Please Wait
6422
1-ان الادلة العقلیة و النقلیة تؤکد ضرورة وجود الرسل الالهیین ای الانبیاء لهدایة البشریة و قیادتها لنیل السعادة و الفلاح.
فمن جهة نرى الانسان یسعى للسعادة و الکمال بصورة فطریة، و من جهة اخرى نرى الآلیات و الوسائل التی توصله الى وضع البرامج و رسم الخطط المناسبة و الشاملة لکل نواحی الحیاة و التی تساعده فی تحصیل معرفة عالم ما وراء الطبیعة محدودة و قلیلة جداً و غیر فاعلة، من هنا لو تأملنا و أمعنّا النظر فی الهدف من وراء الخلقة و الحکمة الالهیة من وراء الکامنة فی خلق الانسان نصل الى نتیجة قطعیة مفادها ضرورة وجود مصدر آخر للمعرفة یأخذ بید الانسان الى سلوک طریق السعادة الدنیویة و الاخرویة و ما هو الاّ طریق الانبیاء الالهیین، من هذا المنطلق نرى الباری تعالى وضع تحت اختیار الانسان حجتین یکونان بمثابة الجناحین الذین یحلق بهما الانسان للوصول الى السعادة و الفلاح و هما الحجة الباطنة اعنی العقول و الحجة الظاهرة اعنی الرسل و الانبیاء.
2- یظهر من المصادر الدینیة – الآیات و الروایات- ان الانبیاء بعثوا من قبل الله تعالى لتحقیق مقاصد و اهداف سامیة فی عالمی الدنیا و الآخرة و من اهم الاهداف التی سعى الانبیاء لتحقیقها:
دعوة الانسان الى طاعة الله وحده و اجتناب الطاغوت، بناء العقل البشری و تنمیة الاستعدادات و الطاقات، اقامة القسط و العدل، مواجهة الظلم و الفساد، الحریة و اشاعة الفضائل الاخلاقیة.
و من البدیهی ان الانسان یعجز عن تحقیق تلک الاهداف و المقاصد السامیة من دون الاستعانة بالانبیاء و الرسل، و افضل شاهد على هذا المدعى ملاحظة مصیر و عاقبة الاقوام السالفة و الملل الماضیة التی ابتعدت عن تعالیم الانبیاء و حادة عن تعالیم السماء.
یعتبر هذا السؤال من الاسئلة التی طرحت منذ القرون الاولى للرسالة و قد تمت الاجابة عنه فی الکتب الکلامیة القدیمة و قد اثیر هذا السؤال مجدداً فی علم الکلام الجدید و المباحث و الدراسات الدینیة. فبحث من زاویتین، زوایة من داخل الدین و خارجه، و نحن هنا نشیر الى القضیة من کلا الزاویتین بصورة مختصرة و نحیل القارئ الکریم الى المصادر الخاصة و المفصلة.[1]
الف:ضرورة ارسال الرسل:
الانسان یسعى و بصورة فطریة نحو الکمال و السعادة، هذا من جهة و من جهة اخرى نرى ان الآلیات و الوسائل المعرفیة التی زوّد بها الانسان من اجل وضع الخطط و رسم البرامج الشاملة لمناحی الحیاة الدنیویة لاتفی بالغرض و غیر فاعلة فی تحقیق المراد، فضلا عن الایفاء بما یحتاجه عالم الآخرة، من هنا و انطلاقا من الحکمة الالهیة لابد من ان یزود الانسان بمنبع و مصدر آخر للمعرفة و هو ما عبرت عنه المصادر الاسلامیة «بالوحی» و قد اشار الامام علی (ع) الى فلسفة بعثة الانبیاء تعلیقا على قوله تعالى: "رُسُلاً مُبَشِّرینَ وَ مُنْذِرینَ لِئَلاَّ یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ کانَ اللَّهُ عَزیزاً حَکیماً"[2] فقال (ع):" و بعث فیهم النبیین مبشرین و منذرین، لیهلک من هلک عن بینة، و یحیى من حیى عن بینة و لیعقل العباد عن ربهم ما جهلوه، فیعرفوه بربوبیته بعد ما أنکروه"[3].
