کد سایت
tr22108
کد بایگانی
71150
گروه
خونخواهان حسین ع
التسميات
الإمام علي|إبراهيم الأشتر|قيام المختار|حرب صفين
خلاصة السؤال
أين توفي إبراهيم الأشتر ابن مالك الأشتر و كيف؟ ما هو مصيره بعد شهادة المختار؟
السؤال
أين توفي إبراهيم الأشتر ابن مالك الأشتر و كيف؟ ما هو مصيره بعد شهادة المختار؟
الجواب الإجمالي
كان إبراهيم بن الأشتر من صحابة و محبي أهل البيت (ع) و قد كان كبير قومه، و يذكر في التاريخ بشجاعته، و علو همته، و شاعريته و فصاحته. لقد شهد صفين بصحبة أبيه مالك في جيش أمير المؤمنين علي (ع) و من قادة جيش المختار عند قيامه. وكان بعد زوال سلطة المختار الحاكم المطلق لمنطقة الموصل. و قد التحق بجيش مصعب بن الزبير بعد مقتل المختار ليستمر في حربه ضد الحاكم الأموي «عبد الملك بن مروان».
الجواب التفصيلي
قتل إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي، في سنة 71هـ.ق مع مصعب بن الزبير و هو يحارب عبد الملك بن مروان.[1] و قبره قرب سامراء مزور معظم و عليه قبّة. ينسب إبراهيم الى «نَخَع» و هي قبيلة في اليمن من قوم مذحج[2]
لقد كان إبراهيم الأشتر، رجلاً فارساً، شجاعاً، شهماً، مقداماً رئيساً عالي النفس، بعيد الهمة، وفيّا، شاعراً فصيحاً مواليا لأهل البيت (ع) كما كان أبوه متميزاً بهذه الصفات.[3]
حضور إبراهيم مع أبيه مالك في جيش الإمام علي (ع) في حرب صفين
لما خرج عمرو بن العاص لقيه الأشتر وهو يرتجز فعرف عمرو أنه الأشتر، وفشل حيله وجبن، واستحيا أن يرجع، فأقبل نحو الصوت وهو يرتجز. فلما غشيه الأشتر بالرمح زاغ عنه عمرو، فطعنه الأشتر في وجهه فلم يصنع الرمح شيئا، وثقل عمرو فأمسك عنان فرسه وجعل يده على وجهه، ورجع راكضاً إلى العسكر، ونادى غلام من يحصب فأخذ اللواء ثم مضى وهو يرتجز. فنادى الأشتر إبراهيمَ ابنه: خذ اللواء، فغلام لغلام.
فتقدّم وهو يرتجز وحمل على الشاب الحميرى فالتقاه الحميري بلوائه ورمحه، ولم يبرحا يطعن كل منهما صاحبه حتى سقط الحميري قتيلا، وشمت مروان بعمرو.[4]
إبراهيم الأشتر و صحبته للمختار
إن إجراءات إبراهيم ساعدت في تقدّم حركة المختار أكثر و أدت إلى تعزيز حركة الثورة والتسريع بنجاحها. فقد كانت حرب نهر خازر، من أبرز المجالات لظهور القابليات العسكرية لهذا القائد المغوار. ففي هذه الحرب التي كان فيها جيش العراق أقلّ بكثير من جيش الشام الذي كان بقيادة عبيد الله بن زياد. تغلب على جيش الشام. و قد قتل في هذه المعركة إبن زياد في مبارزة و جه لوجه.[5]
استقر إبراهيم في الموصل حاكما عليها بعد انتهاء الحرب[6] و قد قام بأمرٍ من المختار بإدارة المنطقة بصلاحيات تامّة.
وقد كان إبراهيم في حرب المختار ضد مصعب بن الزبير؛ مستقراً في موقع مأموريته مشغولا بأداء وظيفته. و لم نحصل على مصدر معتبر يذكر بأن المختار طلب منه المعونة و لم يجبه إبن الأشتر لذلك.
