الزيارة
5279
محدثة عن: 2008/05/04
خلاصة السؤال
من هنّ بنات النبي الأكرم (ص)؟
السؤال
اختلفت كلمة المؤرخين و الباحثين في عدد بنات النبي الأكرم (ص) فقد ذكر البعض له (ص) أربع بنات، فيما اقتصر البعض الآخر على السيّدة فاطمة الزهراء (س)، الرجاء بيان ذلك مع ذكر المستند التاريخي لهذه القضية؟
الجواب الإجمالي
لقد اختلفت كلمة الباحثين في هذه القضية، و قد تعرّض العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبي للبحث في المسألة و أفرد لها كتاباً مستقلا يعالج زوايا هذه المسألة تحت عنوان "بنات النبي أم ربائبه" يمكن الرجوع إليه حيث ذهب إلى تبنّي الرأي الحاصر لبنات الرسول (ص) بالسيّدة الزهراء (س).
إلا أنّ مصادر العامّة  التاريخية تشير إلى أنّه (ص) أن السيدة خديجة  انجبت له أربع بنات؛ هن: زينب، رقية، أم كلثوم و فاطمة الزهراء (س).
 
الجواب التفصيلي
لقد اختلفت كلمة الباحثين في هذه القضية، فقد تعرّض العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبي للبحث في المسألة وصنف كتاباً مستقلا يدور حول هذا الموضوع تحت عنوان "بنات النبي أم ربائبه" يمكن الرجوع إليه حيث ذهب بعد رصد القضية من جميع الزوايا إلى تبنّي الرأي الحاصر لبنات النبي (ص) بالسيّدة الزهراء (س)، قائلا:
و مما تقدم كلّه يتضح: أنّ رقيّة التي تزوجها عثمان لم تكن بنت النبي (ص). فإذا كنا نريد أنْ نكون أكثر دقة في حكمنا على الروايات التاريخية، فإننا لابد أنْ نفترض -على تقدير التسليم بولادة بنات النبي (ص) من خديجة ـ: أنهن قد متن و هنّ صغار، و لم يتزوجن من أحد.
فإنْ كان عثمان قد تزوج بمن اسمها رقية، و بعد موتها تزوج بمن اسمها أمّ كلثوم فلابد أنْ يكنّ لسن بنات النبي (ص). و إنْ تشابهت الأسماء.
و لعل تشابه الأسماء بين زوجتي عثمان، و بين من ولدن للنبي (ص) بعد البعثة على الأكثر، و مُتن و هنّ صغار، قد أوقع البعض بالاشتباه، أو سوّغ له أن يدعي: أنّ هاتين البنتين أعني زوجتي عثمان، هنّ نفس رقية و أمّ كلثوم بنات النبي (ص).
و ربما أكد هذه الشبهة و قوّاها كون زوجتي عثمان قد كنّ ربيبتين لرسول الله (ص) أيضاً، و قد كان العرب يطلقون على ربيبة الرجل: إنها ابنته، كما هو معروف، الأمر الذي أفسح المجال لتكريس هذا الاشتباه المعنوي أو العمدي في بداياته على الأقل لأهداف و مرامي لا تخفى.[1]
أما المصادر التاريخية لأهل السنة فقد ذكرت له (ص) أربع بنات.[2]
اسماء البنات
قال صاحب الإستيعاب: و أما ولده (ص) فكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنّه من مارية القبطية و ولده من خديجة أربع بنات أكبرهنّ زينب بلا خلاف و بعدها أمّ كلثوم. و قيل بل رقية و هو الأولى و الأصح. و قد قيل إن رقية أصغرهن. و الأكثر و الصحيح أنّ أصغرهن فاطمة رضي الله عنها و عن جميعهن.[3] و تؤكد المصادر التاريخية  لأهل السنة أن جميع بناته (ص) من زوجه خديجة أم المؤمنين.[4]
أزواج بنات النبي (ص)
قال صاحب الأعلام: إنّ زينب بنت النبي تزوجت من أبي العاص[5] و ذكر ابن سعد في الطبقات أنّ: رقية تزوجها عتبة بن أبي لهب ففارقها و لم يكن دخل بها.... و تزوجها عثمان بن عفان، فلما توفيت رقية بنت رسول الله (ص) خلف عثمان بن عفان على أمّ كلثوم بنت رسول الله و كانت بكراً؛ و أما فاطمة (س) فقد تزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام.[6]
ربائب النبي (ص)
يطلق مصطلح الربيبة في الوسط العربي على ابْنَةُ الزَّوجة من زوجٍ آخر. و من هنا كان للنبي (ص) مجموعة من الربائب، هنّ:
1. درّة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد القرشية المخزومية، ربيبة النبي (ص) من امرأته أمّ سلمة.[7]
2. أمّ كلثوم بنت أبي سلمة.[8]
3. حبيبة بنت عبد الله بن جحش.[9]
4. زينب بنت عبد الله (أبي سلمة).
 

[1]. بنات النبي أم ربائبه، ص 114- 115.
[2]. یوسف بن عبدالله بن محمد، ابن أبي بکر، الاستیعاب، ج 4، ص 4، 1818، طبع بیروت، الطبعة الأولى، سال 1412، أحمد بن علي، ابن حجر، الاصابة ج 8، ص 138، بیروت، دارالکتب العلمیه، ط. الأولى، 1415.
[3]. الإستیعاب، 4/1818؛ الإصابة، 8/138، محمد بن سعد بن منیع الهاشمي، الطبقات الکبری، ج 8، ص 174، بیروت، دارالکتب العلمیة، الطبعة الأولى، سال 1410هـ.
[4]. الاستیعاب، 4/1818؛ الطبقات الکبری، ج 8، ص 174.
[5]. خیر الدین الزرکلي، الأعلام، ج 5، ص 176.
[6]. الطبقات الکبری، 8، 174.
[7]. الاستیعاب، 4، 1835؛ تقي الدین أحمد بن علي المقریزي؛ إمتاع الأسماع، ج 6،ص 110، بیروت، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولی، سنة 1420.
[8] الاستیعاب، ج 4، ص 1953.
[9] لاعلام، ج 3، ص 66، بیروت، دارالعلم للملایین، طبع هشتم، سال 1989.
س ترجمات بلغات أخرى