Please Wait
الزيارة
6461
6461
محدثة عن:
2014/05/18
خلاصة السؤال
ما تفسیر قوله تعالى: { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیًا بَیْنَهُمْ ۚ}؟
السؤال
قال تعالى فی کتابه الکریم: { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیًا بَیْنَهُمْۚ} فقد تکررت هذه الایة الکریمة کثیرا فی سور متعدد حول بنی اسرائیل أرجو توضیحها و تفسیرها؟
الجواب الإجمالي
إن قوله تعالى" بَغْیاً بَیْنَهُمْ" یشیر بوضوح الى عامل الاختلاف و قد فسرت کلمة البغی لغة بالحسد تارة، و بالظلم تارة أخرى. و لما کان (بغیا) مفعولا لأجله عامله تفرّقوا، فهو اشارة الى بیان العلة من وراء التفرق . و علیه یظهر أن من بین إحدى العلل المؤدیة الى التفرق فی الحق، عامل الحسد و الظلم النابعین من المیول النفسیة و الوساوس الشیطانیة.
وقد اختلفت کلمة المفسرین الموضوع المتفرق فیه فذهب البعض من المفسرین الى القول بانهم تفرقوا فی أدیانهم و الرسائل التی نزلت علیهم کتفرق أهل الکتاب فیما بینهم. و ذهب بعض المفسرین الى تفسیر الآیة بالاختلاف فی نبوة محمد (ص) قائلا: معناه إن هؤلاء الکفار لم یختلفوا علیک – یا محمد- إلا بعد أن أتاهم طریق العلم بصحة نبوتک. و جاء محتوى ذلک فی آیات أخرى کقوله تعالى " إِنَّ الدِّینَ عِندَ اللَّهِ الْاسْلَامُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیَا بَیْنَهُم ..." و إنما یتم هذا المعنى فیما اذا فسرنا الاسلام بالرسالة المحمدیة الشریفة فیکون المراد من الاختلاف الاختلاف فی نبوة النبی الأکرم (ص).
وقد اختلفت کلمة المفسرین الموضوع المتفرق فیه فذهب البعض من المفسرین الى القول بانهم تفرقوا فی أدیانهم و الرسائل التی نزلت علیهم کتفرق أهل الکتاب فیما بینهم. و ذهب بعض المفسرین الى تفسیر الآیة بالاختلاف فی نبوة محمد (ص) قائلا: معناه إن هؤلاء الکفار لم یختلفوا علیک – یا محمد- إلا بعد أن أتاهم طریق العلم بصحة نبوتک. و جاء محتوى ذلک فی آیات أخرى کقوله تعالى " إِنَّ الدِّینَ عِندَ اللَّهِ الْاسْلَامُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیَا بَیْنَهُم ..." و إنما یتم هذا المعنى فیما اذا فسرنا الاسلام بالرسالة المحمدیة الشریفة فیکون المراد من الاختلاف الاختلاف فی نبوة النبی الأکرم (ص).
الجواب التفصيلي
تعد ظاهرة الاختلاف فی المجتمعات البشریة من الأمور الطبیعیة، بل قد تکون لازماً طبیعیاً لترکیبة الانسان المؤلفة من البعدین العقلی و المادی. یضاف الى ذلک أن الاختلاف لا یعد دائما عملا هدّاما للمجتمعات و مخربا للشعوب، و إن کان المذموم منه عقلا و شرعا ذلک البعد التخریبی الذی یبعد الانسان عن الحق و یفصله عن الحقیقة لغرض تحقیق منافع شخصیة و الاستجابة للمیول و الاهواء النفسیة. و لاریب أنّ الاختلافات الدینیة غالباً ما تکون من هذا القبیل؛ و لذا نجد الارشادات الدینیة و التوصیات الوعظیة تحذر المؤمنین من الانزلاق فی هذا المنحدر الخطیر المبعد عن الحق و الانجرار وراء الضلال و الانحراف عن الطریق القویم و الانغماس فی ملاذ النفوس و شهواتها الحیوانیة.
