بحث متقدم
الزيارة
4341
محدثة عن: 2011/08/07
خلاصة السؤال
هل صرف الرجوع الى المصادر الحدیثیة یعد من التقلید المذموم؟
السؤال
لو فرضنا أن شخصا وصل الى درجة من العلم تمکنه من الرجوع الى المصادر الحدیثیة و استنباط الحکم الشرعی منها، أ لیس رجوعه هذا الى تلک المصادر یعد من مصادیق تقلید المیت؟
الجواب الإجمالي

الاجابة عن السؤال المطروح تقع فی محورین الاول المحور النقضی و الآخر الحلّی.

اما الجواب النقضی

فمما لا شک فیه أن جمیع العلماء و المفکرین و اصحاب الرأی فی شتّى العلوم و الفنون یعتمدون الکتب المصنفة قبلهم أو المعاصرة لهم و یرجعون الیها، فهل یندرج عملهم تحت مقولة تقلید المیت الذی ینبغی الاجتناب عنه؟! مع الأخذ بنظر الاعتبار أنهم لم یرجعوا الى تلک الکتب من دون إعمال نظر أو تأمل فی تلک المصنفات و لا یأخذون کل ما فیها بنحو المسلمات التی لا نقاش فی محتواها!!

الجواب الحلّی

الروایات والاحادیث المتوفرة فی المصادر الحدیثیة (الکتب التی تتوفر على ما روی عن المعصومین علیهم السلام) لا تخرج عن إحدى حالات ثلاث:

1- لا یقوم الراوی بنقل نص الحدیث عن المعصوم (ع) و إنما ینقل فهمه للحدیث و یبین رأیه و ما یستنبطه منه.

2- یقوم الراوی بنقل نص الحدیث لکنه یرفقه فی الوقت نفسه بما توصل الیه من فهم للحدیث و ما جادت به قریحته فی فهم النص المذکور.

3- ان یکتفی الراوی بنقل الحدیث کما صدر عن المعصوم من دون إعمال نظر أو إجتهاد فیه.

الفرض الأول: فان کان رجوع المجتهد المذکور فی متن السؤال من قبیل النوع الأول أی الرجوع الى إجتهاد الراوی و ما توصل الیه من رأی و تلقی ذلک کحجة شرعیة علیه؛ فمما لاریب أن هذا -و کما ورد فی السؤال- من مصادیق تلقید المیّت، و لا یعد ذلک اجتهاداً قطعاً.

أما الفرض الثانی: فی هذا الفرض تکون الحجیة من نصیب الشطر الأول من الکلام المنقول خاصّة (أی نص حدیث المعصوم) شأنه شأن الفرض الثالث، دون الشطر الثانی الذی یمثل رأی الراوی نفسه و استنباطه من الحدیث فان حکم الرجوع الیه کالفرض الاول من کونه داخلا تحت مقولة تقلید المیّت.

الفرض الثالث: الرجوع فی هذا الفرض الذی یکون الراوی مجرد واسطة فی النقل مکتفیاً بنقل کلام المعصوم خاصة من دون اعمال نظر، من قبیل الرجوع الى الحجة الثابتة شرعاً، و لا یدخل تحت زمرة تقلید المیّت او التقلید المذموم.

لکن من الضروری الاشارة الى أمرین اساسیین:

الاول: ان المجتهد بما هو مجتهد لا یرجع الى الاحادیث من دون مقدمات تؤهله للخوض فی فهم الحدیث و من هنا عندما یرجع الفقیه الى الاحادیث المذکورة یحاول اعمال رأیه و یذکر ما توصل الیه فهمه من الحدیث و لا یترک الحدیث الا و قد عرضه للنقد و التحلیل السندی و المضمونی. و هذه مهمة شاقة لا یعرفها الا من خاض فی غمار تلک العملیة أو کان قریبا منها.

الثانی: لا یعتبر الرجوع الى فهم الروای و ما توصل الیه من رأی فی فهم الحدیث للاستئناس بها کقرینة مساعدة فی فهم رأی المعصوم (ع) أمراً مذموما و منافیا للاجتهاد بل هو من العوامل المساعدة فی الوصول الى الرأی الاکثر صحة؛ نعم، المذموم اعتماد رأی الراوی کحجة شرعیة لا یمکن تخطیها و الخروج علیها.

لمزید الاطلاع انظر: التقلید المذموم رقم السؤال 8165 (الرقم فی الموقع:8320)

