الزيارة
7589
محدثة عن: 2011/09/20
کد سایت fa10035 کد بایگانی 16819
گروه النظریة
خلاصة السؤال
زوجتی کان لها علاقة و رابطة مع عدة من الشباب قبل الزواج، و الآن أنا لا استطیع أن اغض الطرف و أتساهل مع هذه المسألة، و حاولت الطلاق عدة مرات، ما العمل برأیکم؟
السؤال
تزوّجت بامرأة کان علی علاق عاطفیة مع عدة من الأولاد، حتی إنها مع أحدهم حصلت بینهما مرة من المرات مصافحة أثناء السلام. و هذه الامور التی ذکرتها هی التی قالتها لی قبل الزواج بطلب لی منها أن تُبیّن لی کل أسرارها الماضیة، و قد کنت أتصوّر أن بإمکانی تحمل هذه الامور، و لکن الآن و قد مضی علی زواجنا مدة طویلة، أری من الصعوبة جداً أن اتغاضی عن هذه المسألة و اسکت عنها، و هذه الامور دائماً تتجسّد و تتصور أمامی خصوصاً عندما نکون سویة، و تتصرّف أمامی دائماً بشکل یوحی إلیّ ان ما صدر منها کان اشتباه محض، و لکن من الصعوبة جداً أن أعفو عنها و اتغاضی عما صدر منها، الی حد صمّمت عدة مرات علی الطلاق، و أقول أیضاً بأننی أیضاً کان عندی رابطة مع عدة نساء قبل الزواج، أرجوا مساعدتی من هذا الأمر.
الجواب الإجمالي

یجب علی الشابات و الشباب أن یهتمّوا بجانب العفة و الطهارة قبل الزواج و حتی لا یقعون بمثل هذه المشاکل بعده، و علی کل حال فالذنب زوبعة تعقبه عواقب سیئة لکن مع کل هذا یجب أن لا ییأسوا من لطف الله سبحانه و عفوه.

من الذی یُمکنه أن یعصم نفسه عن الذنب غیر المعصومین؟ و لیس من الصحیح طلبک من زوجتک أن تذکر لک کل أسرار حیاتها السابقة، و فی الوقت نفسه نری تلبیة زوجتک لطلبک دلیل صدقها و دلیل علی إنها مستعدة لأن تبدأ معک مشوار حیاة صادقة مفعمة بالحب و الود لک. و الذی یبدو هو ان الانصاف یقتضی أن لا تخرّب حیاتک السعیدة بهذه الوساوس الشیطانیة، و یجب علیک أن لا تُفکّر بهذا الموضوع أبداً، و أن تتعامل مع زوجتک بشکل تشعر بأنک قد تجاوزت عن خطأها، افتح المجال أمامها و الطریق بوجهها لتتمکن من تحقیق رضاک عنها، و کن مطمئناً بأنک بتجاوزک عنها ستنال لطف الله و عفوه و صفحه توکل علی الله و اطلب منه المدد و المعونة.

الجواب التفصيلي

یُمکن من خلال کلامک أن نفهم بأن حیاتک هادئة وادعة تحکمها الروابط الجیدة مع زوجتک. أما ما یخص حساسیتک بالنسبة لعلاقة زوجتک مع الرجال قبل الزواج فیدل علی غیرتک، و لکن یجب أن تعلم بأن الغیرة لا تکون جیّدة إلا إذا کانت فی إطار الشرع الإسلامی و العقل –کل البشر- إلا المعصومین (ع) و أولیاء الله- عرضة للذنب و الإشتباه، لکن بعضهم مراقب لنفسه و متوجه الی الله لذلک لا یصدر منه الذنب إلا القلیل القلیل، و البعض الآخر –مع الأسف- نراه فی معرض الذنب و الأخطاء.

فی نصائحنا للشابات و الشباب نؤکّد کثیراً علی العفة و الطهارة قبل الزواج، و أهم الأدلة علی هذا التأکید و هذه الوصایا هو الوقوف أمام هذه المشاکل، یجب أن یلتفت شبابنا الأعزّاء الی أنهم سیبنون أخیراً حیاتهم المشترکة التی لا تکون علی أساس الشهوة و الهوی و الهوس، و لکن نجد کثیراً من الشباب لا یعیّرون لهذه المسألة کثیراً من الأهمیة، الصداقة –غیر المشروعة- أیام الثانویة و الجامعة تهدّد حیاة الإنسان وعاقبته. لذلک یجب الالتفات الی أنفسنا فی أیام الشباب و قبل الزواج لکی لا نتورّط بمثل هذه الفتن لأنها لا تجر خلفها إلا العواقب السیئة.

واعلم أنه لا ییأس من رحمة الله و لطفه غیر الشیطان، فحتی لو حصلت امور غیر جیدة و غیر مطلوبة لکن انظر إلیها بنظرة ملؤها الأمل و الرحمة الإلهیة. لیس من الصحیح طلبک من زوجتک بیان کل أسرارها قبل الزواج، فالزوج و الزوجة لم یجتمعوا إلا علی أساس عدة ملاکات و معاییر یبدؤن بها حیاتهم المشترکة. الجمیع معرّض للزلل و الخطأ، و إذا أردنا التجسس علی الآخرین تسقط کثیر من الاعتمادات، یروی عن الإمام الجواد (ع) إنه قال: "لو تکاشفتم ما تدافنتم". [1]

لکن ما تقول من أن زوجتک قد بیّنت لک جمیع أسرار حیاتها السابقة – علی مرارتها- فهذا ف ی الحقیقة   دلیل علی صدقها و استعدادها لبدء حیاة صادقة مبنیّة علی أساس الحب لک، و أکبر دلیل علی هذه الصداقة و المحبة هو تصرّفاتها، حیث تقول بأنها تحاول بکل طریقة أن تثبت تغیّرها و اختلافها عن ماضیها.

یبدو من کلامک إنک راضٍ عن حیاتک الزوجیة، و تحاول أن تبعد عنها کل ما من شأنه أن یکدّر هذه الحیاة. ابعد هذا الموضوع عنک - و الذی یظهر أنه تحوّل من الفکر الی الوسوسة الشیطانیة- بسرعة، أنت کما صرّحت فی السؤال کانت عندک علاقات غیر مشروعة مع الجنس المخالف قبل زواجک، هل من الصحیح أن تمتنع البنات من الزواج بک بسبب هذه الروابط السابقة وما الموقف لو کانت زجتک قد اطلعت علی ماضیک مع غیرها. کن منصفاً، و لا تُخرّب حیاتک السعیدة بهذه الوساوس الشیطانیة. لا تُفکر بهذا الموضوع علی الاطلاق، تعامل مع زوجتک بشکل یوحی إلیها بأنک قد تجاوزت عن خطأها. افتح أمامها طریق الوصول الی رضاک عنها، و کن مطمئناً بأنک بتجاوزک عنها ستنال لطف الله و عفوه و صفحه عنک، توکل علی الله و اطلب منه المدد و العون.

المواضیع المتعلقة:

1- الموضوع: التوبة من الذنب و المحبوبیة عند الله، السؤال 3704 (الموقع: 3955).

2- الموضوع: الاعتراف بالذنب، السؤال 2031 (الموقع: 2426).

3- الموضوع: العلم بالعفو عن الذنب، السؤال 8738 (الموقع: 8741).

4 - الموضوع: طرق الخلاص من الذنوب، السؤال 2789 (الموقع: 3035).



[1]    الشیخ الصدوق، محمد بن علی، الأملی، ص 446، نشر الأعلمی، بیروت، 1400 قمری.

س ترجمات بلغات أخرى