کما تعرض الشیخ الرئیس فی کتاب الشفاء الى ضرورة ارسال الرسل بصورة مفصلة نشیر الى خلاصتها بتصرف فی العبارة:
یتفاوت الانسان مع الحیوان فی حیاته فانه مدنی بالطبع و یعیش حیاة اجتماعیة، و ان کل انسان یتمکن من توفیر بعض احتیاجه بنفسه و یبقى القسم الآخر من الحاجات فی عهدة المجتمع، و بما ان الانسان محتاج الى الحیاة الاجتماعیة فانه قهرا یحتاج الى قانون و نظام یقنن له تلک العلاقات من عقود و معاملات و ایقاعات و...، فینبغی ان یکون هذا القانون قادرا على تأمین العدالة و احقاق حقوق کافة الناس، فاذا کان الانسان یحتاج الى القانون و کان المقنن هو الانسان نفسه حینئذ یثار الاشکال التالی:
1. ان الانسان غیر محیط بجمیع المصلح و المفاسد.
2. من الواضح جلیا ان المقنن قد یراعی مصالحه الشخصیة، فاذا کان ینتفع بالقانون فانه سوف یسنّه بصورة تؤمّن له مصالحه و منافعه الشخصیة، لان الانسان یحب ذاته و یمیل الیها فطریا و هذا ما ینعکس سلبا على مصالح الآخرین و منافعهم.
اذاً تقتضی الضرورة ان یکون القانون الذی یحکم الانسان قانوناً الهیا صادرا من الله الحکیم، العالم، القادر کی یؤمن للبشریة ما تحتاج الیه من معاملات و ایقاعات و علاقات، و یحقق لها العدالة الاجتماعیة، و بما ان الله تعالى وجود مجرد و انه اسمى من ان یتصل بالانسان بصورة مباشرة، من هنا لابد من ان یوحی الى انسان کامل مطلع على عالم الغیب لیجعله الواسطة بینه تعالى و بین سائر البشر، و لیبلغهم الحقائق و القوانین الالهیة و الواقعیة.
من الطبیعی انه لایرد الاشکالان السابقان على تشریع القوانین من قبل الله تعالى و ذلک لان الله تعالى منزه عن الانتفاع بالقوانین التی یسنها من جهة و انه تعالى عالم بکل المصالح و المفاسد و ما ینفع الانسان و ما یضره على اکمل وجه.[4]
هذا الاستدلال من الشیخ الرئیس و ان کان متینا و متقنا الاّ انه اقتصر على معالجة القضیة فی بعدها المادی و الدنیوی و اشار الى ضرورة بعث الانبیاء من هذا البعد فقط، و اما البعد الاخروی فلم یعالجه و الحال ان الانسان محتاج الى القوانین و التشریعات التی تؤمن له حیاته الاخرویة التی تمثل الهدف السامی للانسان و المقصد الاسمى له فی مقابل البعد المادی، و لقد اشار القرآن الکریم الى هذا المعنى بقوله: «و ما خلقت الجن و الانس الاّ لیعبدون»،[5] فالعبادة ارتباط بالله تعالى و الارتباط به سبحانه سبب لتکامل الانسان و رقیّه، و ان تکامل الانسان سبب فی سعادة الانسان الدائمة.
من هنا تکون حاجة الانسان و المجتمعات البشریة الى بعث الانبیاء و الرسل، لیتمکن الانسان من الوصول الى القوانین و الدساتیر التی رسمها الله تعالى له لیتسنى له النجاة فی عالم الدنیا من اهدار الحقوق و التخلص من الظلم و التجاوز و... کما یتسنى له من خلال العمل بوصایا الانبیاء و ارشاداتهم الوصول الى الکمال الحقیقی و الواقعی و نیل الهدف من وراء خلقه.
و لقد اشار الامام الصادق (ع) الى هذا المعنى حیث أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِیقِ الَّذِی سَأَلَهُ مِنْ أَیْنَ أَثْبَتَّ الْأَنْبِیَاءَ وَ الرُّسُلَ؟ قَالَ: «إِنَّا لَمَّا أَثْبَتْنَا أَنَّ لَنَا خَالِقاً صَانِعاً مُتَعَالِیاً عَنَّا وَ عَنْ جَمِیعِ مَا خَلَقَ وَ کَانَ ذَلِکَ الصَّانِعُ حَکِیماً مُتَعَالِیاً لَمْ یَجُزْ أَنْ یُشَاهِدَهُ خَلْقُهُ وَ لَا یُلَامِسُوهُ فَیُبَاشِرَهُمْ وَ یُبَاشِرُوهُ وَ یُحَاجَّهُمْ وَ یُحَاجُّوهُ ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَرَاءَ فِی خَلْقِهِ یُعَبِّرُونَ عَنْهُ إِلَى خَلْقِهِ وَ عِبَادِهِ وَ یَدُلُّونَهُمْ عَلَى مَصَالِحِهِمْ وَ مَنَافِعِهِمْ وَ مَا بِهِ بَقَاؤُهُمْ وَ فِی تَرْکِهِ فَنَاؤُهُمْ ......».[6]
قد یقال: ان الانسان و من خلال العقل الذی وهبه الله له ان یمیز بین الحسن و القبیح و یشخص الطریق القویم من الطریق المنحرف، فلا حاجة الى بعث الانبیاء و الرسل!.
