بحث متقدم
الزيارة
7378
محدثة عن: 2012/05/20
خلاصة السؤال
ما المراد من القرین فی القرآن الکریم؟
السؤال
السلام علیکم و رحمة الله و برکاته مسألة: { ......وَمَن یَکُنِ الشَّیْطَانُ لَهُ قَرِیناً فَسَاء قِرِیناً }النساء38, {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّی کَانَ لِی قَرِینٌ }الصافات51, {وَمَن یَعْشُ عَن ذِکْرِ الرَّحْمَنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ }الزخرف36, {حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ یَا لَیْتَ بَیْنِی وَبَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ }الزخرف38, {وَقَالَ قَرِینُهُ هَذَا مَا لَدَیَّ عَتِیدٌ }ق23, {قَالَ قَرِینُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَیْتُهُ وَلَکِن کَانَ فِی ضَلَالٍ بَعِیدٍ }ق27,ما المراد من القرین فی هذه الآیات الکریمة؟
الجواب الإجمالي

تطلق مفردة القرین – کما ذکر صاحب کتاب العین- على صاحبک الذی یقارنک.[1]

و لهذه المعنى – انطلاقا من جمیع التعبیرات القرآنیة- مصادیق کثیرة، منها الشیطان " وَ الَّذینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ مَنْ یَکُنِ الشَّیْطانُ لَهُ قَریناً فَساءَ قَریناً".[2] و فی مکان آخر أطلق القرین على المَلَک، «وَ قالَ قَرینُهُ هذا ما لَدَیَّ عَتید»؛[3] الضمیر فی قرینه یعود الى الملک القعید الشهید الذی یکتب أقوال الموکل به، و المعنى ان هذا الکاتب یقول للّه سبحانه: هذا کتاب ما وکلتنی به، و فیه کل ما کان منه على حقیقته.[4] و فی آیة ثالثة تمثل المصداق بالصاحب السیئ، «قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّی کانَ لی‏ قَرین*یَقُولُ أَ إِنَّکَ لَمِنَ الْمُصَدِّقین‏....‏»؛[5]  یتحدث هذا المؤمن الى إخوانه و جیرانه عن جلیس له کان یسخر من الذین آمنوا بیوم الدین، و یقول فیما یقول: أ بعدَ الفناء نبعث أحیاء؟![6]

و الجدیر بالذکر أن القرآن الکریم و إن استعمل فی اکثر من مورد کلمة القرین فی الصاحب السیئ، الا ان ذلک لا یعنی بالضرورة اختصاصها بذلک؛ و ذلک لان المفردة قد استعملت فی الروایات فی المصاحب الجید أیضا، من قبیل:

1. «نعم القرین الدین».[7]

2. «علیک بالعفة فإنها نعم القرین».[8]

3. «... وَ نِعْمَ الْقَرِینُ الرِّضَی».[9]

 

[1] الفراهیدی، خلیل بن احمد، کتاب العین، ج 5، ص 147، مفردة «قرین»؛ القرشی، سید علی اکبر، قاموس القرآن، ج 5، ص 310، دار الکتب الإسلامیة، طهران،

[2] النساء، 38.

[3]. ق، 23.

[4] مغنیة، محمد جواد، تفسیر الکاشف، ج‏7، ص: 135.

[5]. الصافات، 51- 53.

[6] تفسیر الکاشف، ج‏6، ص: 341.

[7]. التمیمی الآمدی، عبد الواحد، غرر الحکم و درر الکلم، ص 85، مکتب الاعلام الاسلامی، قم، 1366ش.

[8]. نفس المصدر.

[9]. نهج البلاغة، ص 469، دار الهجرة، قم.

 

التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280300 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258899 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129701 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115823 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89600 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61143 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60417 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57401 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51759 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47752 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...