بحث متقدم
الزيارة
5547
محدثة عن: 2011/12/18
خلاصة السؤال
متی یُمکن إنتهاک حرمة المؤمن و بأی ذنب و شرط یجوز ذلک، و کیف یمکن التوبة من هذا الذنب؟
السؤال
بأی ذنب و معصیة یمکن إنتهاک حرمة المؤمن؟ و هل من الصحیح هذا القول: أن إنتهاک حرمة المؤمن کإراقة دم الإنسان؟ و هل من یعمل هذا العمل بحجة إظهار بعض الحقائق للآخرین یعتبر مذنباً؟ و ما هو الطریق للتوبة و الخلاص من تأنیب الضمیر؟ یهمّنی کون الجواب مسنداً بآیة أو روایة أو أی مستمسک صحیح. شکراً
الجواب الإجمالي

جعل إحترام المؤمن فی الروایات عدلا لإحترام النبی (ص) و أهل البیت (ع) و القرآن و الکعبة، بحیث اعتبرت حرمة مال المؤمن کحرمة دمه، و إفشاء الحقائق و إظهارها لا یمکن أن یکون حجة مناسبة لوحدها لهتک حرمة المؤمن. و طریق التوبة من هذا الذنب الکبیر هو طلب إبراء الذمة منه إن امکن ذلک و جبران الخسارة المعنویة الواردة و عمل الخیر بنیته و الدعاء له.

الجواب التفصيلي

عن أبی جعفر (ع) قال: "لما أُسری بالنبی (ص) قال: یا ربِّ ما حال المؤمن عندک؟ قال: یا محمد من أهان لی ولیّاً فقد بارزنی بالمحاربة و أنا أسرع شیءٍ إلی نصرة أولیائی ...". [1]

یقول الإمام الصادق (ع) فی هذا المجال: "لله عزّ و جل فی بلاده خمس حُرُم، حرمة رسول الله (ص)، و حرمة آل رسول الله (ص)، و حرمة کتاب الله عزّ و جل، و حرمة کعبة الله، و حرمة المؤمن". [2]

و احترام المؤمن بحیث یکون حتی ماله محترما کدمه فعن رسول الله (ص): "سباب المؤمن فسوق و قتاله کفر و أکل لحمه معصیة و حرمة ماله کحرمة دمه". [3] فإذا کان ماله محترما، فحرمته التی هی أکثر أهمیة و قیمة من ماله یجب أن تکون محترمة أیضاً من باب أولی.

والروایات المتعلقة باحترام المؤمن کثیرة جداً بحیث لا یسعنا هنا ذکرها کلها و یمکن لمن أحب الاطلاع علیها مراجعة الکتب الروائیة. فقد أورد العلامة المجلسی فی صفحة 221 من المجلّد 71 من بحار الأنوار فصلاً کاملاً بإسم "أبواب حقوق المؤمن" فیه روایات کثیرة فی هذا المجال.

أما هل یمکن و بحجة إظهار بعض الحقائق أن تنتهک حرمة المؤمن؟ فیجب القول فی الجواب أن هذه الحجة لوحدها غیر کافیة لغیبة المؤمن، إلا إذا کان إفشاء هذه الحقائق مهما و ضروریّا جداً أو أن مستقبل و حرمة مؤمن آخر رهینة بهذا الأمر فعندئذٍ یمکن قول بعض الأمور التی لا یمکن قولها فی الأوقات العادیة إستثناءً و یجب أن یکون برعایة تمام جوانب الاحتیاط، و هذه الامور من الاستثناءات فی الغیبة التی بحث فیها فی محلها و من جملة أمثلتها المشورة فی أمر الزواج الخطیر.

أما طریق التوبة من ذنب انتهاک حرمة المؤمن الکبیر فهو فی المرحلة الأولی الاعتذار و طلب براءة الذمة إن امکن ذلک ولم تترتب علیه مفاسد اکبر، و السعی لأجل جبر کل خسارة معنویة وردت من هذا الطریق، و إذا لم یکن هذا الأمر بالإمکان أو أنه یجر إلی تعکر العلاقة و انقطاع الصلة فیما بینهم فیجب اللجوء إلی الله سبحانه من خلال الدعاء له و عمل الخیرات بنیته لجبر ما امکن من الذنب المرتکب.

الموضوع المرتبط:

حق الناس و طلب العفو، 13487 (الموقع: 13223).

غفران الذنب الکبیر، 7710 (الموقع: 8813).



[1]     الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج2، ص352، ح8، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 هـ.ش.

[2]    نفس المصدر، ج8، ص107، ح82.