جوابه: صحیح ان النصوص الدینیة قد اعتبرت العقل احد الحجج الالهیة،[7] الاّ انه لایمکن الاعتماد على العقل و اعتباره الوسیلة الوحیدة لحل جمیع العقد و المشاکل التی تواجه الانسان و التی تقوده نحو الواقعیة و الخیر و الصلاح[8]، و ذلک لان کل تلک الخصال الذمیمة و الاعمال القبیحة التی تقع فی المجتمعات البشریة، انما تصدر جمیعها من اناس یمتلکون قوة العقل و التمییز، و ما ذلک الاّ لانانیتهم التی أدت الى تغلب الهوى و الرغبات و المیول و العواطف على عقولهم، و بالنتیجة الوقوع فی الضلال و الانحراف، اذاً من الضروری ان یرسم الله تعالى لهم طریقا آخر و وسیلة اخرى منزهة من غلبة الهوى و حکم الشهوات و المیول و انها لاتزل بحال من الاحوال بقیادتها للانسان و تسوقه الى طریق السعادة و الفلاح، و ما ذلک الطریق الاّ طریق الانبیاء.[9]
اننا نعتقد ان حیاة الانسان لا تنتهی بالموت، و انما الموت نافذة على حیاة أخرویة ثانیة و ان العلاقة بین الحیاتین - الدنیا و الآخرة- علاقة الظاهر بالباطن،[10] و ان الآخرة باطن الدنیا، و ان اعمالنا فی الواقع تشکل البدن الاخروی، و بلا شک ان العقل البشری یعجز عن ادراک جزئیات عالم الآخرة و عن معرفة مدى تأثیر العمل الدنیوی فی الحیاة الاخرویة، و هذا العجز و عدم القدرة العقلیة لاتنحصر فی دائرة الاخلاق فقط بل تشمل الدوائر و المجالات الاخرى.
بعبارة اخرى: ان العقل و ان کان رسولاً باطنیا و انه یعد من مصادر المعرفة الدینیة، لکنه یواجه بعض المحدودیات فی مجال العقائد و الاخلاق و الاحکام.[11]من هنا نرى القرآن الکریم یصرح بهذا المعنى حیث یقول سبحانه و تعالى: «کَما أَرْسَلْنا فیکُمْ رَسُولاً مِنْکُمْ یَتْلُوا عَلَیْکُمْ آیاتِنا وَ یُزَکِّیکُمْ وَ یُعَلِّمُکُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ یُعَلِّمُکُمْ ما لَمْ تَکُونُوا تَعْلَمُون».[12]
ب: رسالة الانبیاء الالهیین[13]
ان لرسالة الانبیاء الالهیین مجموعة من الاهداف و المقاصد التی تحاول تحقیقها منها:
1. الوعی و ازالة الغفلة
یقول الامام علی (ع) فی نهج البلاغة: «لَمَّا بَدَّلَ أَکْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ فَجَهِلُوا حَقَّهُ وَ اتَّخَذُوا الْأَنْدَادَ مَعَهُ وَ اجْتَالَتْهُمُ الشَّیَاطِینُ عَنْ مَعْرِفَتِهِ وَ اقْتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ فَبَعَثَ فِیهِمْ رُسُلَهُ وَ وَاتَرَ إِلَیْهِمْ أَنْبِیَاءَهُ لِیَسْتَأْدُوهُمْ مِیثَاقَ فِطْرَتِهِ وَ یُذَکِّرُوهُمْ مَنْسِیَّ نِعْمَتِهِ وَ یَحْتَجُّوا عَلَیْهِمْ بِالتَّبْلِیغِ وَ یُثِیرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ وَ یُرُوهُمْ آیَاتِ الْمَقْدِرَة».[14]
فبما ان الانسان موجود مختار و له حق الاختیار من هنا لایمکن لهذا المیل الفطری- خلافاً للغرائز الطبیعیة و الحیوانیة- ان یتفتح و یزدهر لوحده و انه فی الغالب یبتلى بالغفلة، من هنا اقتضت الحاجة لبعث الانبیاء لیذکروا الانسان بهذا الامر الفطری دائما و یطلبون منه مراعاة حق ذلک العهد و المیثاق و الاستجابة للنداء الباطنی و الاصغاء له.
