بحث متقدم
الزيارة
4641
محدثة عن: 2011/09/13
خلاصة السؤال
هل اشارت الآیات و الروایات الى ثواب إمام الجماعة؟
السؤال
هل اشارت الآیات و الروایات الصحیحة الى ثواب إمام الجماعة؟ لاننی شاهدت الکثیر من الروایات التی تشیر الى شروط الامام و الصفات التی یجب التحلی بها و لکن لم أعثر على روایات تشیر الى الثواب الذی یحصل علیه الامام؟ الرجاء ارشادی.
الجواب الإجمالي

اشارت الآیات و الروایات الى أهمیة صلاة الجماعة و من الواضح أن لامام الجماعة دوراً مهما فی إقامتها و خلق روح الوحدة و التآلف بین المسلمین الأمر الذی یستدعی الکثیر من الثواب له و للمصلین خلفه قطعاً.

الجواب التفصيلي

أکد القرآن الکریم و بنحو کلی على وحدة المسلمین و اجتماعهم و التی تمثل صلاة الجماعة مصداقاً من مصادیق ذلک؛ کقوله تعالى فی سورة آل عمران "یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُون"[1] و فی کلمة "رابطوا" دلالة واضحة على أهمیة الاجتماع و التکاتف و ایجاد الوحدة بین المسلمین و مما لاریب فیه أن صلاة الجماعة تعد من المصادیق الواضحة لتلک الوحدة و التآلف و من المعلوم أن لامام الجماعة دوره الفاعل فی ایجاد تلک الوحدة و من هنا سینال – بشروطها- ثواب عمله هذا الذی قد یکون اکثر من ثواب المأمومین.

و قد أشار المفسرون الى سبب نزول قوله تعالى: "حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى‏ وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتین"[2] بانه قد تذرّع جمع من المنافقین بحرارة الجو لإلقاء التفرقة فی صفوف المسلمین، فلم یکونوا یشترکون فی صلاة الجماعة، فتبعهم آخرون و أخذوا یتخلّفون عن صلاة الجماعة، فقلّ بذلک عدة المصلّین، فتألّم النبی (ص) لذلک کثیراً حتّى أنّه هدّدهم بعقاب ألیم، فنزلت الآیة أعلاه و بیّنت أهمیّة صلاة الظهر جماعة بصورة مؤکّدة.[3]

و فی خصوص ثواب صلاة الجماعة فقد وردت رویات کثیرة[4] منها ما روی عن الامام الصادق (ع):"الصَّلَاةُ فِی الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاةِ الْمُفْرِدِ بِثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ دَرَجَة".[5]

و لاریب أن صلاة الجماعة لا تنعقد الا مع وجود الامام و من هنا یصیبه الثواب المذکور أیضاً و هذه الفضیلة متوقفة على قصد الامام للجماعة کما یقول سماحة السید القائد (دام ظله): إذا أراد الإمام أن یدرک فضیلة الجماعة یجب أن یقصد الإمامة و الجماعة.[6]



[1] آل عمران، 200.

[2] البقرة، 238.

[3] مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏2، ص: 193، مدرسة الامام علی بن ابی طالب (ع)، الطبعة الاولى، 1421هـ.

[4] المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، ج 85، ص 12 – 15، مؤسسة الوفاء بیروت، لبنان.

[5] بحارالانوار، ج 85، ص 12، ح 21.

[6] آیة الله السید الخامنئی، أجوبة الاستفتاءات (بالعربیة)، ج‏1، ص: 93، سؤال 550.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279429 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257213 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128130 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113225 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88984 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59826 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59538 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56849 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49717 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47157 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...