بحث متقدم
الزيارة
5235
محدثة عن: 2011/12/18
خلاصة السؤال
الملاحظ ان التقلید عندنا صوری لا یتجاوز الادعاء و لم یدخل فی حیاتنا بصورة فاعلة، و نحن نقلّد بالإسم فقط، فهل حقاً نعتبر مقلّدین؟
السؤال
عندنا مرجع للتقلید، فعندما نُسأل مَنِ نقلّد؟نقول فلاناً من العلماء، و هذه رسالته! و لکن هذا التقلید غیر جارٍ فی حیاتنا، و نحن نقلّد بالإسم فقط ومجرد ادعاء بان عندنا مرجع تقلید و نقلّده، فهل حقاً نحن مقلّدون تقلیدا صحیحا؟
الجواب الإجمالي

لیست حقیقة التقلید بأن أعیّن شخصاً معیناً بعنوانه مرجعاً فی التقلید و أشتری رسالته و أحتفظ بها فی بیتی و أقول إن فلاناً مرجعی فی التقلید! بل إن حقیقته هو أن یعمل الإنسان طبق فتاوی هذا المرجع و کلما و اجهتنا مشکلة و استجد فعل أو عمل و کان للدین و الشریعة رأی فیه سواءً أکان هذا الرأی الوجوب (أو عدم الوجوب) أو کان نهیاً، نسأل عن رأی هذا العالم فی القضیة و هذا السؤال یُصطلح علیه بالاستفتاء، أی طلب الفتوی من المرجع، ثم نحاول العمل علی أساسها و لا نتعداها.

الجواب التفصيلي

لیست حقیقة التقلید بأن أعیّن شخصاً معیناً بعنوانه مرجعاً فی التقلید و أشتری رسالته و أحتفظ بها فی بیتی و أقول إن فلاناً مرجعی فی التقلید! بل إن حقیقته هو أن یعمل الإنسان طبقاً لفتاوی هذا المرجع، و کلما و اجهتنا مشکلة و استجد فعل أو عمل و کان للدین و الشریعة رأی فیه سواءً أکان هذا الرأی الوجوب (أو عدم الوجوب) أو کان نهیاً، نسأل عن رأی هذا العالم فی القضیة و نبحث عن فتواه فیها، و هذا السؤال یُصطلح علیه بالاستفتاء، أی طلب الفتوی من المرجع، ثم نحاول العمل علی أساسها و لا نتعداها.

و هذه المسألة یمکن بیانها ضمن بیان هذا المثال، إذا ذهب المریض إلی الطبیب لا یعتبر مقلّداً، و إذا أعطاه الطبیب وصفة الدواء و أخذها منه أیضاً لا یعتبر مقلّداً، و إذا أخذ الوصفة إلی الصیدلیةکذلک! لکن عندما یعمل طبق أوامر الطبیب و یستعمل الدواء و الوصایا کما قال من دون أی تغییر، عندها یمکن القول بأنه عمل برأی الطبیب.

و هذه المسألة قد تبدو برأی الکثیر بسیطة و هی أن یراجع المریض الطبیب و یقوم الثانی‌ بفحصه ثم یعین له مجموعة من الأدویة، لکن نفس هذا الأمر الذی یعتبر بسیطاً و سهلاً، قد صرف علیه هذا الطبیب أکثر من 10 أو 15 سنة من عمره قضاها بالدرس و البحث و کسب علی أثرها کثیراً من التجارب و حصل له الکثیر من المعلومات و الأدوات اللازمة حتی تمکن من هذا الأمر. و نفس هذا الأمر یجری فی مسائل الفقه، فقد یتصوّر البعض بأنه یمکنه أبداء الرأی بأن العمل الفلانی جائز أو غیر جائز کما أن مرجع التقلید أیضاً یمکنه ذلک.

فی الوقت الذی نجد الفرق بیننا و بینه کالفرق بیننا و بین الطبیب المعالج، فمن یعطی رأیه فی جواز مسألة أو عدم جوازها، هذا الرأی قد سبقه 10-15 سنة من الدرس و البحث و حوالی ثلاثین سنة من التدریس.و التَعِب و السعی و الجد و الاجتهاد حتی أمکنه الوصول إلی هذه المرحلة. و بتعبیر السید القائد حیث یقول احترموا المراجع لأن المرجعیة لیس مقاماً بسیطاً حتی یمکن لأی أحد کسبه و الوصول إلیه، بل تحتاج إلی عمر طویل من الجد و الاجتهاد و کثیر من المقدّمات حتی یمکن للفرد أن یکون مرجعاً. فقد یکون شیء ما برأی جائز و لا إشکال فیه، و لکن المرجع لا یُجوّزه. و هذا الأمر کما یقول بعض الناس للمریض الذی یستعمل دواء الطبیب، برأیی لیس من اللزوم إستعمال هذا الدواء.

فأین رأیک من رأی الطبیب المتخصص؟! مسألة التقلید أیضاً هکذا. فنحن نعلم أن التقلید عمل، أی عندما تکون حیاتنا و عملنا وفقاً لفتوی شخص معیّن نکون مقلّدین. و هذا الأمر قد لا یُلتفت إلیه. فقد نعیش فترة من الزمن دون أن نلتفت إلی هذا الأمر ثمّ و بعد الوقوع فی مشکلة ما نقول ماذا یحصل لو لم نکن مقلّدین؟

فیجب القول فی هذا المجال: لو عمل شخص ما مدة من الزمن من دون تقلید، فمثلاً صلّی و صام و أدّی الأعمال المتعلّقة بالدین، و التفت الآن إلی نفسه، فلو کانت أعماله التی کان یعملها تعتبر صحیحة لدی مرجع تقلیده، یکون عمله عندئذٍ صحیح و یمکنه القول بأن عملی کان طبقاً لفتاوی من أقلّده و لو حین العمل لم یکن یعلم بالمطابقیة.

إذن فهذا العمل صحیح و لا داعی للقلق، و یجب علیه بعد الآن أن یختار لنفسه عالماً صالحاً للتقلید و یسعی لأن تکون کل أعماله و تصرّفاته العبادیة علی أساس فتواه و إن شاء الله تکون نتیجة هذا الجدّ و الاجتهاد جیدة ألا و هی سعادة الدنیا و نجاة الآخرة.

لمزید الاطلاع انظر المواضیع التالیة عن التقلید:

"حکمة تقلید المراجع و عدم بیان الأدلة"، السؤال 2441 (الموقع: 2991).

"العمل طبقاً للتحقیق بدل التقلید"، السؤال 14499 (الموقع: 14311).

"أدلة ضرورة تقلید المراجع"، السؤال 975 (الموقع: 1078).

"التقلید المذموم"، السؤال 8165 (الموقع: 8320).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...