بحث متقدم
الزيارة
9804
محدثة عن: 2013/07/21
خلاصة السؤال
هل یمکن للبنت السنیة الزواج من الرجل الشیعی؟ أرجو الجواب مع الادلة.
السؤال
هل یمکن للبنت السنیة الزواج من الرجل الشیعی؟ أرجو الجواب مع الادلة.
الجواب الإجمالي
إن الرجل الشیعی کما هو المشهور بین الفقهاء بوسعه الزواج بالمرأة السنیة، بید أن زواج المرأة الشیعیة بالرجل السنی محل إختلاف و المشهور بین الفقهاء هو عدم الجواز.
و أدلة فتوى المشهور  کالآتی:
الکفویة فی الزواج، هی بمعنى المساواة و التساوی و الشبه و الکفاءة. و الصلاحیة، و فی النکاح بمعنى تساوی الزوجین فی الإسلام، فلا بد و أن یکون الأثنان مسلمین.
و هناک روایات متعددة وردت فی نکاح المخالف، یستفاد منها جواز الزواج بمن یقرّ بالشهادتین لأنه مسلم و طاهر و یحل نکاحه نعم زواج الشیعیة بالسنی، لا یجوزه الفقهاء بالعنوان الثانوی، و ذلک لأن المرأة غالبا ما تقع تحت تأثیر الزوج لذا أفتى الفقهاء بالحرمة تخوفاً على مذهبها من التغییر بسبب هذا الزواج.
 
الجواب التفصيلي
لقد ورد فی الفقه عدة أقوال فی زواج الشیعی بالسنیة، اما المشهور هو أن زواج الرجل الشیعی من المرأة السنیة محل إختلاف و المشهور بین الفقهاء هو عدم الجواز.[1]
نتطرّق الآن ببحث القسم الأول (زواج الرجل الشیعی بالمرأة السنیة) و الذی هو مورد السؤال.
أدلة هذه الفتوى:
1ـ الکفویة فی الزواج.
الکفویة فی الزواج من المسائل التی تطرح دائماً فی الکتب الفقهیة الشیعیة و السنّیّة و یخصص لها باب خاص. و هذا الأمر ناتج عن ثمرات فقهیة متعددة مترتبة على طرح و دراسة هذه المسألة و تبیینها.
معنى الکفو:
لقد جاء فی کتب اللغة: أن "الکُفؤ" و "الکُفُؤ" و جمعه "أکفاء" بمعنى "النظیر" و "المثیل" و "الکفا" و "الکفائة"، کلاهما بمعنى المساواة و التساوی و الشبه و الکفاءة و الصلاحیة.[2]
و بما أن إجماع الفقهاء على کفایة التساوی فی الإسلام فی الکفاءة فی الزواج، و بما أن الشخص السنی یعدّ مسلماً، لذا یجوز زواج الزوج (الرجل) الشیعی بالزوجة (المرأة) السنیة.
