Please Wait
الزيارة
5969
محدثة عن: 2011/11/27
کد سایت fa18016 کد بایگانی 17983
گروه النظری
خلاصة السؤال
توضیح مطابقة مراتب الوجود مع الاصطلاح القرآنی للبرزخ و القیامة، و هل أن مراتب الوجود کلها حقیقة منبسطة واحدة؟
السؤال
قرأت فی إحدى الأجوبة فی موقعکم الموقر " و قد برهن فی محله أن عوالم الوجود هی فی طول بعضها البعض، و أن کل مرتبة نازلة هی عبارة عن مظهر و مثال لمراتب فوقها و هی تظهر و تنشأ فی ظلّها، و أن دنیانا التی نحن فیها هی أرذل و أنزل مراتب عوالم الموجودات و هی عالم المجاز و عالم القشور، و موجودات هذا العالم لیست الا مثلاً و مظهراً عن العالم الاعلی. و فوق هذا العالم عالم و هو فی قوس صعودنا عالم البرزخ و هو واسطة بین عالم الدنیا و عالم القیامة، و عالم البرزخ هو عالم الصورة و عالم المعنی، و ما فوقه بالنسبة الی البشر هو عالم القیامة و هو عالم الجمع و عالم الحقیقة و عالم الحیاة و هو حدّ و منتهی سیر البشر، فإن من أسماء القیامة "الحاقة" و تعنی حاق الحقیقة و عین الواقع و هو الیوم الذی تظهر فبه بواطن و أسرار کل الأشیاء (یوم تبلی السرائر).
فالقیامة هو الیوم الذی تظهر فیه البواطن و هو أیضاً عالم الحیاة (و أن الدار الآخرة لهی الحیوان لو کانوا یعلمون) " هل لکم التفصیل الممل و الدقیق فی شرح هذه الفقرة أعلاه لأهمیتها عندی , هل الوجود حقیقة متصلة مطاطة ؟ أرجوا التفصیل , فإنی سعید جدا بأن وجدت موقعا علمیا و دقیقا مثل موقعکم تُعرض فیه الأجوبة بشکل مفصل و دقیق , هذا رجائی منکم فی شرح هذه الفقرة فی الجواب على سؤالی. و أشکرکم کثیرا.
الجواب الإجمالي

احدى التقسیمات القرآنیة بالنسبة الى عالم الوجود تقسیمها الى عالم الدنیا و عالم البرزخ و عوالم القیامة. و للمقارنة بین تلک العوامل حسب هذا التقسیم و التقسیم العرفانی الذی قسم العوالم الى عالم الشهادة، الملکوت أو المثال، الجبروت و اللاهوت.[i] نقول: إن المراد من عالم الشهادة عالم الدنیا، و عالم المثال ینطبق على عالم البرزخ، و اما العوالم الاخرى العلیا کعالم الجبروت و اللاهوت فیراد منها عالم القیامة.

و على هذا الاساس یمثل عالم الدنیا ظاهرَ عالم الوجود، و اما عالم المثال و البرزخ فلا یمثل حقائق الاشیاء فعلا، بل هو مثال من الحقیقة. و أما عوالم الجبروت و سائر عوالم القیامة فتمثل التجلّی التام لحقیقة العالم.



[i] انظر موضوع الحضرات الخمسة، السؤال رقم13064.

الجواب التفصيلي

اذا اخذنا بنظر الاعتبار التقسیمات التی ذکرت لمراتب الوجود فی کل من الحکمة و العرفان و مطابقتها مع القرآن الکریم و الاحادیث الشریفة، فحینئذ نستطیع القول: بأن القرآن الکریم اشار الى عدة تقسیمات لمراتب الوجود؛ من قبیل الدنیا و الآخرة؛ الغیب و الشهادة؛ و تقسیم عوالم الوجود الى عالم الدنیا، البرزخ، عالم القیامة. و المراد من عالم القیامة، عالم ظهور الحقیقة بعد حدوث القیامة. هذا من جهة.

و من جهة أخرى، نحن نؤمن بان جنة القیامة هی مخلوقة الآن و حاضرة و هذا ما اثبت فی المباحث الکلامیة و التفسیریة و الروائیة.

انطلاقا من ذلک فان القیامة واقعة لبعض الافراد فعلا و بصورة شخصیة و هذا ما یظهر من کلام أمیر المؤمنین (ع): "لو کشف الغطاء ما ازددت یقینا".[1]و غیرها من الشواهد الکثیرة المبثوثة فی الاحادیث الشریفة.

إذن احدى التقسیمات القرآنیة بالنسبة الى عالم الوجود تقسیمها الى عالم الدنیا و عالم البرزخ و عوالم القیامة. و للمقارنة بین تلک العوامل حسب هذا التقسیم و التقسیم العرفانی الذی قسم العوالم الى عالم الشهادة، الملکوت أو المثال، الجبروت و اللاهوت.[2] نقول: إن المراد من عالم الشهادة عالم الدنیا، و عالم المثال ینطبق على عالم البرزخ، و اما العوالم الاخرى العلیا کعالم الجبروت و اللاهوت فیراد منها عالم القیامة.

و على هذا الاساس یمثل عالم الدنیا ظاهرَ عالم الوجود، و اما عالم المثال و البرزخ فلا یمثل حقائق الاشیاء فعلا، بل هو مثال من الحقیقة. و أما عوالم الجبروت و سائر عوالم القیامة فتمثل التجلّی التام لحقیقة العالم.

من هنا اتضح أن من الممکن فی مورد اصطلاحات الحکمة و العرفان الاسلامی و هکذا الاصطلاحات القرآنیة و الروائیة، الوصول من خلال مطالعة القرآن و الروایات و الکتب الحکمیة و العرفانیة المختارة، الى تفصیل البحث و معرفة کیفیة تجلی کل عالم من تلک العوالم لسالک الطریق قبل الموت و القیامة؛ و تجلیها لکافة الناس بعد الموت و بعد القیامة الکبرى.

أما بالنسبة الى الشق الثانی من السؤال، نقول: نعم، فی سلسلة مراتب العالم تکون کل مرتبة دانیة ظلا للمرتبة العلیا، و لکن هل هناک حقیقة بسیطة اسدلت على کافة العوامل، فهذا شیء آخر یتداعى منه التشکیک[3] فی الوجود و وحدة الوجود التی ذهب الى القول بها اکثر الفلاسفة و رفضها العرفاء[4]. بل لا یوجد شیء غیر الله تعالى له وجود مستقل و من تلقاء نفسه بتاتا، لا أنه موجود و له مرتبة ضعیفة من الوجود، بل کل مرتبة من مراتب العالم تمثل تجلیا خاصا من الوجود یکون معها، و انها و ان کانت تکشف عن وجود الحق و تظهره لکنها لیست ذات الحقیقة و لیست مرتبة ضعیفة و دانیة منها أیضا؛ و ذلک لان هذه الرؤیة تعد شرکا و منافیة للتوحید الوجودی.

اما فی مقام التوحید الکامل[5]، فنقول: آیات الله تعالى لا تمتلک شیئا من نفسها و کل ما تملکه انما هو من فیض الله تعالى، و هذا لا یعنی اتحاد الله تعالى مع تلک الاشیاء و کونها هی الله تعالى، بل المراد أن آیات الله تعالى فی مقام التوحید، فانیة و تلاحظ کمظهر لله تعالى فقط، و کذلک الواقعیات لا تتعدى ذلک. و قد اکتشف العرفاء تلک الحقیقیة والواقعیة التی غابت عن عقول سائر الناس الذین ما زالوا یعیشون حجاب الظاهر.



[1] غرر الحکم و در الکلم، ص 119، انتشارات مکتب التبلیغ الاسلامی،‌قم.

[2] انظر موضوع الحضرات الخمسة، السؤال رقم13064.

[3] المفهوم المشکک هنا مقابل المتواطئ لا مقابل الظن و الیقین.

[4] فی الوقت الذی قبل العرفاء بوحدة الوجود او التوحید الوجودی حسب تعبیرهم و لکنهم رفضوا القول بتشکیکیة الوجود.

[5] یمکن التعبیر عنه بالتوحید الوجودی أو وحدة الوجود العرفانی لا الوحدة التشکیکیة.