على هذا الاساس، تکون احدى اهداف رسالة الانبیاء توعیة الانسان، فالانبیاء بالاضافة الى المعارف التی یزودن بها الانسان مثل معرفة الله تعالى یقومون فی بعض الاحیان بدعوة الانسان الى العودة الى فطرته و تذکیره بها، من هنا نرى القرآن یصف الانبیاء تارة بانهم معلمون[15] و اخرى بانهم مذکرون قال تعالى:" فَذَکِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَکِّر".[16]
2. اقامة و نشر العدل
یعتبرالقرآن ان احدى اهداف الانبیاء هو اقامة العدل و نشره «لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْکِتابَ وَ الْمیزانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْط».[17]
من الجدیر بالذکر ان الانبیاء و لتحقیق هذا الهدف لم یکتفوا بابداء النصیحة و الموعظة،بل کانت لهم برامج و خطط عملیة لتحقیق هذا الهدف و تشکیل الحکومة.
یقول الامام الخمینی (قدس) مؤسس الجمهوریة الاسلامیة:"بحکم العقل و ضرورة الادیان لاتنحصر مهمة الانبیاء بطرح المسائل و بیان الاحکام،بل ان من اهم وظائف الانبیاء هی اقامة النظام الاجتماعی العادل من خلال اجراء القوانین و الاحکام، و هذا یلازم طبعا بیان الاحکام و نشر التعالیم و العقائد الالهیة".[18]
هذه النکتة واضحة بحق النبی الاکرم (ص) و لایمکن الشک فیها و قد شهد تاریخه (ص) بها.[19]
3. محاربة الظلم و الفساد
یظهر من القرآن الکریم ان بعث الانبیاء انما تم بعد ان انتشر الفساد و الظلم فی المجتمعات البشریة و ان احد اهداف الانبیاء تتمثل فی محاربة الظلم و الفساد، و لقد اشیر الى هذا المعنى فی قصة الانبیاء شعیب و لوط علیهما السلام.[20]
4. التبشر و التحذیر
قال تعالى میشراً الى تلک الحقیقة بقوله: «إِنَّا أَرْسَلْناکَ بِالْحَقِّ بَشیراً وَ نَذیراً وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فیها نَذیر».[21]
ان دراسة الآیات القرآنیة تکشف لنا هذه الحقیقة و هی ان هناک عدداً کبیراً من آیات الذکر الحکیم قد اشارت الى التبشیر و التحذیر، سؤاء على لسان النبی الاکرم (ص) أم على لسان سائر الانبیاء، ای بیان النعم و العذاب الاخروی، و هذا یؤکد ضرورة وجود شخص یذکر الناس و یحذرهم من المخاطر القادمة. «وَ ما نُرْسِلُ الْمُرْسَلینَ إِلاَّ مُبَشِّرینَ وَ مُنْذِرین».[22]
5. ترویج الاخلاق و نشرها
من اهداف الانبیاء الاخرى التی یسعون الى تحقیقها هی نشر الفضائل الاخلاقیة فی المجتمع و الوصول الى کمال الفضائل الاخلاقیة و نشر الملکات الاخلاقیة و بسطها و ارساء السلوکیات الاجتماعیة، کما یهدف الانبیاء الى القضاء على العادات و التقالید المنحرفة و الرذائل الاخلاقیة، یقول النبی الاکرم (ص) فی هذا الخصوص: «انما بعثت لاتمم مکارم الاخلاق».[23] کما ان القران الکریم اشار الى فلسفة بعث الانبیاء بانهم یسعون الى تزکیة الانسان و تعلیمه، و ان فی تقدیم التزکیة على التعلیم اشارة الى اهمیة التربیة المعنویة و الاخلاقیة، قال تعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنینَ إِذْ بَعَثَ فیهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفی ضَلالٍ مُبین».[24]
6. تحریر الانسان
ان الهدف النهائی للانبیاء یکمن فی تحریر الانسان من أسر الشیطان و عبودیته و دعوته الى اطاعة الله الواحد الاحد، قال أمیر المؤمنین (ع) : «فَبَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً (ص) بِالْحَقِّ لِیُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ وَ مِنْ طَاعَةِ الشَّیْطَانِ إِلَى طَاعَتِه».[25]
ان نجاة الانسان و تحریره من مخالب الشیطان و قبضته تعد من أهم اهداف رسالات الانبیاء الالهیین. «وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتی کانَتْ عَلَیْهِم»."[26]ان الانبیاء و من خلال وضع الاصر و الاغلال عن الانسان یمنحونه الحریة الواقعیة و ذلک لان الدعوة الى عبادة الله الواحد الاحد تحرر الانسان من کل انواع العبودیة و الاسر و الرق لغیره.