2ـ الروایات:
لقد وردت روایات متعددة فی نکاح المخالف، و قد ورد فیها الفرق بین الإسلام و الإیمان و یُستفاد منها أن الإسلام هو التشهد بالشهادتین فمن تشهد الشهادتین فهو مسلم و طاهر و نکاحه حلال.[3]
و نُشیر هنا إلى نموذجین من الروایات:
الف) جاء فی الروایة، أن شخصا سأل الإمام الصادق (ع) عن الإسلام و الإیمان، ما الفرق بینهما؟ فأجاب: "الإسلام هو الظاهر الذی علیه الناس بشهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شریک له و أن محمداً عبده و رسوله و إقام الصلاة و إیتاء الزکاة و حجّ البیت و صیام شهر رمضان فهذا الإسلام. و قال: الإیمان معرفة هذا الأمر (الولایة) مع هذا فإن أقرّ بها و لم یعرف هذا الأمر کان مسلماً و کان ضالّاً".[4]
ب) عن حمران بن أعین، عن أبی جعفر (ع) قال: "الإیمان ما إستقر فی القلب و أفضى به إلى الله عزّ و جلّ و صدّقه العمل بالطاعة و التسلیم لأمره، و الإسلام ما ظهر من قول أو فعل و هو الذی علیه جماعة الناس من الفرق کلها و به حقنت الدماء و علیه جرت المواریث و جاز النکاح...".[5]
تصرح هذه الروایات بأن أهل السنّة و الجماعة مسلمون و یشمل هذا الحکم کل فرق المسلمین حیث تشملهم أحکام الإسلام و تسری علیهم کالنکاح.[6]
أما عبارة الإمام (ع) فی نهایة الروایة الثانیة بأن النکاح جائز، فهی مطلقة تشمل الحالتین الزواج و التزویج.[7]
نعم زواج الشیعیة بالرجل السنی، لا یجوزه الفقهاء بالعنوان الثانوی، و ذلک لأن المرأة غالباً ما تقع تحت تأثیر الزوج، لذلک احتاط الفقهاء بعدم جواز تزویج المرأةإحتیاطا وجوبیا.[8]
نشیر فی النهایة إلى فتاوی بعض المراجع بخصوص هذا السؤال:
السؤال: ما حکم زواج المسلمین بغیر المسلمین و زواج الشیعة بأهل السنة؟
سماحة المرحوم آیة الله العظمى الشیخ الفاضل اللنکرانی: لا یصح زواج المرأة المسلمة بغیر المسلمین و یکره زواج المرأة الشیعیة بالرجل السنی  و لا مانع من زواج الرجل المسلم بالمرأة غیر المسلمة لو کان مؤقتاً و کذلک لا مانع من زواج الرجل الشیعی بالمرأة السنیة.
سماحة المرحوم آیة الله العظمى الشیخ بهجت: فالأول (زواج المسلمین بغیر المسلمین) لا إشکال فیه لو کان غیر المسلم من الکتابیین و کان العقد مؤقتاً، و الفرض الثانی (زواج المرأة الشیعیة بالرجل السنی) فلا یجوز تزویج البنت أو المرأة الشیعیة لهم بناءً على الإحتیاط التکلیفی.
سماحة آیة الله العظمى السید السیستانی: لا یجوز التزاوج مع أهل الکتاب بناء على الإحتیاط الواجب. و یجوز التزاوج مع أهل السنة لو لم یکن هناک خوف الإنحراف.
سماحة آیة الله العظمى الشیخ المکارم الشیرازی: لا یجوز زواج المسلم من غیر المسلم و لا إشکال فی زواج الرجل الشیعی بالمرأة السنیة، بید أنه یشکل زواج المرأة الشیعیة بالرجل السنی لوجود خطر الإنحراف فی المذهب.[9]
 

[1]  المکارم الشیرازی، ناصر، درس خارج الفقه، بحث النکاح، السنة الدراسیة 1381 و 1382، موقع سماحته، الروحانی، السید صادق، فقه الصادق، ج 21، ص 469، من برمجة الکتاب بإسم موسوعة الإمام الروحانی.
[2]  السیاح، احمد، کتاب لغة السیاح، ج 3، ص 167، النشر الإسلامی، طهران، الطبعة الأولى.
[3]  المکارم الشیرازی، ناصر، درس خارج الفقه، بحث النکاح.
[4]  الکلینی، محمد بن یعقوب، أصول الکافی، ج 2، ص 20، منشورات المکتبة الإسلامیة، طهران، 1388 ه.
[5]  أصول الکافی، ج 3، ص 42، روایت 5.
[6]  المکارم الشیرازی، ناصر، درس خارج الفقه، بحث النکاح.
[7]  نفس المصدر.
[8]  نفس المصدر.
[9]  مقتبس من الموضوع رقم 1254 (الموقع: 1333)، الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...