Please Wait
5983
حینما نبحث فی دنیا المجاز نجد احیاناً بعض الشائعات التی تتجاوز بسرعة حدود المنطقة و تنتشر علی مستوی العالم کله و ذلک بسبب تطور تکنولوجیا المعلومات. و التنبؤ بتحولات مذهلة فی سنة 2012م، هو أیضاً من هذه الشائعات التی تتداولها الالسن حالیاً : (بتاریخ 21 دیسمبر سنة 2012 سوف تحصل فی الارض التی هی البیت المشترک لکل الناس حادثة عظیمة جداً. و لیس الکلام هذه المرة عن الکوکب x أو الغلیان الشمسی القاتل بل ستقع هذه الحادثة فی داخل نواة الارض و ستؤدی الی تغییر کارثی فی المیدان المغناطیسی بسرعة ،أی سیکون قطب الشمال المغناطیسی فی محل القطب الجنوبی و بالعکس.
فماذا یعنی هذا التنبؤ بالنسبة لنا؟ إنه یعنی انکم لو کنتم تصدقون بالتنبؤات حول المصیر المشؤوم ،سوف تلاحظون انه بتبدل الاقطاب المغناطیسیة، فان الارض تفقد قدرتها الدفاعیة أمام الاشعاعات الشمسیة و سوف تکون عرضة لکمیات کبیرة من الاشعاعات الشمسیة و سوف تسقط المنظومة الکبیرة للاقمار الصناعیة العسکریة و المعلوماتیة عن مدارها و تؤدی الی حدوث الفوضی فی الارض،و ستقع الاضطرابات الاجتماعیة و الحروب و المجاعات و الانهیار الاقتصادی و ستسقط جمیع الطائرات لعدم وجود نظام GPS أو البوصلة العالمیة ..و...
و قد أثیر ما یشابه هذه التبؤات لسنة 2000 م أیضاً ،و لکن لم یقع فعلاً حدث متمیز فی تلک السنة.
و من وجهة نظر الدین الاسلامی فانه ستقع قبل یوم القیامة حوادث عجیبة، فالقمر سوف یخفت ضوءه و سوف ینسحب الی داخل الشمس[1]، و سوف تتفرق الجبال عن بعضها و تتحول الی أرض مستویة [2] و سوف یتساءل الانسان مع نفسه: ماذا حصل [3]؟ و...
و لکن هناک أدلة مختلفة تدل علی أن التنبؤات ذات الصلة بسنة 2012م التی یری البعض انها مأخوذة من اعتقادات (مایاها) الخرافیة، لا علاقة لها بهذه الحوادث و ذلک لان:
1.ان الله تعالی قد ذکر بشکل صریح ان الوقت الدقیق لیوم القیامة لا یعلمه أحد سوی الله، و ان هذه الحوادث الکبیرة سوف تقع فجأة و لن تکون متوقعة[4].
2.ان بعض هذه الشائعات تتحدث عن دمار کامل للارض فی هذه السنة و لکننا نحن الشیعة نعتقد أنه قبل یوم القیامة سوف یتحقق النظام العادل فی کل أنحاء العالم بقیادة الامام المهدی الموعود (عج ) فهاذان أمران لا ینسجمان مع بعضهما.
3.حتی لو قلنا ان هذه التنبؤات لا تتحدث عن دمار کامل للارض ، بل اعتبرنا الحوادث المتوقعة فی سنة 2012م هی من علائم الظهور، فان ذلک أیضاً لا یمکن مع وجود أحادیث تدل علی عدم صحة تعیین زمان دقیق للظهور[5].
و فی الختام، حیث ان عقیدة المسلمین و ما صرح به القرآن الکریم هو ان علم الغیب منحصر بالله تعالی و ان هذا العلم یعطیه الله لمن یرتضیه و بشروط خاصة [6]، هذا من ناحیة، و من ناحیة اخری، فان مستند هذه التنبؤات مجهول بالنسبة لنا، فلذلک لا یمکننا الاعتماد علیها.
[1] القیامة:8 -9(خسف القمر و جمع الشمس و القمر).
[2] المزمل:14 (یوم ترجف الارض و الجبال و کانت الجبال کثیباً مهیلاً).
[3] الزلزلة :3 (و قال الانسان ما لها )
[4] الاعراف:187(یسئلونک عن الساعة أیان مرساها قل انما علمها عند ربی لا یجلیها لوقتها الا هو ثقلت فی السماوات و الارض لا تأتیکم الا بغتة)
[5] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج1، ص 395، باب کراهیة التوقیت، دار الکتب الاسلامیة، طهران، 1365 ش
[6] الجن:26-28 (عالم الغیب فلا یظهر علی غیبه أحداً الا من ارتضی من رسول فانه یسلک من بین یدیه و من خلفه رصداً لیعلم ان قد أبلغوا رسالات ربهم و أحاط بما لدیهم و احصی کل شیء عدداً).