و قد أشار القرآن الکریم الى عوامل الاختلاف فی الآیة المبارکة و التفرق فی صفوف المؤمنین بقوله تعالى: «وَ ما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَینَهُمْ وَ لَوْ لا کَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِی بَینَهُمْ وَ إِنَّ الَّذینَ أُورِثُوا الْکِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفی شَکٍّ مِنْهُ مُریب».[1]
و هذا فی الحقیقة جواب عن سؤال مقدر ورد فی الآیة السابقة على هذه الآیة،[2] و التی جاء فیها: " شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذی أَوْحَیْنا إِلَیْکَ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهیمَ وَ مُوسى وَ عیسى أَنْ أَقیمُوا الدِّینَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فیهِ کَبُرَ عَلَى الْمُشْرِکینَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ اللَّهُ یَجْتَبی إِلَیْهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدی إِلَیْهِ مَنْ یُنیب".[3]
و بما أن أحد أرکان دعوة الأنبیاء من أولی العزم هو عدم التفریق فی الدین، فقد کانوا یدعون لذلک حتما، لذا فقد یطرح هذا السؤال: ما هو أساس کلّ هذه الاختلافات المذهبیة؟
و قد أجابت القرآن الکریم عن هذا السؤال مشیرا الى أساس الاختلافات الدینیة بأنّه: "وَ ما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ"، فالاختلافات لم تحدث إلّا بسبب حب الدنیا و المنصب و الظلم و الحسد و العداوة.
نعم، فعبید الدنیا الظلمة و الحسودون الحاقدون وقفوا حیال أدیان الأنبیاء جمیعا، و دفعوا کلّ مجموعة باتجاه معین کیما یثبتوا أرکان زعامتهم و یؤمّنوا مصالحهم الدنیویة، و یکشفوا- علانیة- حسدهم و عداوتهم للمؤمنین الحقیقیین دین الأنبیاء، و لکن کلّ هذا حصل بعد إتمام الحجة.[4]
و بعبارة أخرى: و ما تفرق الناس الذین شرعت لهم الشریعة باختلافهم و ترکهم الاتفاق إلا حال کون تفرقهم آخذا- أو ناشئا- من بعد ما جاءهم العلم بما هو الحق ظلما أو حسدا تداولوه بینهم.
و هذا هو الاختلاف فی الدین المؤدی إلى الانشعابات و التحزبات الذی ینسبه الله سبحانه فی مواضع من کلامه إلى البغی، و أما الاختلاف المؤدی إلى نزول الشریعة و هو الاختلاف فی شئون الحیاة و التفرق فی أمور المعاش فهو أمر عائد إلى اختلاف طبائع الناس فی مقاصدهم و هو الذریعة إلى نزول الوحی و تشریع الشرع لرفعه کما یشیر إلیه قوله: « کانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ».[5] و[6] فالاختلاف إنما نشأ عن سوء سریرة حملة الکتاب و علماء الدین بعد نزول الکتاب، و بیان آیاته للناس.[7] فحرفوا بعض المفاهیم الدینیة کما کفرت الیهود، و النصارى فی عیسى (ع)، فقالت النصارى: هو ربّ، فغالوا فیه. و قصّرت الیهود، فقالوا: کذاب متخرص.[8]
علماً أن تحلیل کل فقرة من فقرات الآیة المبارکة یساعدنا فی القاء الضوء على المراد منها، نشیر الى ذلک باختصار:
1. اختلفت کلمة المفسرین فی المراد من العلم فی قوله تعالى " ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ"، أی العلم بأنّ الفرقة ضلال و فساد.[9] و ذهب العلامة الطباطبائی الى تفسیر العلم بالحق حیث قال: من بعد ما جاءهم العلم بما هو الحق.[10] و یؤید هذا المعنى ما اشارت الیه الآیة المبارکة الأخرى و لکن باستبدال کلمة العلم بکلمة البینات " وَ مَا اخْتَلَفَ فِیهِ إِلَّا الَّذِینَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ بَغْیَا بَیْنَهُمْ"[11] و جاء التعبیر فی آیة أخرى بالبینة " وَ مَا تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتهمُ الْبَیِّنَةُ".[12] و علیه یکون المراد من قوله تعالى " وَ ما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ" أنهم لم یتفرقوا فی الدین عن جهل و انما تفرقوا من بعدما جاءهم العلم.