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل یمکن حمل النساء اللواتی یدعین الضائقة المالیة على الصحة و تسهیل حصولهن على السلف من مصرف قرض الحسنة؟
    4672 العملیة 2010/09/05
    بالنسبة الى حکم العلاقة بین النساء غیر المحارم عن طریق شبکة الانترنیت انظر السؤال رقم 1222 ( الرقم فی الموقع: 1219).اما بالنسبة الى قضیة تسهیل أمر السلفة المالیة فلا ریب أن حل مشاکل المؤمنین أمر حسن حثت الشریعة الاسلامیة علیه، فقد وردت الکثیر ...
  • اظهرت اجهزة الرصد ( ناسا) وجود کف فی السماء هل هناک حدیث یؤید ذلک؟
    4844 الکلام القدیم 2010/01/10
    نعم توجد فی مصادرنا الروائیة هذه الروایة فقد روى العلامة المجلسی رحمه الله عن کتاب الغیبة للنعمانی بسنده عَنْ الامام أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصادق (ع) أَنَّهُ قَالَ: النِّدَاءُ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ السُّفْیَانِیُّ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّکِیَّةِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ کَفٌّ یَطْلُعُ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْمَحْتُوم.
  • فی شأن أی شخص نزلت آیة"أولو الأمر"؟
    5285 الکلام القدیم 2009/07/07
    یتفق المفسرون الشیعة فی هذا المجال ان المقصود من" أولو الأمر" هم الأئمة المعصومون الذین هم القادة المادیون و الروحیون للمجتمع الإسلامی فی جمیع شوؤن الحیاة التی جعلت لهم من قبل الله تعالی و الرسول(ص) و لا تشمل غیر هؤلاء، و من الطبیعی ان الذین ینوبون عن أولی الأمر و ...
  • نهی القرآن فقط عن أکل لحم ذکر إسم غیر الله علیه حین الذبح، فلماذ لا یجوز تناول اللحوم التی لم یذکر أی من أسماء الله أو غیر الله علیها؟
    5592 الحقوق والاحکام 2010/01/11
    من الآیات التی وردت فیها عبارة "ما أهل لغیر الله" بصراحة هی الآیة 173 من سورة البقرة و یمکن أن تفسّر الآیة بنحوین، أی یمکننا أن نفسّر الآیة بحیث یکون "ما أهل لغیر الله" شاملاً أیضاً للذبائح التی تذبح من دبون ذکر إسم الله فتکون ...
  • ما هی فلسفة القصاص فی الاسلام؟
    8444 الفلسفة الاحکام والحقوق 2011/11/13
    یعد القصاص إحد الحقوق الجزائیة فی الاسلام. و أن القصاص لیس انتقاما، بل هو السبیل إلى ضمان حیاة النّاس، فانه یضمن حیاة المجتمع، إذ لو انعدم حکم القصاص، و تشجّع القتلة القساة على تعریض أرواح النّاس للخطر- کما هو الحال فی البلدان التی ألغت حکم القصاص- لارتفعت إحصائیات القتل و ...
  • هل كان الصيام واجبا على اتباع الديانات و الملل الاخرى؟
    5300 الفلسفة الاحکام والحقوق 2012/03/03
    قال بعض المفسرين في ذيل الآية المباركة " كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُ"[1]: و المراد بالذين من قبلكم من كان قبل المسلمين من أهل الشرائع و هم أهل الكتاب أعني اليهود لأنهم الذين يعرفهم المخاطبون و يعرفون ظاهر شؤونهم و كانوا على اختلاط بهم ...
  • هل بدأ نبی الإسلام(ص) معرکة لاجل توسیع أرض المسلمین؟
    2086 جنگهای پیامبر ص 2020/09/22
    بناءا علی صریح بعض آیات القرآن، کان نبی الإسلام(ص) فی مهمته الرسالیة، مأمورا بدعوة الناس إلى دین الإسلام، ولکن کانت طریقته انذاک هی الدعوة السلمیة، ولیس شنّ الحرب وفرض الدین على الناس بالقوة وإکراههم علی الایمان: «ادْعُ إِلى‏ سَبیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة».[1] او «وَ ...
  • هل يصح الاعقاق عن ولدين بذبيحة واحدة؟
    4198 گوناگون 2015/05/23
    كلا، بل يعق عن كلّ واحد منها بذبيحة خاصّة،[1] كما ورد في الحديث عن مُحمَّد بن مُسلم قال: وُلدَ لأَبِي جعفر (ع) غلامان جميعاً فأَمر زَيدَ بن عليٍّ أَن يشترِيَ لهُ جَزُورَيْنِ للْعَقِيقَةِ، و كان زمنُ غلاءٍ فاشتَرى لهُ واحدةً و عَسُرَتْ عليه الأُخرى ...
  • جاء في بعض الروايات أنه بإمكان البنت أن تمارس الزواج المنقطع من دون إذن أبيها، فهل صحيح هذا؟
    18074 بیشتر بدانیم 2012/10/15
    في كتبنا الروائية هناك فئتان من الروايات؛ الفئة الأولى هي الروايات التي تقول باستقلال البنت في الزواج و القرار فيه، و في مقابلها هناك روايات اشترطت إذن الوالد. أما الفقهاء فبعد دراسة كلا القسمين من الروايات خرجوا بنتيجة أن رضا الأب و الفتاة (معا) شرط في أمر ...
  • أرجوا أن تتحدثوا لنا نبذة عن حیاة المرحوم هاشم الحداد؟
    5907 الشخصیات 2008/11/15
    العارف الالهی المرحوم السید هاشم الموسوی الحداد کان من أهالی مدینة کربلاء المقدسة حیث ولد فی سنة 1386 هـ.ق فی تلک المدینة و ارتحل الی لقاء الله فی سن السادسة و الثمانین فی سنة 1404 هـ. ق فی نفس المدینة.و قد تعرف فی مدینة النجف المقدسة علی العارف الربانی ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    277657 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    251677 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    125568 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    110616 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    87502 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    58123 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    56536 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56073 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    46536 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    46084 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...