین، و کانت طریقتهم فی الفقه غیر طریقة المتأخّرین، فهی حجّة، فإذا اشتهر حکم بین هؤلاء الأقدمین و تلقّی بالقبول یکشف ذلک عن دلیل معتبر.[6]

و قد یأتی التعبیر فی الکتب الفقهیة الاستدلالیة بعبارات من قبیل انجبار ضعف الخبر بعمل الاصحاب او "الشهرة جابرة"[7] و المراد هنا الشهرة العملیة، و هذه الشهرة هی التی ذهب المشهور الى انها توجب انجبار الضعف السندی للروایة و لکن بشرطین:

الاول: ان تکون الشهرة العملیة واقعة بین قدماء الاصحاب کالسید المرتضى و الصدوقیین و المفید و سلار و الشیخ الطوسی (رحمهم الله).

الثانی: هو إحراز استناد الفقهاء الیها فی مقام الافتاء و انه لا مدرک آخر لهم غیر هذه الروایة الضعیفة و الا فمع احتمال وجود مستند آخر و انّ ذکر هذه الروایة فی مقام الاستدلال انما هو من باب التأیید فان الشهرة لا تکون جابرة، اذ لا نحرز حینئذ ان هذه الروایة مشتهرة عملا و انما نحتمل ذلک، فالتعبیر بانها مشهورة عملا تسامحی.[8]

و الشهرة تارة: یتکلّم عنها فی بحث المرجحات لأحد الخبرین المتعارضین على الآخر، و أُخرى: فی انجبار الخبر الضعیف بها. و کلا البحثین خارجان عن محل الکلام و انَّما البحث عن حجیة الشهرة الفتوائیة فی نفسها.[9]

لأن الشهرة الروائیة تکون من المرجحات عند تعارض الخبرین، و الشهرة العملیة تکون مؤیدة؛ نعم، البحث فی حجیة الشهرة فی الشهرة الفتوائیة.[10]

علما انه – قد اتضح- أن أهم الادلة على حجیة الشهرة الفتوائیة یکمن فی دیدن العلماء بضبط الأصول المتلقّاة من الأئمّة فی کتبهم بلا تبدیل و تغییر، حیث کان بناؤهم على ضبط الفتاوى المأثورة خلفا عن سلف إلى زمن الأئمّة الهادین.[11]‏ فإذا اشتهر حکم بین هؤلاء الأقدمین و تلقّی بالقبول یکشف ذلک عن دلیل معتبر عندهم استندوا الیه فی الفتوى و لکنه لم یصل الینا. و بهذا البیان اتضح ان الشهرة الفتوائیة بذاتها لیست حجة و انما اصل حجیتها کالاجماع[12] یتعلق بالحدس برأی المعصوم (ع).



[1] ولایی،عسیی،فرهنگ تشریحی اصطلاحات اصول،ص 225،نشر نی، طهران، 1374هـ ش.

[2] انظر: الحکیم، محمد تقی، الاصول العامة، ص 213،انتشارات المجمع العالمی لأهل البیت (ع)، النجف الاشرف، 1418. علما ان بعض الفقهاء کالسید الخوئی لایتبنى هذا الرأی فلا یرى الشهرة جابرة لضعف السند عند التعارض. انظر: صنقور، الشیخ محمد، المعجم الاصولی، حرف الشین، الشهرة الروائیة.

[3] محمد صنقور، المعجم الاصولی؛ فرهنگ تشریحی اصطلاحات أصول،ص 225.

[4] محمد صنقور، المعجم الاصولی.

[5] فرهنگ تشریحی اصطلاحات أصول،ص 225.

[6] الخمینی، سید روح الله، انوار الهدایة، ج1، ص 261، موسسة تنظیم و نشر آثار حضرت الامام الخمینی، طهران، 1415هـ.

[7] انظر: النجفی، محمد حسن، جواهر الکلام، ج43، ص 273، دار احیاء الثراث العربی،بیروت، بدون تاریخ.

[8] محمد صنقور، المعجم الاصولی، الشهرة العملیة.

[9] انظر: الصدر، السید محمد باقر، بحوث‏فی ‏علم ‏الأصول، ج 4، ص 321،موسسة دائرة معارف الفقه الاسلامی،قم، 1417هـ.

[10] انظر: الموسوی، سید حسن، منتهى‏الأصول، ج 2، ص 91 ، بصیرتی، قم.

[11] انوار الهدایة، ج1، ص 261.

[12]  لا یعد الاجماع عند الشیعة دلیلا مستقلا بل حجبته تکمن فی کشفه عن رأی المعصوم (ع). انظر: انوار الهدایة،ج1، ص 255.