و ذهب بعض المفسرین الى تفسیر الآیة بالاختلاف فی نبوة محمد (ص) قائلا: معناه إن هؤلاء الکفار لم یختلفوا علیک – یا محمد- إلا بعد أن أتاهم طریق العلم بصحة نبوتک فعدلوا عن النظر فیه «بَغْیاً بَیْنَهُمْ» أی فعلوا ذلک للظلم و الحسد و العداوة و الحرص على طلب الدنیا.[13] و جاء محتوى ذلک فی آیات أخرى کقوله تعالى " إِنَّ الدِّینَ عِندَ اللَّهِ الْاسْلَامُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیَا بَیْنَهُم ..."[14] و إنما یتم ذلک فیما اذا فسرنا الاسلام بالرسالة المحمدیة الشریفة فیکون المراد من الاختلاف الاختلاف فی نبوة النبی الأکرم (ص).
2. قوله تعالى" بَغْیاً بَیْنَهُمْ" و قد فسرت کلمة البغی لغة بالحسد[15] تارة، و بالظلم تارة أخرى.[16] و (بغیا) مفعول لأجله عامله تفرّقوا، أی مبینا لعلة البغی.[17]وعلیه یظهر أن من بین إحدى العلل المؤدیة الى التفرق فی الحق، عامل الحسد و الظلم النابعین من المیول النفسیة و الوساوس الشیطانیة.
3. المراد من الذین ورثوا الکتاب فی قوله تعالى " إِنَّ الَّذینَ أُورِثُوا الْکِتابَ" هم أهل الکتاب فی عصر النبی الأکرم (ص) کالیهود و النصارى الذین واجهوا القرآن الکریم، و هذا ما تشیر الیه الآیة المبارکة " وَ ما تَفَرَّقَ الَّذینَ أُوتُوا الْکِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّنَ"[18]و قد حذر القرآن الکریم المسلمین فی آیة أخرى من المصیر الذی وقع فیه أهل الکتاب حیث قال عزّ وجلَ " وَ لا تَکُونُوا کَالَّذینَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَیِّناتُ وَ أُولئِکَ لَهُمْ عَذابٌ عَظیمٌ".[19]
و قد أشار القرآن الکریم الى عوامل الاختلاف فی الآیة المبارکة و التفرق فی صفوف المؤمنین بقوله تعالى: «وَ ما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَینَهُمْ وَ لَوْ لا کَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِی بَینَهُمْ وَ إِنَّ الَّذینَ أُورِثُوا الْکِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفی شَکٍّ مِنْهُ مُریب».[1]
و هذا فی الحقیقة جواب عن سؤال مقدر ورد فی الآیة السابقة على هذه الآیة،[2] و التی جاء فیها: " شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذی أَوْحَیْنا إِلَیْکَ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهیمَ وَ مُوسى وَ عیسى أَنْ أَقیمُوا الدِّینَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فیهِ کَبُرَ عَلَى الْمُشْرِکینَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ اللَّهُ یَجْتَبی إِلَیْهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدی إِلَیْهِ مَنْ یُنیب".[3]
و بما أن أحد أرکان دعوة الأنبیاء من أولی العزم هو عدم التفریق فی الدین، فقد کانوا یدعون لذلک حتما، لذا فقد یطرح هذا السؤال: ما هو أساس کلّ هذه الاختلافات المذهبیة؟
و قد أجابت القرآن الکریم عن هذا السؤال مشیرا الى أساس الاختلافات الدینیة بأنّه: "وَ ما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ"، فالاختلافات لم تحدث إلّا بسبب حب الدنیا و المنصب و الظلم و الحسد و العداوة.