لقد أوكل المختار قيادة الجيش في حربه مع مصعب لللأحمر بن شميط[7] الذي كان رجلا شجاعا مواليا لأهل البيت (ع)، و لم يطلب من إبراهيم ذلك، و لعل السبب في ذلك أهمية و حساسية منطقة الموصل. و لعله كان ذلك من أخطاء المختار إذ لم يوكل قيادة الجيش لإبراهيم الأشتر في هذه الحرب المهمة.[8] و قد يكون لعلل أخرى لم نطلع عليها. فلم يصدر من أيّ منهما نقض للعهد، و لم يكن في البين عهد و لا ميثاق. و قد ذكرهما التاريخ على السواء بالتعظيم و التبجيل.
وعلى الرغم من أن الانتقام من قاتلي الإمام الحسين (ع) كان له الدور المهم في بيعة إبراهيم للمختار، لكن إبراهيم طلب منه الإمارة، و لعل هذا هو السبب الوحيد الذي دفع إبراهيم لمبايعة مصعب – قاتل المختار – بعد قتل المختار.
عن إبن الأثير: عندما كان المختار مستعدا للقيام و الحرب استجمعت له الشيعة، فلمّا تهيّأ أمره للخروج قال له بعض أصحابه: إنّ أشراف أهل الكوفة مجمعون على قتالكم مع ابن مطيع، فإن أجابنا إلى أمرنا إبراهيم بن الأشتر رجونا القوّة على عدوّنا، فإنّه فتى رئيس، و ابن رجل شريف، له عشيرة ذات عزّ و عدد.
فقال لهم المختار: فالقوه و ادعوه. فخرجوا إليه و معهم الشعبيّ فأعلموه حالهم و سألوه مساعدتهم عليه و ذكروا له ما كان أبوه عليه من ولاء عليّ و أهل بيته. فقال لهم: إنّي قد أجبتكم إلى الطلب بدم الحسين و أهل بيته على أن تولّوني الأمر. فقالوا له: أنت لذلك أهل و لكن ليس إلى ذلك سبيل، هذا المختار قد جاءنا من قبل محمد بن الحنفية و هو المأمور بالقتال و قد أمرنا بطاعته. فسكت إبراهيم و لم يجبهم، فانصرفوا عنه فأخبروا المختار، فمكث ثلاثا ثمّ سار في بضعة عشر من أصحابه إلى إبراهيم فدخلوا عليه، فألقى لهم الوسائد، فجلسوا عليها و جلس المختار معه على فراشه، فقال له المختار: هذا كتاب من محمّد بن عليّ أمير المؤمنين. فلمّا فرغ من قراءة الكتاب، قال إبراهيم: فمن يعلم أن هذا كتابه إليّ؟ فشهد جماعة ممّن معه، منهم: زيد بن أنس و أحمر بن شميط و عبد الله بن كامل و جماعتهم.
فلمّا شهدوا تأخّر إبراهيم عن صدر الفراش و أجلس المختار عليه و بايعه ثمّ خرجوا من عنده.[9]
ثم تابع ابن الاثير كلامه في سرد حوادث ثورة المختار و دور إبراهيم في انتصاراته حتى مقتل إبن زياد.[10]
بيعة إبراهيم الأشتر و وفاؤه لمصعب بن الزبير
لقد طمع مصعب بن الزبير من جهة و عبد الملك بن مروان من جهة أخرى بإبراهيم بعد شهادة المختار لإدارته و قوّة نفوذه ليجره إليه؛ فمن ناحية كتب مصعب كتاباً لإبراهيم، و أوعده فيها بإدارة شمال العراق إذ اقرّ بحكومة ابن الزبير. و في نفس الوقت وصل كتاب مشابه لإبراهيم من عبد الملك بن المروان – الخليفة الأموي للشام - . فاستشار إبراهيم رجاله و مشاوريه. و أخيراً صمم على الالتحاق بمصعب بن الزبير، فكتب رساله لمصعب و انطلق بعدها بجمع من أصحابه من الموصل أو نصيبين – مقر حكومته – قاصدا الكوفة و التقى بمصعب هناك.[11]
قالوا: و لما صفا الأمر لعبد الله بن الزبير و دانت له البلدان الا ارض الشام، جمع عبد الملك بن مروان اخوته، و عظماء اهل بيته، فقال لهم: ان مصعب بن الزبير قد قتل المختار، و دانت له ارض العراق، و سائر البلدان، و لست آمنه ان يغزوكم في عقر بلادكم، و ما من قوم غزوا في عقر دارهم الا ذلوا، فما ترون؟.