[3]    نفس المصدر، ج2، ص359، ح2.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • اذکروا بعض عقائد الوهابیة.
    7279 الکلام الجدید 2008/10/28
    ان الوهابیین هم اتباع محمد بن عبد الوهاب و هو من اتباع مدرسة ابن تیمیة و تلمیذه ابن قیم الجوزیة و الذی ابتدع عقائد جدیدة فی الجزیرة العربیة. إن الوهابیة فرقة من الفرق الإسلامیة و لها اتباع فی المملکة العربیة السعودیة و دول أخرى کباکستان و الهند. یعتقد ...
  • هل کان الشاه إسماعیل صوفیاً سنیّاً أم شیعیّاً؟
    5592 تاريخ بزرگان 2009/12/01
    بالرغم من أن بعض أسالیب الصوفیة وقعت مورداً لنقد علماء الشیعة، و لکن لیس معنی ذلک بطلان جمیع تعالیمهم و أن یُتّهم کل شخص یعمل ببعض تعالیمهم الصحیحة، بأنه انحرف عن مذهب التشیّع. فکثیر من الصوفیِین کانوا یظهرون رسمیّاً التزامهم بالمذهب الشیعی، و طبقاً للشواهد التاریخیة ...
  • ما هی الأعمال التی تمحو الذنوب الکبیرة؟
    6074 العملیة 2012/01/18
    لا تقع الذنوب التی یرتکبها العباد فی رتبة واحدة، و علی هذا فغفرانها أیضاً متعلّق بنوع الذنب المرتکَب. فقد یغفر الذنب باستغفار لسانی واحد، و قد تحتاج إلی مشقة و جبران أکثر لرفع ذنب آخر. من الطبیعی، ان طریق الرجوع إلی الله (التوبة) مفتوح فی الإسلام أمام الإنسان المذنب مادام ...
  • هل الفارق بين الأمر و النهي كون النهي مفيدا للتكرار دون الأمر حيث يدل على المرة؟
    5246 الفلسفة الاسلامیة 2012/04/22
    من الابحاث التي خاض فيها علماء اصول الفقه بحث الاوامر و النواهي؛ بان الاوامر و النواهي إذا كانت قد وصلت الينا من قبل الشارع المقدس فهل الامر و النهي يدلان بطبيعتما على المرة؟ او هما يدلان على التكرار و الاستمرارية؛ بمعنى تحقق امتثال أمر الشارع و نهية ...
  • هل يمكن أن تكون صلوات النافلة بديلاً من الصلوات الواجبة؟
    4759 نماز قضا و استیجاری 2012/11/17
    عن الإمام الخميني (ره) في جواب لسؤال مشابه: يجب قضاء الصلاة الواجبة الفائتة و وجوبها لا ينافي أداء الصلاة المستحبة لكن الصلاة المستحبة لا تجزي عن قضاء الصلوات الواجبة.[1] لذلك يتحتم عليك أن تأتي بما عليك من قضاء بالتدريج و ببرمجة خاصة و ...
  • لماذا یستعمل الله تهدید و تخویف الأفراد فی القرآن؟ و لماذا یستعمل فی کلماته ما یدل علی الجبر؟
    5563 التفسیر 2011/10/16
    توجد فی القرآن اصطلاحات مختلفة تعطی معنی الخوف أو ما یقرب منه ککلمة "الخوف"، "الخشیة"، "الوجل" و "الرهب" منها. و هذه الکلمات صحیح إنها استعملت فی القرآن بکثرة لکن استعمالها کان فی محله، و فی المقابل قد استُعملت کلمات الرحمة و المحبة و ما یُشابهها بکثرة أیضاً. و من حیث ...
  • متی یمکن استعمال «یا» أو «ال» مع أسماء الله سبحانه؟
    4693 علوم القرآن 2011/06/09
    اللغة العربیة لها ألفاظ و معان و قواعد و قوانین و... کثیرة و لکل منها محل استخدام مهم و خاص بها. فـ «ال» فی اللغة العربیة حرف تعریف و یدل علی ان الإسم المحلی بها معرفة. و «یا» فی اللغة العربیة حرف نداءٍ و یستعمل للدعاء و طلب الاستعانة من ...
  • هل تصح الصلاة بعد شرب الخمر و تعاطیة مع قصر الفاصلة الزمنیة بینهما مثلا؟
    7585 الحقوق والاحکام 2011/02/12
    قال الامام الخمینی (ره): یحرم الخمر بالضرورة من الدین بحیث یکون مستحلها فی زمرة الکافرین مع الالتفات إلى لازمة أی تکذیب النبی (ص) و العیاذ باللّه، و قد ورد فی الأخبار التشدید العظیم فی ترکها، و التوعید الشدید فی ارتکابها، و عن الصادق علیه السلام «أن الخمر ...
  • لماذا تتغیّر شخصیة النبی حینما یکون فی موقع القوّة و السلطة؟
    5987 سیرة المعصومین 2009/06/24
    رغم انه لم یذکر مستند لهذا الادعاء و لکن یجب أن نعلم -علی أی حال- بأنه لیس کل تغییر سلوکی هو علامة علی تغییر الشخصیة، و ربما کان للنبی الأکرم(ص) فی موارد مختلفة، أنماط مختلفة ظاهراً من السلوک بحسب اقتضاء الزمان و المکان و الموقف، و لکن لا یمکننا ان ...
  • ما هی فلسفة وجود الموجودات الغیبیة؟
    5743 الفلسفة الاسلامیة 2009/08/06
    عالم الغیب یقابل عالم الشهادة، و حیث إن عالم الشهادة له مراتب متعددة مثل:1ـ الحضور المکانی2ـ الحضور لدى الحواس الظاهریة.3ـ الحضور فی الذهن و الفکر.4ـ الحضور فی مقام المعرفة و البصیرة فإن لعالم الغیب نفس المراتب المتقدمة.فإذا کان مراد السائل من موجودات عالم الغیب هو ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    277653 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    251643 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    125541 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    110610 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    87484 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    58116 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    56514 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56070 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    46524 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    46077 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...