بحث متقدم
الزيارة
6480
محدثة عن: 2013/06/22
خلاصة السؤال
ما المراد من العلم الإجمالی و التفصیلی؟ و ما هی مواردهما؟
السؤال
ما المراد من العلم الإجمالی و التفصیلی؟ و ما هی مواردهما؟
الجواب الإجمالي
لو أردنا بیان حال الإنسان نسبة للمفاهیم و للأشیاء بأسلوب مبسط، یمکن تقسیمه إلى عدة أقسام:
1ـ الجهل، و هو فی حال عدم وجود أی علم بالشیء.
2ـ الشک، فیما لو کانت حالتنا النفسانیة نسبة لشئ معین فی حال التردید، و لا یمکن ترجیح طرف على الطرف الآخر، فهذا نسمیه شکاً.
3ـ الظنّ، فیما لو کانت حالتنا النفسیة هی التردید، لکن نحتمل أحد الطرفین بنسبة أکثر من خمسین بالمئة، فهذا الإحتمال الغالب الذی یزید على النصف، یسمى ظنّاً.
4ـ العلم، إن العلم و الیقین العرفییة[1] و إن إختلفا عن العلم و الیقین المنطقیین، لکن العلم بصورة عامة هو فیما لو إعتقدنا بموضوع ما بحیث لا یعتبر إحتمال الطرف الآخر ذا أهمیة، فهذا الإعتقاد هو العلم. و العلم على نوعین، فأما أن یصحب العلم بالجامع، علم مردد بالنسبة إلى الطرف المشار إلیه و متعلق العلم فیطلق عنه عندئذ العلم الإجمالی.[2]
تعریف العلم الإجمالی و العلم التفصیلی:
فکلما کان القطع و الیقین بشیء یصحبه التردید و الشک فی الاطراف، فهذا علم إجمالی.
و بتعبیر آخر: یکون فیه، جهتین متمایزتین، جهة علمیة و جهة تردیدیة، فمن جهة یوجد العلم و من جهة یوجد التردید.[3] یعنی علم بالجامع و شک بعدد الاطراف. بید أن السؤال المطروح الآن هو: کیف یمکن الجمع بین العلم و الشک فی آن واحد؟ و جوابه ان مصب العلم غیر مصب الشک فان مصب العلم الجامع و مصب الشک الاطراف فعلى سبیل المثال: لو علم بنجاسة إناء مردد بین خمسة آنیة فهنا عندنا علم باصل النجاسة (الجامع) و شک فی الاطراف فهل النجس الاناء الاول او الثانی او... و هکذا لو علمنا بأن الکتاب الفلانی هو ملک لشخص ما إما حسن أو رضا، و لا نعلم على نحو التحدید لأیها بالدقة، فهنا إذن عندنا علم باصل الملکیة و شک بمصداق المالک خارجا و قد اجتمع العلم باصل المالکیة و الشک بمالکیة أی منهما للکتاب على انفراد. أو أننا نعلم علم الیقین بوجوب صلاة ما ظهر الجمعة، بید أنه لا علم لنا هل هی خصوص الجمعة او صلاة الظهر.
فی مقابل هذا العلم یوجد العلم التفصیلی الذی یعنی وجود الیقین و عدم التردید، مثل القطع و الیقین بأن الوقت الآن نهاراً[4] أو العلم التفصیلی بحرمة أکل لحم الخنزیر و...
هناک مباحث کثیرة و واسعة عن العلم التفصیلی و بخصوص العلم الإجمالی تطرح فی الأصول. منها إمتثال العلم الإجمالی و أحکام العلم الإجمالی و آثار العلم الإجمالی و منجزیة و معذریة العلم الإجمالی و...
 

[1] لا یلزم فی العلم و الیقین العرفی أن تکون نسبة العلم بالشیء مئة بالمئة.
[2] راجعوا: الهاشمی، الشاهرودی، محمود، بحوث فی علم الأصول (تقریرات درس سید محمد باقر صدر)، ج 4، ص 164، الهامش، مؤسسة دائرة المعارف لفقه أهل البیت (ع)، قم، 1417 ق.
[3] ولایی، عیسى، الموسوعة التفصیلیة لإصطلاحات الأصول، ص 254، نشر نی، طهران، 1374 ش.
[4] نفس المصدر، ص 255.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279426 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257205 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128128 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113210 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88983 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59819 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59533 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56848 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49712 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47155 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...