فتكلم بشر بن مروان، فقال: يا امير المؤمنين، ارى ان تجمع إليك اطرافك، و تستجيش جنودك، و تضم إليك قواصيك، و تسير اليه، و تلف الخيل بالخيل، و الرجال بالرجال، و النصر من عند الله.
فقال القوم: هذا الرأي، فاعمل به، فان بنا قوه و نهوضا.
فوجه رسله الى كور الشام ليجتمع اليه، فاجتمع له جميع اجناد الشام، ثم سار و قد احتشد، و لم ينزل..
ثم إن عبد الملك كتب الى رؤساء أصحاب مصعب يستميلهم اليه، و يعرض عليهم الدخول في طاعته، و يبذل لهم على ذلك الأموال.
و كتب الى ابراهيم بن الاشتر فيمن كتب.
فاقبل لإبراهيم بالكتاب مختوما فناوله مصعباً، و قال:
إيها الأمير، هذا كتاب الفاسق عبد الملك بن مروان.
قال له مصعب: فهلا قرأته.
قال: ما كنت لافضه، و لا أقرأه الا بعد قراءتك له.
ففضه مصعب، و إذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين الى ابراهيم ابن الاشتر، اما بعد، فانى اعلم ان تركك الدخول في طاعتي ليس الا عن معتبه، فلك الفرات و ما سقى، فانجز اليّ فيمن أطاعك من قومك، و السلام.
فقال مصعب: فما يمنعك يا أبا النعمان؟
قال: لو جعل لي ما بين المشرق الى المغرب ما أعنت بني أمية على ولد صفيّة.
فقال مصعب: جزيت خيراً أبا النعمان.
فقال ابراهيم لمصعب: أيها الأمير، لست أشك أن عبد الملك قد كتب الى عظماء أصحابك بنحو مما كتب اليّ، و أنهم قد مالوا إليه، فائذن لي في حبسهم الى فراغك، فان ظفرت مننت بهم على عشائرهم، و ان تكن الاخرى كنت قد أخذت بالحزم.
قال مصعب: إذن يحتجوا عليّ عند أمير المؤمنين.
فقال ابراهيم: أيها الأمير، لا أمير المؤمنين و الله لك اليوم، و ما هو إلا الموت، فمت كريما.
فقال مصعب: يا أبا النعمان، إنما هو أنا و أنت فنقدم للموت.
قال إبراهيم: إذن، و الله أفعل.
قال: و لما نزلوا بدير الجاثليق باتوا ليلتهم.
فلما أصبحوا نظر إبراهيم بن الاشتر، فإذا القوم الذين اتهمهم قد ساروا تلك الليلة، فلحقوا بعبد الملك بن مروان، فقال لمصعب: كيف رأيت رأيي؟.
ثم زحف بعضهم الى بعض، فاقتتلوا، فاعتزلت ربيعه، و كانوا في ميمنه مصعب، و قالوا لمصعب: لا نكون معك و لا عليك.
و ثبت مع مصعب أهل الحفاظ، فقاتلوا، و أمامهم ابراهيم بن الاشتر، فقتل ابراهيم.
فلما راى مصعب ذلك، استمات، فترجل، و ترجل معه حماه أصحابه، فقاتلوا حتى قتل عامتهم، و انكشف الباقون عن مصعب.
فحمل عليه عبد الله بن ظبيان، فضربه من ورائه بالسيف، و لا يشعر به مصعب، فخر صريعا، فنزل و اجهز عليه، و احتز رأسه.