نعم، فعبید الدنیا الظلمة و الحسودون الحاقدون وقفوا حیال أدیان الأنبیاء جمیعا، و دفعوا کلّ مجموعة باتجاه معین کیما یثبتوا أرکان زعامتهم و یؤمّنوا مصالحهم الدنیویة، و یکشفوا- علانیة- حسدهم و عداوتهم للمؤمنین الحقیقیین دین الأنبیاء، و لکن کلّ هذا حصل بعد إتمام الحجة.[4]
و بعبارة أخرى: و ما تفرق الناس الذین شرعت لهم الشریعة باختلافهم و ترکهم الاتفاق إلا حال کون تفرقهم آخذا- أو ناشئا- من بعد ما جاءهم العلم بما هو الحق ظلما أو حسدا تداولوه بینهم.
و هذا هو الاختلاف فی الدین المؤدی إلى الانشعابات و التحزبات الذی ینسبه الله سبحانه فی مواضع من کلامه إلى البغی، و أما الاختلاف المؤدی إلى نزول الشریعة و هو الاختلاف فی شئون الحیاة و التفرق فی أمور المعاش فهو أمر عائد إلى اختلاف طبائع الناس فی مقاصدهم و هو الذریعة إلى نزول الوحی و تشریع الشرع لرفعه کما یشیر إلیه قوله: « کانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ».[5] و[6] فالاختلاف إنما نشأ عن سوء سریرة حملة الکتاب و علماء الدین بعد نزول الکتاب، و بیان آیاته للناس.[7] فحرفوا بعض المفاهیم الدینیة کما کفرت الیهود، و النصارى فی عیسى (ع)، فقالت النصارى: هو ربّ، فغالوا فیه. و قصّرت الیهود، فقالوا: کذاب متخرص.[8]
علماً أن تحلیل کل فقرة من فقرات الآیة المبارکة یساعدنا فی القاء الضوء على المراد منها، نشیر الى ذلک باختصار:
1. اختلفت کلمة المفسرین فی المراد من العلم فی قوله تعالى " ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ"، أی العلم بأنّ الفرقة ضلال و فساد.[9] و ذهب العلامة الطباطبائی الى تفسیر العلم بالحق حیث قال: من بعد ما جاءهم العلم بما هو الحق.[10] و یؤید هذا المعنى ما اشارت الیه الآیة المبارکة الأخرى و لکن باستبدال کلمة العلم بکلمة البینات " وَ مَا اخْتَلَفَ فِیهِ إِلَّا الَّذِینَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ بَغْیَا بَیْنَهُمْ"[11] و جاء التعبیر فی آیة أخرى بالبینة " وَ مَا تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتهمُ الْبَیِّنَةُ".[12] و علیه یکون المراد من قوله تعالى " وَ ما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ" أنهم لم یتفرقوا فی الدین عن جهل و انما تفرقوا من بعدما جاءهم العلم.
و ذهب بعض المفسرین الى تفسیر الآیة بالاختلاف فی نبوة محمد (ص) قائلا: معناه إن هؤلاء الکفار لم یختلفوا علیک – یا محمد- إلا بعد أن أتاهم طریق العلم بصحة نبوتک فعدلوا عن النظر فیه «بَغْیاً بَیْنَهُمْ» أی فعلوا ذلک للظلم و الحسد و العداوة و الحرص على طلب الدنیا.[13] و جاء محتوى ذلک فی آیات أخرى کقوله تعالى " إِنَّ الدِّینَ عِندَ اللَّهِ الْاسْلَامُ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِینَ أُوتُواْ الْکِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیَا بَیْنَهُم ..."[14] و إنما یتم ذلک فیما اذا فسرنا الاسلام بالرسالة المحمدیة الشریفة فیکون المراد من الاختلاف الاختلاف فی نبوة النبی الأکرم (ص).