7-ازدهار و رواج العقل
من برامج الانبیاء الالهیین ازدهار و رواج العقل و المعارف الانسانیة، و لقد اشار أمیر المؤمنین (ع) الى هذا المعنى بقوله: «و یثیروا لهم دفائن العقول».[27] ان عقل الانسان کالکنز تکمن فیه جمیع الحقائق، غایة ما فی الامر ان الانسان و بسبب الالقاءات و الوساوس الشیطانیة و... ینسى تلک الحقائق.
و لقد جاء الانبیاء- و من خلال التعالیم التی یحملونها – لیزیلوا عن العقل تلک المحدودیات و العقبات من جهة، و من جهة اخرى یضعوا سداً امام الشیطان لیتمکن الانسان من خلال هذا الطریق من تحصیل اسباب النمو و الازدهار العقلی و المعنوی.
و من البدیهی ان الانسان یعجر عن تحقیق تلک الاهداف السامیة اذا لم یستعن بتعالیم الانبیاء الالهیین، و افضل شاهد على هذا المدعى هو تاریخ و مصیر الاقوام و الشعوب التی تمردت على تعالیم السماء و حادت عن جادة الصواب.
[1] انظر: عبد الله، جوادی الآملی، انتظار بشرازدین و شریعت در آینه ی معرفت"انتظار البشر من الدین و الشریعة فی مرآة المعرفة"؛ خسرو پناه، عبد الحسین، انتظار بشر از دین وگستره ی شریعت و قلمرو دین"انتظار البشر من الدین و ساحة الشریعة و حدود الدین"؛ قرا ملکی، احد فرامرز، قلمرو پیام پیامبران"حدود رسالة الانبیاء".
[2] النساء، 165.
[3] نهجالسعادة، ج7، ص 505.
[4] الالهیات من کتاب الشفاء، تحقیق حسن زاده الآملی، ص487-489.
[5] الذاریات، 56.
[6] اصول الکافی، ج 1، ص 168.
[7] قال الامام موسى الکاظم (ع) : «ُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَیْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ (ع) وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُول» الکلینی، اصول الکافی، ج1، ص16، کتاب العقل والجهل.
[8] لمزید الاطلاع، انظر موقعنا عناوین ذات صله: العقل وحدود نشاطاته رقم السؤال،227.
[9] الطباطبائی، محمد حسین، خلاصة تعالیم اسلام "خلاصة تعالیم الاسلام"، ص48.
[10] انظر: الاستاذ هادوی الطهرانی، مهدی، التصورات والاسئلة، ص95-102.
[11] المصدر السابق، ص45-58.
[12] البقرة، 151 .
[13] لمزید الاطلاع على فلسفة بعثة الانبیاء انظر: پیام قرآن (التفسیر الموضوعی للقرآن) تحت اشراف آیة الله الشیخ مکارم الشیرازی، ج7، ص8-49.
[14] نهج البلاغة، الخطبة الاولى
[15] البقرة، 151.
[16] الغاشیة، 21.
[17] الحدید، 25.
[18] الامام الخمینی، ولایة الفقیه، ص59-60.
[19] جان جاک روسو، العقد الاجتماعی، ص195-196؛ مصباح الیزدی، محمد تقی، راه و راهنماشناسی، ص4، 5،37.
[20] انظر: الاسراء، 35؛ الاعراف، 85؛ النحل، 36.
[21] فاطر، 24 .
[22] الانعام، 48.
[23] المجلسی،محمد باقر، بحار الانوار، ج16، ص287.
[24] آل عمران، 164؛ البقرة، 151؛ سورة الجمعة الآیة الثانیة تشیر الى هذا المعنى.
[25] نهج البلاغة ، الخطبة رقم 147.
[26] الاعراف، 157.
[27] نهج البلاغة، الخطبة الاولى.