و لما قتل مصعب بن الزبير إستأمن من بقي من اصحابه الى عبد الملك، فأمنهم.[12]
لقد كان إبراهيم الأشتر، رجلاً فارساً، شجاعاً، شهماً، مقداماً رئيساً عالي النفس، بعيد الهمة، وفيّا، شاعراً فصيحاً مواليا لأهل البيت (ع) كما كان أبوه متميزاً بهذه الصفات.[3]
حضور إبراهيم مع أبيه مالك في جيش الإمام علي (ع) في حرب صفين
لما خرج عمرو بن العاص لقيه الأشتر وهو يرتجز فعرف عمرو أنه الأشتر، وفشل حيله وجبن، واستحيا أن يرجع، فأقبل نحو الصوت وهو يرتجز. فلما غشيه الأشتر بالرمح زاغ عنه عمرو، فطعنه الأشتر في وجهه فلم يصنع الرمح شيئا، وثقل عمرو فأمسك عنان فرسه وجعل يده على وجهه، ورجع راكضاً إلى العسكر، ونادى غلام من يحصب فأخذ اللواء ثم مضى وهو يرتجز. فنادى الأشتر إبراهيمَ ابنه: خذ اللواء، فغلام لغلام.
فتقدّم وهو يرتجز وحمل على الشاب الحميرى فالتقاه الحميري بلوائه ورمحه، ولم يبرحا يطعن كل منهما صاحبه حتى سقط الحميري قتيلا، وشمت مروان بعمرو.[4]
إبراهيم الأشتر و صحبته للمختار
إن إجراءات إبراهيم ساعدت في تقدّم حركة المختار أكثر و أدت إلى تعزيز حركة الثورة والتسريع بنجاحها. فقد كانت حرب نهر خازر، من أبرز المجالات لظهور القابليات العسكرية لهذا القائد المغوار. ففي هذه الحرب التي كان فيها جيش العراق أقلّ بكثير من جيش الشام الذي كان بقيادة عبيد الله بن زياد. تغلب على جيش الشام. و قد قتل في هذه المعركة إبن زياد في مبارزة و جه لوجه.[5]
استقر إبراهيم في الموصل حاكما عليها بعد انتهاء الحرب[6] و قد قام بأمرٍ من المختار بإدارة المنطقة بصلاحيات تامّة.
وقد كان إبراهيم في حرب المختار ضد مصعب بن الزبير؛ مستقراً في موقع مأموريته مشغولا بأداء وظيفته. و لم نحصل على مصدر معتبر يذكر بأن المختار طلب منه المعونة و لم يجبه إبن الأشتر لذلك.
لقد أوكل المختار قيادة الجيش في حربه مع مصعب لللأحمر بن شميط[7] الذي كان رجلا شجاعا مواليا لأهل البيت (ع)، و لم يطلب من إبراهيم ذلك، و لعل السبب في ذلك أهمية و حساسية منطقة الموصل. و لعله كان ذلك من أخطاء المختار إذ لم يوكل قيادة الجيش لإبراهيم الأشتر في هذه الحرب المهمة.[8] و قد يكون لعلل أخرى لم نطلع عليها. فلم يصدر من أيّ منهما نقض للعهد، و لم يكن في البين عهد و لا ميثاق. و قد ذكرهما التاريخ على السواء بالتعظيم و التبجيل.
وعلى الرغم من أن الانتقام من قاتلي الإمام الحسين (ع) كان له الدور المهم في بيعة إبراهيم للمختار، لكن إبراهيم طلب منه الإمارة، و لعل هذا هو السبب الوحيد الذي دفع إبراهيم لمبايعة مصعب – قاتل المختار – بعد قتل المختار.
عن إبن الأثير: عندما كان المختار مستعدا للقيام و الحرب استجمعت له الشيعة، فلمّا تهيّأ أمره للخروج قال له بعض أصحابه: إنّ أشراف أهل الكوفة مجمعون على قتالكم مع ابن مطيع، فإن أجابنا إلى أمرنا إبراهيم بن الأشتر رجونا القوّة على عدوّنا، فإنّه فتى رئيس، و ابن رجل شريف، له عشيرة ذات عزّ و عدد.
