بحث متقدم
الزيارة
7054
محدثة عن: 2012/04/10
خلاصة السؤال
ما هي آداب الاقراض و الاستقراض في الاسلام؟
السؤال
طبقاً لتعالیم الائمة المعصومین (ع) و وصایاهم حول المساعدة المالیة للاخوة في الدین، فانني اقوم احیاناً باقراض الاخوة من دون ان احصل علی ضمانة او ربح، و لکن السؤال المطروح هو: 1- انهم احیاناً لا یقومون بتسدید دیونهم، و بعد مرور عدة سنوات اقوم انا بابراء ذممهم اتباعاً لتعالیم الائمة المعصومین (ع). 2- اذا قمت بالمطالبة بمالي فان الکثیر منهم ینزعج او یقوم بانکار القرض. 3- ماذا ینبغي علي فعله بالنسبة الی من هم بحاجة الی المال؟ 4- ما هي آداب الاقراض و الاستقراض في الفقه من أجل ان لا یتضرر الطرفان؟
الجواب الإجمالي

ذکر في التعالیم الدینیة آداب و شروط اقراض الاخوة المؤمنین فیما یلي بعضها: 1- ان یکون الاقراض عن نیّة خالصة.

2- ان یکون عن طیب قلب و رضاً تام.

3- ان یکون الاقراض من مال حلال.

4- ان یکتب القرض.

5- علی من یقرض المؤمن ان ینتظر حتی یتیسر له تسدید ما اقترضه، أي أنه کما لا یجوز للمدین في حال تمکنه ان یؤخر تسدید دینه. کذلک اذا علم الدائن بعدم قدرة المدین فانه لا یجوز له الضغط علیه.

الجواب التفصيلي

من الامور التي اکد الاسلام علیها کثیراً هو موضوع اقراض المحتاجین ، حتی ان روایاتنا اعتبرت ذلک افضل من الصدقة. [1] و لکن ینبغي الالتفات الی اننا في بعض الموارد لا نقوم باداء وظیفتنا و لا نعمل بالآداب و الشروط الموضوعة و لذلک نتعرض للاضرار و حینئذ نقوم بالقاء اللوم علی الآخرین -عن علم او بدونه-.

و قد ذکرت شروط للقرض الحسن – و هو من السنن الحسنة – و هي التي اشیر الیها في اطول آیة من القرآن: ( يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَ لْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَ لا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَ لْيُمْلِلِ الَّذي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَ لْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَ لا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفيهاً أَوْ ضَعيفاً أَوْ لا يَسْتَطيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَ اسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى‏ وَ لا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَ لا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغيراً أَوْ كَبيراً إِلى‏ أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَ أَدْنى‏ أَلاَّ تَرْتابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُديرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوها وَ أَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَ لا يُضَارَّ كاتِبٌ وَ لا شَهيدٌ وَ إِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَليمٌ). [2]

و قد ورد التأکید علی هذا الامر في الروایات ایضاً.[3]

و بناءً علی هذا فانه بعد الالتفات الی تأکید الاسلام علی الامور التي تؤدي الی استحکام أمر القرض، لابد ان نعترف باننا قصرنا في الالتزام بتلک التوصیات  الارشادات و من هنا اصابنا الضرر بسبب ذلک الاهمال فلا ینبغي القاء اللوم علی الدین او قادته.

آداب القرض الحسن و شروطه:

ذکر في التعالیم الدینیة آداب و شروط اقراض الاخوة المؤمنین فیما یلي بعضها:

1- ان یکون الاقراض عن نیّة خالصة.

2- ان یکون عن طیب قلب ورضاً تام.

3- ان یکون الاقراض من مال حلال[4].

4- ان یکتب القرض[5].

5- علی من یقرض المؤمن ان ینتظر حتی یتیسر له تسدید ما اقترضه، أي أنه کما لا یجوز للمدین في حال تمکنه تأخیر تسدید دینه. کذلک اذا علم الدائن بعدم قدرة المدین فانه لا یجوز له الضغط علیه[6].

ونورد فیما یلي عدة روایات حول أهمیة و آداب القرض الحسن:

"من أقرض قرضا فضرب له أجلا فلم يؤت به عند ذلك الأجل فإن له من الثواب في كل يوم يتأخر عنه ذلك الأجل مثل صدقة دينار واحد في كل يومّ"[7].

و روی عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال النبي (ص): "ألف درهم أقرضها مرتین احب إلي من أتصدق بها مرة و كما لا يحل لغريمك أن يمطلك و هو موسر فكذلك لا يحل أن تعسره إذا علمت أنه معسر"[8].

وللاطلاع اکثر راجعوا الموضوع التالي:

القرض الحسن وافضلیته علی الصدقة 13033(الموقع12763)

 


[1] المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج71، ص104، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ق.

[2] البقرة: 282.

[3] الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج17، ص11، مؤسسة آل البیت علیهم السلام، قم، 1409ق.

[4] الکلیني، اصول الکافي، کمره ای، محمد باقر، ج3، ص843، منشورات اسوة، الطبعة الثالثة، قم، 1375ش.

[5] البقرة: 282.

[6] الشیخ الصدوق، ثواب العمال وعقاب العمال، ص138، دار الرضي، الطبعة الاولی، قم، 1406ق.

[7] نفس المصدر.

[8] نفس المصدر.

 

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279359 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256920 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112883 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88920 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59629 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59356 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56813 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49392 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...