کلمة (الدین) تشمل کل الأدیان السماویة و غیر السماویة، غیر المحرّفة (الاسلام) و المحرّفة و ...و باعتقادنا فانّ الاسلام هو الدین الوحید الذی یمکنه أن یمارس أدواراً ایجابیة فی کل الازمنة و الأعصار، لأنه الدین الخاتم و هو أکمل دین الهی. و علی هذا فیجب أن یکون له رأی و مخطّط و تعلیمات جامعة فی جمیع الأزمنة و جمیع مجالات حیاة الانسان – الفردیة و الاجتماعیة.
و من جانب آخر فان مساحة عمل الدین متمیّزة تماماً عن مساحة عمل العلم و التکنولوجیا و تتوسّع البرمجة و التقنین الدینی مع تطوّر التکنولوجیا، و تتّضح أحکام الموضوعات الجدیدة عن طریق الاجتهاد و الاستنباط من مصادر الفقه الاسلامی الغنیّة.
ان للدین برامجه فی ثلاثة مجالات: علاقة الانسان بنفسه، و علاقته بالآخرین (الطبیعة و المجتمع) و علاقته مع الله، فالدین یلبّی جمیع حاجات البشر فی مجال الهدایة و ذلک عن طریق المنهج الذی أسّسه أهل البیت (ع) و الذی یطلق علیه اسم "الاجتهاد".
الدین مفردة عامة تشمل جمیع الأدیان السماویة و غیر السماویة و غیر المحرّفة (الاسلام) و المحرّفة و ...و باعتقادنا فان الاسلام هو الدین الوحید الذی یمکنه أن یمارس أدواراً ایجابیة فی کل الأزمنة و الأعصار و لیس لبقیة الادیان القدرة علی ذلک، ذلک ان الاسلام وحده هو الدین الخاتم و هو أکمل الأدیان المرسلة.
ان مساحة عمل الدین متمایزة تماماً عن مساحة عمل العلم و التکنولوجیا. انّ سبب حاجة الانسان إلی الدین هو وجود امور لا یمکن للانسان أن یصل إلیها بعقله و بحسه و تجربته و هذا المطلب أی محدودیة آلات إدراکنا یؤیده العقل فی المباحث الفلسفیة و أشار القرآن أیضا إلیه بقوله "... و علمکم ما لم تکونوا تعلمون"[1]. و علّی هذا فلا یصل البشر أبداً الیِ نقطة یستغنی فیها عن الدین.
ان للدین برنامجه و حلوله للانسان فی مجالات ثلاثة و هو یسعی لتصحیح هذه الأنواع الثلاثة من العلاقات:
الف. علاقة الانسان بنفسه.
ب. علاقته بالآخرین (الطبیعة و المجتمع).
ج: علاقته مع الله.
و علی هذا فهو ناظر الی الدنیا و إلی الآخرة ایضاً فالاسلام یهدف إلی عمران الدنیا التی تعمر الآخرة أیضاً، و هذا أمر خارج عن عهدة الأخلاق الدنیویة و ....
و الدین ناظر الی القلب و الی العقل أیضاً. کیف یمکن للعلم أن یضع برنامجاً متکاملاً للانسان الذی لم یتعرف إلی الآن بشکل کامل علیه و علی أبعاده الوجودیّة؟ و کیف یمکنه أن یحقق سعادته؟. و مع کون العلوم البشریة مفیدة لکنها تنفعنا فقط فی مجال التخطیط للآلیات المناسبة فهی عاجزة عن وضع نظام و فلسفة و منهج، و ما یحتاجه البشر قبل کل شی هو المنهج و البرنامج و بعد ذلک یحتاج الی الآلیّات.
و قد أو کل الاسلام طرح الآلیات المناسبة إلی الناس أنفسهم و تکفل الدین بالامور التی لا یمکن للعلم وحده أن یخرج عن عهدتها.
و بتطوّر التکنولوجیا تتّسّع دائرة البرمجة و التقنین الدینی، و بظهور موضوعات جدیدة یقف فقهاء الاسلام المتمرّسون باستنباط و استخراج أحکام الموضوعات الجدیدة من مصادر الفقه الاسلامی. و مع اتّساع مساحة الاجتهاد فی الثقافة الاسلامیة لا یبقی أیّ مجال للتردید فی انطباق احکام الاسلام علی مقتضیات الزمان و حاجات البشر فی العصر الحدیث.
و من جانب آخر فلو کان هذا الأمر صحیحاً و هو أنّ التطوّر العلمی والتکنولوجی یؤدی الیالاستغناء عن الدین، لکان ینبغی أن یحرز البشر استغناءه عن الدین بعد مضی قرن أو عدة قرون من ظهور الاسلام، و یستعین بعقله فی إکمال المسیرة. ان التاریخ المعاصر أکبر شاهد علی بطلان ذلک. فلیس فقط لم یشعر البشر باستغنائه عن الدین بل انه و بعد عصیانه و عناده أمام الدین بعد عصر النهضة و وقوعه فی مصاعب کثیرة فی هذا الطریق نراه یقترب من الدین یوماً بعد آخر و یشعر بانه فی أشدّ الحاجة الیه.
مصادر لمزید المطالعة:
1. موضوع: سر خاتمیة دین الاسلام، السؤال 386.
2. موضوع: الدین و التغییر، السؤال 8.
3. موضوع: الاسلام و ضرورة التخطیط السؤال 16.
4. موضوع: الاسلام و نظریّة الفکر المدون، السؤال 17.
5. موضوع: المقارنة بین العلم و الدین، السؤال 210.
6. هادوی الطهرانی، مهدی، الولایة و الدیانة، ص 13 – 56.
7. هادوی الطهرانی، مهدی، التصوّرات و الأسئلة.
8. هادوی الطهرانی، مهدی، الاسس الکلامیة للاجتهاد.