فقال لهم المختار: فالقوه و ادعوه. فخرجوا إليه و معهم الشعبيّ فأعلموه حالهم و سألوه مساعدتهم عليه و ذكروا له ما كان أبوه عليه من ولاء عليّ و أهل بيته. فقال لهم: إنّي قد أجبتكم إلى الطلب بدم الحسين و أهل بيته على أن تولّوني الأمر. فقالوا له: أنت لذلك أهل و لكن ليس إلى ذلك سبيل، هذا المختار قد جاءنا من قبل محمد بن الحنفية و هو المأمور بالقتال و قد أمرنا بطاعته. فسكت إبراهيم و لم يجبهم، فانصرفوا عنه فأخبروا المختار، فمكث ثلاثا ثمّ سار في بضعة عشر من أصحابه إلى إبراهيم فدخلوا عليه، فألقى لهم الوسائد، فجلسوا عليها و جلس المختار معه على فراشه، فقال له المختار: هذا كتاب من محمّد بن عليّ أمير المؤمنين. فلمّا فرغ من قراءة الكتاب، قال إبراهيم: فمن يعلم أن هذا كتابه إليّ؟ فشهد جماعة ممّن معه، منهم: زيد بن أنس و أحمر بن شميط و عبد الله بن كامل و جماعتهم.
فلمّا شهدوا تأخّر إبراهيم عن صدر الفراش و أجلس المختار عليه و بايعه ثمّ خرجوا من عنده.[9]
ثم تابع ابن الاثير كلامه في سرد حوادث ثورة المختار و دور إبراهيم في انتصاراته حتى مقتل إبن زياد.[10]
بيعة إبراهيم الأشتر و وفاؤه لمصعب بن الزبير
لقد طمع مصعب بن الزبير من جهة و عبد الملك بن مروان من جهة أخرى بإبراهيم بعد شهادة المختار لإدارته و قوّة نفوذه ليجره إليه؛ فمن ناحية كتب مصعب كتاباً لإبراهيم، و أوعده فيها بإدارة شمال العراق إذ اقرّ بحكومة ابن الزبير. و في نفس الوقت وصل كتاب مشابه لإبراهيم من عبد الملك بن المروان – الخليفة الأموي للشام - . فاستشار إبراهيم رجاله و مشاوريه. و أخيراً صمم على الالتحاق بمصعب بن الزبير، فكتب رساله لمصعب و انطلق بعدها بجمع من أصحابه من الموصل أو نصيبين – مقر حكومته – قاصدا الكوفة و التقى بمصعب هناك.[11]
قالوا: و لما صفا الأمر لعبد الله بن الزبير و دانت له البلدان الا ارض الشام، جمع عبد الملك بن مروان اخوته، و عظماء اهل بيته، فقال لهم: ان مصعب بن الزبير قد قتل المختار، و دانت له ارض العراق، و سائر البلدان، و لست آمنه ان يغزوكم في عقر بلادكم، و ما من قوم غزوا في عقر دارهم الا ذلوا، فما ترون؟.
فتكلم بشر بن مروان، فقال: يا امير المؤمنين، ارى ان تجمع إليك اطرافك، و تستجيش جنودك، و تضم إليك قواصيك، و تسير اليه، و تلف الخيل بالخيل، و الرجال بالرجال، و النصر من عند الله.
فقال القوم: هذا الرأي، فاعمل به، فان بنا قوه و نهوضا.
فوجه رسله الى كور الشام ليجتمع اليه، فاجتمع له جميع اجناد الشام، ثم سار و قد احتشد، و لم ينزل..
ثم إن عبد الملك كتب الى رؤساء أصحاب مصعب يستميلهم اليه، و يعرض عليهم الدخول في طاعته، و يبذل لهم على ذلك الأموال.
و كتب الى ابراهيم بن الاشتر فيمن كتب.
فاقبل لإبراهيم بالكتاب مختوما فناوله مصعباً، و قال:
إيها الأمير، هذا كتاب الفاسق عبد الملك بن مروان.
قال له مصعب: فهلا قرأته.
قال: ما كنت لافضه، و لا أقرأه الا بعد قراءتك له.
ففضه مصعب، و إذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين الى ابراهيم ابن الاشتر، اما بعد، فانى اعلم ان تركك الدخول في طاعتي ليس الا عن معتبه، فلك الفرات و ما سقى، فانجز اليّ فيمن أطاعك من قومك، و السلام.
فقال مصعب: فما يمنعك يا أبا النعمان؟
قال: لو جعل لي ما بين المشرق الى المغرب ما أعنت بني أمية على ولد صفيّة.
فقال مصعب: جزيت خيراً أبا النعمان.
فقال ابراهيم لمصعب: أيها الأمير، لست أشك أن عبد الملك قد كتب الى عظماء أصحابك بنحو مما كتب اليّ، و أنهم قد مالوا إليه، فائذن لي في حبسهم الى فراغك، فان ظفرت مننت بهم على عشائرهم، و ان تكن الاخرى كنت قد أخذت بالحزم.
قال مصعب: إذن يحتجوا عليّ عند أمير المؤمنين.
فقال ابراهيم: أيها الأمير، لا أمير المؤمنين و الله لك اليوم، و ما هو إلا الموت، فمت كريما.
فقال مصعب: يا أبا النعمان، إنما هو أنا و أنت فنقدم للموت.
قال إبراهيم: إذن، و الله أفعل.
قال: و لما نزلوا بدير الجاثليق باتوا ليلتهم.
فلما أصبحوا نظر إبراهيم بن الاشتر، فإذا القوم الذين اتهمهم قد ساروا تلك الليلة، فلحقوا بعبد الملك بن مروان، فقال لمصعب: كيف رأيت رأيي؟.
ثم زحف بعضهم الى بعض، فاقتتلوا، فاعتزلت ربيعه، و كانوا في ميمنه مصعب، و قالوا لمصعب: لا نكون معك و لا عليك.
و ثبت مع مصعب أهل الحفاظ، فقاتلوا، و أمامهم ابراهيم بن الاشتر، فقتل ابراهيم.
فلما راى مصعب ذلك، استمات، فترجل، و ترجل معه حماه أصحابه، فقاتلوا حتى قتل عامتهم، و انكشف الباقون عن مصعب.
فحمل عليه عبد الله بن ظبيان، فضربه من ورائه بالسيف، و لا يشعر به مصعب، فخر صريعا، فنزل و اجهز عليه، و احتز رأسه.
و لما قتل مصعب بن الزبير إستأمن من بقي من اصحابه الى عبد الملك، فأمنهم.[12]
[1] ابن كثير الدمشقي، اسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، ج8، ص315، دار الفكر، بيروت، 1407ق.
[2] الامين العاملي، سيد محسن، اعيان الشيعة، ج2، ص200، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1406ق.
[3] نفس المصدر
[4] نصر بن مزاحم، وقعة صفين، المحقق و المصحح: هارون، عبد السلام محمد، ص440-441، مكتبة اية الله المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية، 1404ق.
[5] راجع: ابن الاثير الجزري، على بن محمد، الكامل، ج4، ص261-264، دار صادر، بيروت، 1385ق.
[6] الكامل، ج4، ص265.
[7] الكامل، ج4، ص268؛ ابن سعد كاتب الواقدي، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق، السلمي، محمد بن صامل، خامسة 2، ص83، مكتبة الصديق، الطائف، الطبعة الأولى، 1414ق.
[8] ماهية قيام المختار، ص 604-605.
[9] الكامل في التاريخ، ج4، ص215-216.
[10] راجع: نفس المصدر، ص216-259.
[11] الكامل، ج4، ص275.
[12] الدينوري، ابو حنيفة احمد بن داود، الأخبار الطوال، ص309-313، منشورات الرضي، قم، 1368ش.