بحث متقدم
الزيارة
16088
محدثة عن: 2012/05/10
خلاصة السؤال
ما المراد من الحديث القائل: "خير للمرأة ان لا ترى الرجل و لا الرجل يراها"؟
السؤال
روى المحدثون عن علي (ع) أنه قال: قال لنا رسول الله (ص): أي شي‏ء خير للمرأة؟ فلم يجبه أحد منا، فذكرت ذلك لفاطمة (ع) فقالت: ما من شي‏ء خير للمرأة من أن لا ترى رجلا و لا يراها. فذكرت ذلك لرسول الله (ص) فقال: صدقت، إنها بضعة مني. ماذا تعني الزهراء (س) بهذا الحديث؟
الجواب الإجمالي

لم يرد الحديث المذكور في الكتب الاربعة الاساسية للشيعة. و انما روي في مصادر أخرى كدعائم الاسلام[1] و مناقب ابن شهر آشوب[2]، بلا سند و بصورة مختصرة. انطلاقا من ذلك – عدم وروده في المصادر الاساسية و عدم ذكر سنده-  لا يمكن الوثوق به من الناحية السندية، الا ان مضمون الحديث ينسجم مع التعاليم و التوجيهات الدينية الثابتة.

و لا يستفاد من الحديث المذكور حرمة حضور النساء في الاجتماعات العامة؛ و ذلك لان الحرمة مخالفة لسيرة و طريقة تعامل السيدة الزهراء (س) نفسها[3]، فقد حضرت (س) في اكثر من موقع و حادثة اقتضت حضورها فكانت  ترى الرجال على أقل تقدير إن لم نقل كان الرجال يرونها أيضاً.[4]

فالحديث المذكور ليس بصدد بيان الحكم الشرعي  الذي يحرم على النساء الحضور في التجمعات العامة للرجال الاجانب مطلقا، و عدم تكلم بعضهم مع البعض الآخر، بل الحديث بصدد الاشارة الى القيمة الاخلاقية للعفة و التحجب، و ان المرأة كلما استطاعت ان تراعي جانب الابتعاد و عدم الاختلاط بالمجتمعات الرجالية كان الأفضل لها أن تراعي ذلك. و هذا المعنى هو الذي قصدته السيدة الزهراء (س) على فرض ثبوت الحديث لها، فلا ينبغي للمرأة ان تتواجد في الاسواق و الازقة و ... التي يتواجد فيها الرجال من دون ضرورة تقتضي ذلك، و اما المحافل العلمية و المراكز الدراسية و البحثية والتجمعات التي يكون الحضور فيها اسناداً للدين و تقوية لصفوف المؤمنين و تضعيفا لقوة اعداء الدين و.... فليس الحديث المذكور بصدد المنع من التواجد فيها شريطة رعاية القيود و الشروط التي فرضتها الشريعة.

 


[1] التمیمي المغربي، نعمان بن محمد، دعائم‏الإسلام، ج 2، ص 215، دار المعارف، مصر، 1385ق.

[2] ابن شهر آشوب المازندراني، مناقب آل أبي طالب (ع)، ج 3، ص 341، مؤسسه انتشارات علامة، قم، 1379ق. «قال النبي لها: أي شي‏ء خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجلا و لا يراها رجل. فضمها إليه و قال: ذرية بعضها من بعض».

[3] انظر: الکلیني، الکافي، ج 5، ص 528، دار الکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش.

[4] نفس المصدر، ج1، ص460، الحديث5.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279477 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257347 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128204 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113329 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89037 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59892 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59598 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56891 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49833 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47201 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...