Please Wait
6223
صاحب کتاب (تاریخ الامم والملوک) هو محمد بن جریر بن یزید بن کثیر، أبو جعفر الطبري الآملي، و هو من المؤلفین و المفسرین و الفقهاء الکبار من أهل السنة، و الی جانبه هناك شخصیة شیعیة مشهورة و معروفة بالطبري أیضاً و تشترک معه في الاسم و اسم الأب و الکنیة و هذه الشخصية هي: أبو جعفر محمد بن جریر بن رستم الطبري. و بسبب الشبه بین هاتین الشخصیتین من ناحیة الاسم و اسم الاب و الکنیة، اضافة الی تعاصرهما تقریباً، فقد حصلت اخطاء احیاناً في التمییز بینهما.
و الجدير بالذكر أن الآقا بزرگ الطهراني ينسب أحيان - اعتماداً علی بعض القرائن و الشواهد- اسم محمد بن جریر بن رستم الی شخصیتین من علماء الشیعة، و بناء علیه یکون لدینا ثلاث شخصیات تحمل اسم محمد بن جریر الطبري.
صاحب کتاب (تاریخ الامم والملوک) هو محمد بن جریر بن یزید بن کثیر، أبو جعفر الطبري الآملي (المتوفي سنة 310ه.ق) و يعد الرجل من المؤلفین و المفسرین و الفقهاء الکبار من أهل السنة. و له آثار في التفسیر[1] و التاریخ[2] و..[3]. و الی جانبه هناك شخصیة شیعیة مشهورة و معروفة بالطبري أیضاً تشترک معه في الاسم و اسم الأب و الکنیة و هذه الشخصية هي: أبو جعفر محمد بن جریر بن رستم الطبري. [4] و هو من علماء القرن الرابع الهجري و قد نقل عنه النجاشي- صاحب کتاب رجال النجاشي- کتاب المسترشد و باقي کتبه بواسطتین[5] و یستفاد من المصادر أنه و بسبب الشبه بین هاتین الشخصیتین من ناحیة الاسم و اسم الاب و الکنیة، اضافة الی تعاصرهما تقریباً، فقد حصلت اخطاء احیاناً في التمییز بینهما. و لذا کان بعض الاعلام کالنجاشي و الشیخ الطوسي حین یتعرضون للتعریف بهاتین الشخصیتین یؤکدون علی الفروق بینهما لکي لا یحصل الخلط بینهما. فقد أکد النجاشي في تعریفه لاحد الشخصيتین المسمین بالطبري (الطبري السني) علی أنه (عامي) أي من أهل السنة.[6] و یقول الشیخ الطوسي ایضاً في التعریف بشخصیة محمد بن جریر بن رستم (الطبري الشیعي): کنیته أبو جعفر و هو شخص متدین فاضل و هو غیر محمد بن جریر صاحب کتاب التاریخ، لان صاحب کتاب التاریخ سني المذهب.[7] و هكذا اكد الرجاليون ممن جاء بعد النجاشي و الشیخ الطوسي تقریباً و اصحاب الفهارس من الشیعة و السنة علی الفرق بین هاتین الشخصیتین.[8] الا ان الشیخ آقا بزرگ الطهراني ذکر في موسوعته الکبیرة (الذریعة) شیئاً یتطلب المزید من البحث فهو یقول مثلا: کتاب (الایضاح في الامامة) لمحمد بن جریر بن رستم الطبري الذي وصفه الشیخ الطوسي في کتابه (الفهرست) بالکبیر. وصفة ( الکبیر) التي وصف بها الشیخ الطوسي محمد بن جریر الطبري، هي للتمییز بینه و بین محمد بن جریر بن رستم آخر و یلقب بالصغیر. و الطبري الصغیر معاصر للنجاشي و الشیخ الطوسي و له کتاب (دلائل الامامة)[9].
وحین تعرض الآغا بزرگ الطهراني في جزء آخر من کتابه الی ذکر مؤلف کتاب (دلائل الامامة) نسب الکتاب الی محمد بن جریر بن رستم الصغیر، بینما نسبه آخرون الی محمد بن جریر بن رستم الکبیر. و قد اقام عدة أدلة علی وجود مثل هذه الشخصیة. ومن ادلته علی ذلک مایلي:
أ- أن صاحب هذا الکتاب حیث کان معاصراً للشیخ الطوسي والنجاشي فانه نقل في عدة مواضع منه عن مشایخ هذین العلمین، مع أن النجاشي- و کما ذکرنا نقل عن الطبري الملقب بالکبیر کتاب (المسترشد) بواسطتین.
