بحث متقدم
الزيارة
6069
محدثة عن: 2011/09/18
خلاصة السؤال
ما هو رأی الاسلام فی حضور النساء فی المساجد؟
السؤال
بملاحظة الحدیثین التالیین، ما هو رأی الاسلام بحضور النساء فی المساجد و إقامة الصلاة جماعة و الاتیان بسائر العبادات؟
روی عن الامام الصادق(ع) أنه قال: "خَیْرُ مَسَاجِدِ نِسَائِکُمُ الْبُیُوت" وسائل الشیعة، ج‏5، ص: 237.
وعن النبی الاکرم(ص) أنه قال: "إِذَا اسْتَأْذَنَکُمْ نِسَاؤُکُمْ بِاللَّیْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ" صحیح البخاری حدیث رقم 865.
الجواب الإجمالي

المراد من الروایة الاولی هو ان المساجد مع کونها افضل محل لاقامة الصلاة و للصلاة فیها ثواب عظیم، و لکن افضل مسجد للنساء هو بیوتهن، لانهن فی مثل هذه الحالة سوف لا یختلطن بالرجال الاجانب. و هذه الروایة لا تحرّم حضور النساء فی المساجد.

و الروایة الثانیة ایضاً تقول فی حالة طلب النساء الاذن فی الحضور فی المساجد فلا تمنعونهن، لعدم حرمة هذا الحضور حتی لو کان لمجرد الصلاة. و أنهن یردن باختیارهن أداء الصلاة بثواب اقل. و بناء علی هذا فان الاسلام رغم انه لا یرغّب فی حضور النساء فی المساجد لمجرد الصلاة و لکنه لم یحرم ذلک فاذا اقترن ذلک بامور آخری کصلاة الجماعة و إقامة الدروس و المحاضرات الثقافیة و الدینیة فانه أمر محبذ جداً.

الجواب التفصيلي

رأی الاسلام حول اختلاط النساء بالرجال الاجانب هو التقلیل مهما امکن من الاختلاط و أن لا یخرجن من البیوت الا فی الحالات الضروریة. و هاتان الروایتان تفسران فی هذا الاطار. فانه طبقاً للروایة الاولی فقد قال الامام الصادق(ع): (خَیْرُ مَسَاجِدِ نِسَائِکُمُ الْبُیُوت) و المراد هو ان المساجد و ان کانت افضل محل لاقامة الصلاة و للصلاة فیها ثواب عظیم قیاساً بالصلاة فی اماکن آخری، و لکن افضل مسجد للنساء هو بیوتهن و ذلک لانهن فی تلک الحالة سوف لن یخرجن من البیت و لا یختلطن برجل أجنبی- فالامام یرید أن یقول: إن الاختلاط غیر الضروری بالاجنبی اذا لم یکن مرغوباً فیه حتی فی حالات الذهاب الی المساجد و صلاة الجماعة، فیکون من باب اولی غیر مرغوب فیه فی الامور غیر الضروریة الأخری، فالافضل اجتنابه. و مع ذلک فان هذه الروایة لم تحرم علی النساء الحضور فی المساجد. فاذا کانت هناک أمور أخری اضافة الی الصلاة- کاقامة الصلاة جماعة او تعلم المسائل التی یجب علی النساء تعلمها(بحیث لا یمکن مثل ذلک فی بیتها) فانه لا یمکن القول بعدم حضور النساء فی المساجد. بل لا یمکن إهمال هذا الحضور نظراً لهذه الآثار المهمة. و بالالتفات الی ما تقدم یتضح معنی الروایة الثانیة و یعلم جیداً بانها لا تتنافی مع الروایة الاولی أبداً لانها تقول اذا طلبن منکم الاذن فی الحضور فی المساجد فلا تمنعوهن، و أذنوا لهن بالحضور فی المساجد، و ذلک لان هذا الحضور حتی لو کان لمجرد الصلاة لیس حراماً. و انهن یردن باختیارهن أداء الصلاة بثواب اقل.

مع أن الحضور فی المساجد یقترن فی اکثر الموارد بمنافع و آثار ثقافیة و معنویة کثیرة بحیث انهن اذا لم یحضرن فی مثل هذه الامکنة، فانهن سیحرمن من تلک المنافع و بناء علی هذا فانه طبقاً للروایة الثانیة فان النبی الاکرم (ص) یقول اذا اردن الحضور فی المساجد فلا تمنعوهن.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...