بحث متقدم
الزيارة
6464
محدثة عن: 2006/05/21
خلاصة السؤال
ما هی مواصفات الولی الفقیه؟
السؤال
ما هی مواصفات الولی الفقیه؟
الجواب الإجمالي

تتمثل مواصفات الزعیم الإسلامی بما یلی: ‌الفقاهة، العدالة، القدرة على إدارة المجتمع الإسلامی. و فی المادة ‌109 من دستور الجمهوریة الإسلامیة أشیر الى هذه النقاط الثلاث حیث جاء فیه:

شروط القائد و مواصفاته:

1- الموهلات العلمیة التی یتطلبها الإفتاء فی شتى أبواب الفقه.

2- العدالة و التقوی بما تتطلبه قیادة الأمة الإسلامیة.

3- الرؤیة السیاسیة و الاجتماعیة الصحیحة، و الحکمة، و الشجاعة، و المؤهلات الإداریة و القدرة الکافیین للقیادة.

الجواب التفصيلي

فی ضوء الأدلة التی أشیر الیها فیما یتصل بولایة الفقیه، فإن الشخص القادر على تولی إدارة المجتمع الإسلامی هو الشخص الحاصل على مرتبة الفقاهة و المؤهل لاستنباط الحکم الالهی من مصادره الموثوقة.

و قد أشارت الروایات بالطبع الى أمثال هذا الشخص بـ «رواة الحدیث و سنة الأئمة المعصومین (علیهم السلام)».

و من الواضح أن من فی وسعه القول بأن هذا الحدیث أو هذه السنة هو حدیث أو سنة للإمام المعصوم (علیه السلام)، هو الشخص الفقیه أی المجتهد الخبیر فی شؤون التعارض و معالجته و أسالیب الجمع الدلالى و ما یتعلق بحجیة السند و نحو ذلک. و ربما کان مبرر قوله «رواة الحدیث و سنة الأئمة المعصومین (علیهم السلام)» هو أن تعبیر «المجتهد» أو «الفقیه» بمفهومه المتداول الیوم، لم یکن معروفاً فی ذلک الوقت، أو أن الفقهاء یومذاک کانوا جزءاً ‌من رواة الحدیث مع أن جمیع رواة الحدیث لم یکونوا فقهاء.

و على أیة حال، فإن «الفقاهة» أحد شروط زعامة المجتمع الإسلامی فی عصر الغیبة و المراد بها «الاجتهاد المطلق»، أی أن یستطیع المرء استنباط حکم أی مسألة من مصدرها الدینی،‌لا ان تنحصر خبرته فی الاجتهاد ضمن مجال خاص مما یسمی بـ «الاجتهاد المتجزی» .[1]

الشرط الآخر للزعامة الإسلامیة هو «العدالة». و مع أن الأدلة النقلیة لولایة الفقیه لم تنص على هذا الشرط، إلا أن العقل یحکم بعدم إمکانیة إعطاء الزعامة فی حکومة عقیدیة الى شخص لا یؤمن بتلک العقیدة و لا یلتزم بها. و من جهة اخرى فإن لدینا آیات روایات ترفض طاعة الفاسق و غیر العادل أو تنکر ولایته[2]، مثل الآیة الشریفة: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذکرنا واتبع هواه) [3].

و هنالک روایة عن الإمام الباقر (علیه السلام) وردت فی أصول الکافی ینقل فیها الإمام عن الرسول الأکرم (صلی الله علیه و آله): لا تصلح الامامة إلا لرجل فیه ثلاث خصال:

1- ورع یحجزه عن معاصی الله.

2- و حلم یملک به غضبه.

3- و حسن الولایة على من یلی حتى یکون لهم کالوالد الرحیم[4].

و تدل هذه الروایة على شرط آخر یفترضه العقل أیضاً، و هو «القدرة على إدارة الأمر الذی تولاه».

أی ان الفقیه العادل الذی یتولى قیادة المجتمع الإسلامی هو ذلک المؤهل لإدارة أمور هذا المجتمع. و هذا یؤیده الارتکاز العقلانی[5] کذلک [6].

إذن تتمثل مواصفات الزعیم الاسلامی بما یلی: الفقاهة، العدالة، القدرة على إدارة المجتمع الإسلامی. و فی المادة 109 من دستور الجمهوریة الإسلامیة أشیر الى هذه النقاط الثلاث حیث جاء فیه:

شروط القائد و مواصفاته:

1- المؤهلات العلمیة التی یتطلبها الإفتاء فی شتى أبواب الفقه.

2- العدالة و التقوی بما تتطلبه قیادة الأمة الإسلامیة.

3- الرؤیة السیاسیة و الاجتماعیة الصحیح، و الحکمة، و الشجاعة، و المؤهلات الإداریة و القدرة الکافیین للقیادة.

فالنقطة الاولی تشیر الى الاجتهاد المطلق. و لذلک فهی تنص صراحة على توفر المؤهلات العلمیة للقائد فیما یتعلق بالافتاء فی کل أبواب الفقه لا باب واحد و حسب.

أما النقطة الثانیة فتشیر الى عدالة القائد، و لأن للعدالة مستویات عدیدة فقد أشیر هنا الى ضرورة وجود العدالة اللازمة لقیادة الأمة الإسلامیة.

النقطة الثالثة أشارت الى التأهیل القیادی، و قد تم تفصیل ما یتطلبه مثل هذا المنصب نظریاً و عملیاً، عبر عبارات مثل: «الرؤیة السیاسیة و الاجتماعیة الصحیحة، و الحکمة،‌ و الشجاعة، و المؤهلات الإداریة و القدرة الکافیین للقیادة».

1. هادوی طهرانی، ولایت و دیانت "الولایة و الدیانة"، مؤسسه فرهنگی خانه خرد " مؤسسة دار العقل الثقافیة"، قم، ط 2، 1380.



[1]- لاحظ: جوادی الآملی، ولایة الفقیه، ص 121 - 122؛ سید کاظم الحائری، أساس الحکومة الإسلامیة ، ص 247.

[2]- لاحظ المنتظری، ولایة الفقیه، ج1، ص 289-300.

[3]- الکهف: 28.

[4]- الکلینی، ‌أصول الکافی،ج 1، ص 407 (کتاب الحجة، باب ما یجب من حق الإمام علی الرعیة، الحدیث 8).

[5]- ما یکون فی ذهن العقلاء أمراً مسلماً به وراسخاً یسمی «ارتکاز العقلاء».

[6]- لاحظ: المنتظری، ولایة الفقیه، ج 1 ، ص 319-327.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279463 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257324 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128190 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113307 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89021 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59876 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59586 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49816 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47188 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...