2. قوله تعالى" بَغْیاً بَیْنَهُمْ" و قد فسرت کلمة البغی لغة بالحسد[15] تارة، و بالظلم تارة أخرى.[16] و (بغیا) مفعول لأجله عامله تفرّقوا، أی مبینا لعلة البغی.[17]وعلیه یظهر أن من بین إحدى العلل المؤدیة الى التفرق فی الحق، عامل الحسد و الظلم النابعین من المیول النفسیة و الوساوس الشیطانیة.
3. المراد من الذین ورثوا الکتاب فی قوله تعالى " إِنَّ الَّذینَ أُورِثُوا الْکِتابَ" هم أهل الکتاب فی عصر النبی الأکرم (ص) کالیهود و النصارى الذین واجهوا القرآن الکریم، و هذا ما تشیر الیه الآیة المبارکة " وَ ما تَفَرَّقَ الَّذینَ أُوتُوا الْکِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّنَ"[18]و قد حذر القرآن الکریم المسلمین فی آیة أخرى من المصیر الذی وقع فیه أهل الکتاب حیث قال عزّ وجلَ " وَ لا تَکُونُوا کَالَّذینَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَیِّناتُ وَ أُولئِکَ لَهُمْ عَذابٌ عَظیمٌ".[19]
[1]. الشوری، 14.
[2] فخر الدین الرازی، أبو عبد الله محمد بن عمر، مفاتیح الغیب، ج 27، ص 588، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثالثة، 1420ق.
[3] الشورى، 13.
[4] مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج15، ص: 489، مدرسة الإمام علی بن أبی طالب، قم، 1421 ق، الطبعة الأولى.
[5] البقرة، 21.
[6] الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 18، ص 31، مکتب النشر الاسلامی، الطبعة الخامسة، قم، 1417 ق؛ الشیخ الطوسی، محمد بن حسن، التبیان فی تفسیر القرآن، ج 9، ص 151، دار احیاء التراث العربی، بیروت، بلا تاریخ.
[7] المیزان فی تفسیر القرآن، ج 2، ص 124 – 125.
[8] التبیان فی تفسیر القرآن، ج 2، ص 195.
[9] الطبرسی، فضل بن حسن، تفسیر جوامع الجامع، ج 4، ص 44، نشر جامعة طهران و مدیریة الحوزة العلمیة فی قم، طهران، الطبعة الاولى، 1377ش؛ مفاتیح الغیب، ج 27، ص 588.
[10] المیزان فی تفسیر القرآن، ج 18، ص 31.
[11] البقرة، 213.
[12] البینة،4.
[13] الطبرسی، فضل بن حسن، مجمع البیان فی تفسیر القرآن، مقدمة: البلاغی، محمد جواد، ج 9، ص 37 - 38، ناصر خسرو، طهران،الطبعة الثالثة، 1372ش.
[14] آل عمران، 19.
[15] الطریحی، فخر الدین، مجمع البحرین، تحقیق: الحسینی، سید احمد، ج 1، ص 53، المکتبة المرتضویة، طهران، الطبعة الثالثة، 1375ش.
[16] الفراهیدی، خلیل بن احمد، کتاب العین، تحقیق و تصحیح: مخزومی، مهدی، سامرائی، إبراهیم، ج 4، ص 453، منشورات الهجرة، قم، الطبعة الثانیة، 1410ق.
[17] صافی، محمود بن عبد الرحیم، الجدول فی اعراب القرآن، ج 25، ص 26، دار الرشید، مؤسسة الإیمان، دمشق، بیروت، الطبعة الرابعة، 1418ق.
[18] البینة، 4.
[19] آل عمران، 105
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات