ما ورد فی الرسائل العملیة هو فی الحقیقة تعیین الشواخص و المعاییر المتبعة لتشخیص الماء الکر الذی کان طاهراً، و لا نعلم إن أصبح نجساً أم لا؟ و فی نظر الشرع فإن المعیار المتبع هو أنه إذا تغیرت إحدى صفات الماء (اللون أو الطعم أو الرائحة) بواسطة نجاسة (البول، الغائط، الدم، الشراب و ...)، فإن الماء یعتبر نجساً.

لذا:

أولاً: لم یقل الإسلام أنه إذا کنت ترید الاستفادة من الماء الکر فعلیک أولاً تذوقه، بل یقول: إنه إذا علمت و لو عن طریق الصدفة بأن طعم الماء قد تغیر فلا یحق لک حینئذ استعماله.

ثانیاً: تشخیص نجاسة الماء الکر غیر منحصرة فی تغیر طعمه بواسطة النجاسة، بل یمکن الاستفادة من المعاییر الأخرى (تغیر اللون و الرائحة).

ثالثاً: من الممکن أن یخترع العلماء طریقة أخرى لتشخیص طعم الماء غیر طریقة التذوق.

رابعاً: قد یتذوقه الانسان الماءَ وهو لایعلم بوقوع النجاسة فیه فلما یحس بتغیر طعمه یسأل: مابال الماء تغیر طعمه؟ فیجاب بانه قد وقعت فیه النجاسة.فحینئذ یحکم بنجاسته.