بحث متقدم
الزيارة
6830
محدثة عن: 2008/07/26
خلاصة السؤال
هل یمکن للروح من بعد الموت ان تطلع علی الحوادث و امور الدنیا؟
السؤال
ما معنی ما یقال من ان (روح المیت فی ذلک العالم مطلعة)؟ فکیف تکون مطلعة؟ هل انها ترتبط بهذه الدنیا عن طریق الملائکة؟
الجواب الإجمالي

یستفاد من الآیات و الروایات الواردة عن الائمة المعصومین (ع) انه یمکن للارواح ان تعود بعد الموت الی عالم الدنیا و ان تطلع علی أحوال أقاربها و ... و دور الملائکة کواسطة فی هذا الامر لیس فقط لم ینف بل قد ورد التصریح به. فقد جاء فی الروایات:

1- "ان المؤمن لیزور اهله فیری ما یسره و یستر عنه ما یکره".

2- "یبعث الله معه ملکاً فیریه ما یسره...".

الجواب التفصيلي

لکی یتضح الجواب لابد من الالتفات الی بعض الملاحظات:

1- الانسان له بعدان: الروح و البدن، و لا یمکن انکار وجود حقیقة باسم الروح فی الانسان.

و روح الانسان جوهر مجرد و هو حی و قادر و عالم و مختار، و یعبر عنه ایضاً بالنفس الناطقة و الروح.[1]

و تعلق الروح بالبدن تعلق تدبیری، أی ان الروح لها حیاة بالأصالة فاذا تعلقت بالبدن یکتسب البدن منها الحیاة و حینما تفارق البدن یفقد البدن خواص حیاته و یتلاشی بالتدریج بالرغم من ان الروح لازالت تواصل حیاتها.[2]

2- ان التحقیقات العقلانیة فی باب الحیاة بعد الموت یمکنها بحث و اثبات الامور الکلیة؛ مثل بقاء الروح او ضرورة المعاد، اما جزئیات المسائل بعد الموت فیجب الحصول علیها عن طریق الوحی و بیانات الائمة (ع).

3- یستفاد من الآیات و الروایات فی هذا المجال ان روح الانسان بعد الموت یمکنها أن تطلع علی امور الدنیا.

و کنموذج لذلک نذکر بعض الروایات فی هذا المجال:

1- عن اسحاق بن عمار، قال: قلت للامام الکاظم (ع): یزور المؤمن أهله؟ فقال: نعم. فقلت: فی کم؟ قال: علی قدر فضائلهم، منهم من یزور فی کل یوم، و منهم من یزور فی کل یومین، و منهم من یزور فی کل ثلاثة أیام. قال: ثم رأیت فی مجری کلامه یقول: أدناهم منزلة یزور کل جمعة. قال: قلت: فی أی ساعة؟ قال: عند زوال الشمس و مثل ذلک. قال: قلت: فی أی صورة؟ ، قال: یبعث الله عز وجل معه ملکاً فیریه ما یسره و یستر عنه ما یکره.[3]

2- و عن الامام الصادق (ع) انه قال: "ان المؤمن لیزور أهله فیری ما یحب و یستر عنه ما یکره، و ان الکافر لیزور أهله فیری ما یکره و یستر عنه ما یحب. قال: و منهم من یزور کل جمعة و منهم من یزور علی قدر عمله".[4]

3- و حیث ان الملائکة واقعون فی سلسلة العلل الطویلة و هم من جملة الاسباب الالهیة، فلا یستبعد أبداً ان تتمکن الارواح من الرجوع الی عالم الدنیا بأمر الله و تطلع علی أحوال أقاربها و ... و یکون للملائکة دور الواسطة فی هذا الامر کما أشارت الی‌ ذلک الروایات.



[1] حیث ان الکلام فی ارتباط الروح بالجسم و التأثیر المتبادل بینهما فنطلق علیها کلمة (النفس) و حیث کان الکلام عن الظواهر الروحیة المنفصلة عن البدن فنسمیها (الروح).

[2] لاحظ: المیزان، ج 19، ص 344.

[3] المجلسی، بحار الانوار، ج 6، ص 257.

[4] الکینی، الکافی، ج 3، ص 230.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279495 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257410 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128235 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113380 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89050 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59918 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59617 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56915 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49873 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47227 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...