بحث متقدم
الزيارة
9634
محدثة عن: 2009/04/16
خلاصة السؤال
هل أن أکل «لابستر» lobster و صدف البحر و الأخطبوط حرام؟
السؤال
هل أن أکل «لابستر» Lobsterو صدف البحر و الأخطبوط حرام، و إذا کان حراماً، فلماذا یباع فی إیران؟
الجواب الإجمالي

إن أکل اللابستر[1] و صدف البحر و الأخطبوط حرام. طبقاً للنصوص الدینیة هناک ضوابط و معاییر عدیدة فی مسألة اللحوم المحرمة و المحللة. و لکل من الحیوانات البریة و البحریة و الطیور ضوابط خاصة و معاییر یعرف من خلالها المحلل من المحرم. فبالنسبة للأسماک فی البحر فإن الضابط الأساس فی حلیتها أن تکون من ذوات «الفلس» أی القشر الذی یکسو جسمها.

جاء فی روایة محمد بن مسلم عن الإمام الباقر (ع): «کل ما له قشر من السمک فکله، و ما لیس له قشر فلا تأکله»[2]. و المراد من القشر «الفلس» کما ورد فی الروایات[3].

و قد اعتمد مراجع التقلید على هذه الروایات فأصدروا الأحکام فی مسألة أحکام الأسماک التی تعیش تحت سطح الماء و قد قالوا: إن ما یتحصل من الروایات هو أن لحوم الحیوانات البحریة حرام سوى أنواع من الأسماک و التی تغطی أجسامها القشور المسماة «الفلس». و لکن «المیکو= الروبیان» مستثنى من هذه القاعدة، و قد وردت روایات خاصة فی حلیته «و لذلک فلا إشکال فی أکله و إنه نوع من الأسماک»[4].

إن الروبیان و إن لم یکن من ذوات الفلس و لکن حکمه حکم الأسماک ذوات الفلس و لا إشکال فی حلیة أکله، بعبارة أخری أن هذا الحیوان البحری محلل لجهات لا نعلمها و أسباب نجهلها مع أنه لا یعد من ذوات الفلس، فإنه قد استثنی من الضابطة و حکم بحلیة أکله».[5]

کما أن حرمة «سرطان البحر» وردت فیها روایات خاصة: «لا یحل أکل الجرّی (نوع من الأسماک) و لا السلحفاة و لا السرطان»[6]. و علیه فاللابستر و الأخطبوط و .. تبقى فی دائرة الحرمة کما هو مقتضى القاعدة الکلیة.

و من الجدیر بالذکر أن محض الحرمة بالنسبة إلى الشیء لا تکون مانعاً من بیعه و شرائه أو صیده. لأن حرمة الأکل و صیده و بیعه أمرٌ آخر، فکم من شیء یحرم أکله و شربه إلا أن بیعه و شراءه جائز و لا إشکال فیه، و مثال ذلک الدم فإن شربه حرام، و لکن لا إشکال فی بیعه و شرائه و ذلک لما فیه من المنافع الأخرى، و علیه فبیع الأنواع المتقدم من الأحیاء البحریة جائز لجهات أخرى لا تتعلق بأکلها، إذا کانت فیها منافعً عقلائیة أخرى، و لا یمکن إنکار وجود المنافع الأخرى غیر الأکل للموجودات البحریة المشار إلیها کالصدف و اللابستر و... .

للاطلاع: یراجع السؤال 744 (الموقع: ).



[1] . اللابستر ذو الأشواک، و اللابستر الصخری تمتلک قشرة صلبة جداً، تمکنها من العیش فی المناطق القطبیة امتدادا إلی المناطق الحارة و تحت عمق 500 متر

[2]. الشیخ الحر العاملی، وسائل الشیعة، ج 16، ص 397 و 398، الروایة 1، الباب 8، أبواب الأطعمة المحرمة.

[3]. المصدر نفسه، الروایة 3 و 7.

[4] وسائل الشیعة، ص 408، الروایة 5 و 12، کتاب الأطعمة المحرمة.

[5] .حاشیة وسائل الشیعة، ص 408.

[6].وسائل‏الشیعة، ج 24، ص 146، کِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ، باب 16، ح 1.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280255 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258831 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129627 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115643 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61038 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60364 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57374 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51615 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47713 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...