بحث متقدم
الزيارة
5333
محدثة عن: 2013/06/22
خلاصة السؤال
هل المهدی (ع) یدعو الی القیام و الثورة أو یدعو اولا الی التعریف بالدلائل و النسب الذی یعود الیه؟
السؤال
هل المهدی (ع) یدعو الی القیام و الثورة أو یدعو اولا الی التعریف بالدلائل و النسب الذی یعود الیه؟
الجواب الإجمالي
الملاحظ من المعارف و المفاهیم الاسلامیة و طریقة تعامل الانبیاء و الأئمة علیهم السلام و منهم صاحب الزمان (عج) مع خصومهم أنهم لا یخوضوا معرکة مع اعداء الدین و خصوم العدالة و الانسانیة الا بعد ان یبینوا لهم اهدافهم و السبیل الذی یدعون الیه و بعد القاء الحجه علیهم بما لا یبقی عندهم ادنى شک او ریبة فی أحقیة الرسالة و الدعوة الالهیة. و هذا المعنى واضح – کما یذکر المفسرون- فی آیات الذکر الحکیم و کلمات المعصومین (ع) کقوله تعالى " وَ ما کُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا"[1]
و هناک نقاش بین المفسّرین حول نوع العذاب المقصود هنا، و هل هو نوع من أنواع العذاب الذی یقع فی الدنیا أو فی الآخرة، أم المقصود به هو عذاب «الاستیصال» الذی یعنی العذاب الشامل المدمّر کطوفان نوح مثلا؟ إنّ ظاهر الآیة الکریمة یدل على الإطلاق، و هو بالتالی یشمل کل أنواع العذاب.[2]
الا ان العلامة الطباطبائی فی معرض تفسیره للآیة المذکورة قال: ظاهر السیاق الجاری فی الآیة و ما یتلوها من الآیات بل هی و الآیات السابقة أن یکون المراد بالتعذیب التعذیب الدنیوی بعقوبة الاستئصال، و یؤیده خصوص سیاق النفی «وَ ما کُنَّا مُعَذِّبِینَ» حیث لم یقل: و لسنا معذبین و لا نعذب و لن نعذب بل قال: «وَ ما کُنَّا مُعَذِّبِینَ» الدال على استمرار النفی فی الماضی الظاهر فی أنه کانت السنة الإلهیة فی الأمم الخالیة الهالکة جاریة على أن لا یعذبهم إلا بعد أن یبعث إلیهم رسولا ینذرهم بعذاب الله.[3]
و بما أن الحرب التی تنشب بین الامام (عج) و خصوم الدین فی حقیقتها نوع من العذاب الالهی فمن هنا لابد ان تسبقها الحجة و البرهان و الزامهم بالحجة لیکون عمله (عج) مصداقا للآیة الکریمة و لا یتنافى مع روح الاسلام و منهجه فی الدعوة الى الله.
و علیه، فان الامام (عج) لا یخرج بحال من الاحوال عن الخط العام للرسالة و انه لا یقوم بأی حرکة قسریة الا بعد ان یلقی الحجة.
و الجدیر بالذکر ان تعریف الناس بنسبه الشریف و اخبارهم بحاله یعد احدى مصادیق الحجة و البرهان و الا کیف یذعن الناس لشخص لا یعرفون من هو؟! فلابد ان یظهر الامام کل ما یکون عاملا مساعدا فی القاء الحجة و بیان أحقیته (عج) و حرکته الاصلاحیة التی تمثل روح و جوهر حرکة جده الرسول الاکرم (ص).
 

[1] الاسراء، 15.
[2] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏8، ص: 421، مدرسة الامام علی بن ابی طالب (ع)، الطبعة الاولى، 1421هـ.
[3] الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج ‏13، ص 57، دفتر النشر الاسلامی، قم، الطبعة الخامسة، 1417ق.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280300 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258899 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129701 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115823 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89600 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61143 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60417 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57401 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51759 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47752 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...