ب- یستفاد من بعض عبارات الکتاب انه کتب بعد سنة 411 هجریة، لان مؤلفه یقول في معرض حديثه عن أحدي معجزات صاحب الامر (عج): نقلت هذا الخبر عن خط شیخي و استاذي المرحوم الغضائري. و من المعلوم أن الغضائري توفي سنة 411 هجریة.
ج- ان عدم ذکر النجاشي او الشیخ الطوسي لهذا المعاصر لهما في کتبهما، لا یدل علی عدم وجود مثل هذه الشخصیة فانهما لم یذکرا ایضاً اشخاصاً مثل المرحوم الکراجکي و سلار و ابن البراج و محمد بن علي الطرازي[10].
کتاب دلائل الامامة:
و حیث رأی البعض انه قد نقل في هذا الکتاب عن بعض مشایخ الطوسي و النجاشي، و من جانب آخر فانه قد نسب هذا الکتاب الی محمد بن جریر بن رستم الکبیر الذي یقع في درجة استاذ اساتذة الشیخ الطوسي و النجاشي استناداً الى سنة وفاته، فلذا اعتبروا هذا الکتاب من الکتب الموضوعة من قبل الغلاة في القرن السابع، و لکن بناء علی استدلال الآقا بزرگ الطهراني (کما قد صرح بنفسه) فان هذا الکتاب هو لمحمد بن جریر بن رستم الصغیر.[11] و علی أیة حال فالذي اوقع الاختلاف هو التشابه الاسمي لمحمد بن جریر الطبري الشیعي مع شخص آخر بهذا الاسم من علماء أهل السنة. و اما غير هاتین الشخصیتین فهناک الکثیر من الشیعة و أهل السنة من الذین اشتهروا باسم الطبري و الذین جاءوا بعد هاتین الشخصیتین نشير الی بعضهم:
- ابو الطیب الطبري (348-450 ق) من فقهاء الشافعیة.[12]
- الحسین بن علي الطبري (411-498).[13]
- عماد الدین الطبري (...ما یقارب554ق)عالم شیعي صاحب کتاب (بشارة المصطفی) المعروف[14]
- هارون بن الحسن الطبري (کان حیاً سنة701ق) فقیه شیعي من تلامذة العلامة الحلي.[15]
[1] کتاب تفسیره اسمه (جامع البیان في تفسیر القرآن) وهو من اشهر کتب التفسیر.
[2] ومن جملة کتبه فی هذا المجال هو کتاب تاریخ الطبری.
[3] السبحاني، جعفر، موسوعة طبقات الفقهاء، ج4، ص376، مؤسسة الامام الصادق، قم، 1418ق.
[4] الامین العاملي، السید محسن، أعیان الشیعة، ج2، ص262، دار التعارف للمطبوعات، بیروت، 1406ق.
[5] النجاشي، رجال النجاشي، ص376، نشر مؤسسة آل البیت علیهم السلام، قم، 1416ق.
[6] رجال النجاشي، ص322.
[7] الطوسي، ابو جعفر محمد بن الحسن، الفهرست، ص446، نشر آل البیت،
[8] وکمثال علی ذلک لاحظ: الحلي، الحسن بن علي بن داوود، ص501، منشورات جامعة طهران، 1383ق، الآلوسي، السید محمود، روح المعاني في تفسیر القرآن العظیم، ج3، ص250، دار المتب العلمیة، بیروت، 1415ق، أعیان الشیعة، ج9، ص199.
[9] الآغا بزرک الطهرانی، الذریعة الی تصانیف الشیعة، ج2، ص489، اسماعیلیان، 1408ق.
[10] الذریعة، ج8، ص246.
[11] الذریعة، ج8، ص247.
[12] موسوعة طبقات الفقهاء، ج5، ص147.
[13] نفس المصدر، ص110.
[14] نفس المصدر، ج6، ص291.
[15] نفس المصدر، ج8، ص245.