یطلق النظام و یراد منه: مجموعة الاجزاء المترابطة التی تتناسق فیما بینها لتحقیق هدف أو أهداف خاصة. و یراد من النظم الاقتصادیة و السیاسیة مجموعة من السلوکیات البشریة الارادیة المنبثقة من فلسفة أو مذهب خاص و المتناسقة لتحقیق أهداف معینة[1].
فالمقصود من "النظام القیمی الاسلامی" مجموعة متناسقة و مترابطة من الاجهزة المختلفة الرؤى، الاتجاهات، المیول و السلوکیات (التی من ضمنها مقولة ینبغی و لا ینبغی) التی تهدف جمیعها لتحقیق غایة منشودة[2]. فالنظام القیمی یطلق و یراد منه مجموعة منتظمة من القیم الاسلامیة فی مجالات متعددة. فعلى سبیل المثال یقال: "العمل فی النظام القیمی الاسلامی"، "القضاء فی النظام القیمی الاسلامی"، "الجهاد فی النظام القیمی الاسلامی"، "الزواج فی النظام القیمی الاسلامی" و...
و الاسلام یمتلک مجموعة کبیرة من النظم، منها النظام الاعتقادی، النظام الاجتماعی، النظام الأسری، النظام الاقتصادی، النظام السیاسی، النظام القضائی و....
و یبحث فی کل واحد من تلک النظم عن قیم و أولویات و برامج الاسلام فی مجال الاسرة، الاقتصاد، السیاسة، القضاء، لکن لکل واحدة منها مکانته الخاصة فی النظام القیمی الاسلامی کنظام الاسرة و ما یتفرع منها. فنظام القیم الاسلامی یبحث عن مجموعة القیم الاسلامیة ضمن الانظمة المتعددة.
ففی هذه النظم القیمیة هناک مجموعة من العناصر التی قد یکون لکل واحد منها أهمیته الخاصة به. و مع الاختلاف فی الملاکات بین القیم و الاختلاف فی الشروط الموجودة[3] و سعة النظام القیمی فی الاسلام و تنوع الانظمة، کل ذلک یجعل من الصعب جداً بل من المستحیل بیان سلسلة تلک المراتب، لکن من الواضح أن بعض القیم لها الاولویة و تقف فی قمة الهرم و لعل "التوحید" من أبرز تلک القیم؛ لان بانتفائه ینتفی الدین الاسلامی من الاساس[4]. و فی بعض الاحیان تزداد أهمیة بعض القیم مع تحقق شروط خاصة، فالجهاد قیمة من القیم و لکن عندما یکون أصل الدین و أساسه معرضاً للخطر یتحول الى القیمة الاولى من بین سائر القیم عند جمیع الطبقات الاجتماعیة. المثال الآخر بعد قیام و ثبات حکومة العدل تکون الاولویة من وجهة النظر الاجتماعیة فی الاسلام الى إقامة العدل الاجتماعی و إرساء قواعده[5].و قد تکون بعض الامور من القضایا المنتزعة من دساتیر الاسلام و قیمه کأفضلیة قول الحق و العدل مقابل بر الوالدین و احترام الاقارب[6].
لمزید الاطلاع انظر:
1- سیستم اخلاقی اسلام= النظام الاخلاقی فی الاسلام، تألیف آیة الله، جعفر السبحانی.
2. مکتب و نظام اقتصادی اسلام، تألیف آیة الله، مهدی، هادوی الطهرانی، القسم الاول (نظریه اندیشه مدون در اسلام).
[1] موسویان، سید عباس، کلیات نظام اقتصادی اسلام، ص11، دار الثقلین، قم 1379 هجری شمسی.
[2] مجله المعرفة، العدد 33، مقال تحت عنوان" اهمیت و ارزش تحقیق در زمینه «مدیریت اسلامی»= ضرورة البحث فی الادارة الاسلامیة.
[3] انظر السؤال رقم8926 (الرقم فی الموقع:8932).
[4] قال تعالى فی سورة النساء الآیة 48: "إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ وَ مَنْ یُشْرِکْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظیما".
[5] الحدید،25: "لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ وَ الْمیزانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدیدَ فیهِ بَأْسٌ شَدیدٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ وَ لِیَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ بِالْغَیْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزیزٌ".
[6] قال تعالى: "یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا کُونُوا قَوَّامینَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَ لَوْ عَلى أَنْفُسِکُمْ أَوِ الْوالِدَیْنِ وَ الْأَقْرَبینَ إِنْ یَکُنْ غَنِیًّا أَوْ فَقیراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ کانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبیرا".