Please Wait
الزيارة
7100
7100
محدثة عن:
2013/12/03
خلاصة السؤال
أرید شرحاً مفصلاً حول شخصیة الصحابی محمد بن أبی بکر و موقفه مع الإمام علی (ع).
السؤال
هل کان محمد بن أبی بکر من مقربی و أصحاب الإمام علی (ع)؟ و کیف یتربى إبن أبی بکر فی أحضان الإمام علی (ع)؟
الجواب الإجمالي
ولد محمد بن أبی بکر (الخلیفة الأول) فی سنة حجة الوداع فی طریق مکة من المدینة. أمه أسماء بنت عمیس، و قد تزوجت أولا بجعفر بن أبی طالب. ثم و بعد شهادته تزوجها أبو بکر. و کان من ثمرة هذا الزواج ولادة محمد. و قد فقد محمد والده فی فترة الطفولة. ثم تزوجها الإمام علی (ع) بعد موت أبی بکر و بهذا الطریق فتح المجال لمحمد أن یدخل بیت الإمام علی (ع) و یتربى فی حجره.
لقد شارک محمد بن أبی بکر فی حربی الجمل و صفین و قاتل فی رکاب الإمام علی (ع). و قد کتب کتاباً إلى معاویة یصف به علیاً جاء فیه، فکان أول من أجاب و أناب و أسلم و سلّم، أخوه و ابن عمه علی بن أبی طالب (ع) فصدقه بالغیب المکتوم و آثره على کل حمیم و وقاه من کل مکروه و واساه بنفسه فی کل خوف.
لقد شارک محمد بن أبی بکر فی حربی الجمل و صفین و قاتل فی رکاب الإمام علی (ع). و قد کتب کتاباً إلى معاویة یصف به علیاً جاء فیه، فکان أول من أجاب و أناب و أسلم و سلّم، أخوه و ابن عمه علی بن أبی طالب (ع) فصدقه بالغیب المکتوم و آثره على کل حمیم و وقاه من کل مکروه و واساه بنفسه فی کل خوف.
الجواب التفصيلي
ولد محمد بن أبی بکر (الخلیفة الأول) فی سنة حجة الوداع فی طریق مکة من المدینة.[1]
کنیته أبوالقاسم.[2] و قد کنته بهذه الکنیة أخته عائشة.[3]
أمّه أسماء بنت عمیس، أخت میمونة زوجة النبی محمد (ص). تزوجت أسماء أولا بجعفر بن أبی طالب، ثم هاجرت معه إلى الحبشة و سکنت معه هناک و ولدت له أولاداً. ثم هاجرت إلى المدینة بعد هجرة النبی محمد (ص) إلیها. لقد عاشت مع جعفر بن أبی طالب إلى شهادته. ثم تزوجها أبوبکر بعد شهادة جعفر. و کان من ثمرة هذا الزواج ولادة محمد. و قد فقد محمد والده فی فترة الطفولة فتزوجت اسماء الإمام علی بن ابی طالب (ع) بعد وفاة أبی بکر و بهذه الوسیلة دخل محمد بیت أمیر المؤمنین (ع).[4]
و من حیث أن محمداً تربى فی أحضان الإمام علی (ع) کانت أفکاره و عقائده أقرب إلیه من غیره. فقد کان متبّعاً للإمام علی (ع) فی فکره و عمله و کانت تربطه به علاقة جیدة و قد شارک معه و إلى صفّه فی عدة حروب، کالجمل و صفین.[5] لقد کان لمحمد ولد یسمى القاسم و قد تزوج الإمام الصادق ببنت القاسم و کان من ثمرة هذا الزواج ولادة الإمام الباقر (ع).[6]
دور محمد بن أبی بکر فی مقتل عثمان
مقتل عثمان کان أول حادثة تأریخیة مهمة کان لمحمد بن أبی بکر دور مهم فیها و قد ذکر التأریخ إسمه بالتحدید. ذکروا أن أهل مصر جاءوا یشکون ابن أبی سرح عاملهم... فخرج من أهل مصر، سبع مئة رجل، فنزلوا المسجد، و شکوا إلى أصحاب رسول الله فی مواقیت الصلاة ما صنع بهم ابن أبی سرح. فعاتب الصحابة عثمان على ذلک. و من جملة ما جرى بینهم من کلام قال لهم عثمان: إختاروا رجلاً أولیه علیهم. فقالوا: إستعمل محمد بن أبی بکر، فکتب عهده، و ولاه، و خرج معه عدد من المهاجرین و الأنصار، ینظرون فیما بین ابن أبی سرح و أهل مصر، فخرج محمد و من معه، حتى إذا کانوا على مسیرة ثلاث لیال من المدینة، إذا هم بغلام أسود على بعیر، فقال له أصحاب محمد: ما قصتک و ما شأنک؟ کأنک طالب أو هارب، فقال: أنا غلام أمیر المؤمنین، فقال له محمد: إلى من أرسلک؟ قال: إلى عامل مصر، قال: بماذا؟ قال: برسالة.فأخذوا الرسالة منه بعد مشاجرة، فجمع محمد من کان معه من المهاجرین و الأنصار ثم فک الکتاب بمحضر منهم، فقرأه فإذا فیه: إذا أتاک محمد بن أبی بکر و فلان و فلان فاقتلهم، و أبطل کتابهم، و قرّ على عملک حتى یأتیک رأیی.
فلما رأوا الکتاب فزعوا منه، و رجعوا إلى المدینة، و ختم محمد الکتاب بخواتیم النفر الذین کانوا معه، ثم قدموا المدینة، فجمعوا طلحة و الزبیر و علیاً و سعدا و من کان من أصحاب رسول الله، ثم فکوا الکتاب بمحضر منهم، و أخبرهم بقصة الغلام، و أقرأهم الکتاب، فلم یبق أحد من أهل المدینة إلا حنق على عثمان. فحصر الناس عثمان، و أحاطوا به، و منعوه الماء و الخروج، و من کان معه.[7]
و قد نسب ابن کثیر قتل عثمان لمحمد هذا حیث قال: أجلب علیه محمد بن أبی بکر. فدخل علیه محمد بن أبی بکر فصرعه، و قعد على صدره، و أخذ بلحیته، و قال: یا نعثل، ما أغنى عنک معاویة، و ما أغنى عنک إبن عامر و إبن سرح. فقال له عثمان: "لو رآنی أبوک لبکانی، و لساءه مکانک منی، فتراخت یده عنه، و قام عنه و خرج".[8] و بما ان الاخبار متضاربة فی هذه القضیة لایمکن القطع بمثل هذه النقول.
محمد فی کنف أمیر المؤمنین (ع) و وصف أمیر المؤمنین (ع) له:
کان محمد من ملازمی الإمام علی (ع)، لقد ذکروا أن علیاً (ع) عندما تحرک إلى الکوفة لحرب الجمل و نزل قریبا من الکوفة بعث عمار بن یاسر، و محمد بن أبی بکر إلى أبی موسى الأشعری، و کان أبو موسى عاملا لعثمان على الکوفة، فبعثهما علیّ (ع) إلیه و إلى أهل الکوفة یستنفرهم لنصرته و یدعوهم إلى الجهاد فی رکابه.[9]
لقد کان محمد بن أبی بکر إلى صف جیش أمیر المؤمنین فی حرب الجمل مع أن أخته عائشة کانت من قوّاد الجیش المقابل، کما أنه کان إلى صفه فی حرب صفین أیضاً.[10] و قد کتب فی هذه الحرب رسالة إلى معاویة یذکره بفضائل و سوابق الإمام علی (ع) و یحذره من أعماله بلحن شدید و بتعداده لخیانات آل أبی سفیان. و قد قال فی وصف علی (ع) فیها: "... فکان أول من أجاب و أناب، و أسلم و سلّم، أخوه و ابن عمه علی بن أبی طالب (ع)، فصدقه بالغیب المکتوم، و آثره على کلّ حمیم، و وقاه من کل مکروه. و واساه بنفسه فی کلّ مخوف، و قد رأیتک تساویه و أنت أنت و هو هو، المبرز و السابق لکل خیر، و أنت اللعین بن اللعین لم تزل أنت و أبوک تبعضان و تبغیان فی دین الله الغوائل، و تجتهدان فی إطفاء نور الله، تجمعان الجموع على ذلک، و تبذلان فیه الأموال، و تحالفان علیه القبائل. على ذلک مات أبوک، و علیه خلفته أنت، فکیف ـ لک الویل ـ تعدل عن علی و هو وارث علم رسول الله و وصیه، و أول الناس له اتباعا و آخرهم به عهدا؟ و أنت عدوه و إبن عدوه، فتمتع بباطلک ما استطعت، و تبدّد بابن العاص فی غوایتک فکأن أجلک قد انقضى، و کیدک قد وهى، ثم تستبین لک لمن تکون العاقبة العلیا، و السلام على من اتبع الهدى".[11]
و هذه الرسالة تبین بشکل واضح، عقیدة محمد بن أبی بکر فی الإمام علی (ع).
لقد عهد إلیه الإمام علی بعد حرب صفین ولایة مصر و هی من أکبر الولایات الإسلامیة.[12] و قد أرسله إلى مصر برسالة کتب فیها أصول الحکومة الإسلامیة و الحاکم الإسلامی و الخطوط العریضة لهما.[13]
تعدّ مصر نقطة حساسة و محوریة و أساسیة فی المجتمع الإسلامی آنذاک، و کانت بالنسبة لمعاویة طعمة مهمة جدّاً، لذلک عقب دخول محمد إلیها مشاکل و صراعات عدیدة، مما أدى إلى أن یرسل الإمام علی (ع) الأشتر النخعی بدلا من محمد بن أبی بکر إلیها و هو من أبرز رجاله و المقربین إلیه. عندما وصل الخبر إلى محمد تألم لذلک و عندما وصل خبر تألمه للإمام علی (ع) کتب إلیه: "أما بعد، فقد بلغنی موجدتک من تسریح الأشتر إلى عَمَلک، و إنّی لم أفعل ذلک استبطاءً لک فی الجهد، و لا إزدیاداً لک فی الجد، و لو نزعت ما تحت یدک من سلطانک، لولّیتک ما هو أیسر علیک مؤنه، و أعجب لک ولایة...".[14]
أجابه محمد أیضاً، برساله بین فیها أطاعته و إحترامه للإمام علی (ع).[15]
لکن مالکا لم یصل فی النهایة إلى مصر، بل إستشهد فی الطریق على أثر سمّ زق إلیه.[16] و بقی محمد فی مصر إلى وصول جیش الشام إلیها، و أخیراً کانت نتیجة محمد أن إستشهد على ید جیش الشام فقتلوه و وضعوا جسده فی بطن حمار و أحرقوه.[17]
و قد قال الإمام علی (ع)، عندما بلغه قتل محمد بن أبی بکر: "إن حُزننا علیه على قدر سرورهم به، إلا أنّهم نقصوا بغیضاً، و نقصنا حبیباً".[18] کما قال (ع) عندما ذهبت مصر من أیدیهم: "لقد أردت تولیة مصر هاشم بن عتبة، و لو ولیته إیاها لما خلّى لهم العرصة، و لا أنهزهم الفرصة، بلا ذمٍّ لمحمد بن أبی بکر، و لقد کان إلیّ حبیباً، و کان لی ربیبا".[19]
کما کتب (ع) إلى عبد الله بن العباس عندما أرسله بجیش إلى مصر لقتال جیش الشام بعد مقتل محمد بن أبی بکر: "أما بعد، فإن مصر قد إفتتحت، و محمد بن أبی بکر ـ رحمة الله ـ قد إستشهد، فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، و عاملاً کادحا، و سیفاً قاطعا، و رکناً دافعا، و قد کنت حثثت الناس على لحاقه، و أمرتهم بغیاثه قبل الوقعة، و دعوتهم سرّاً و جهراً، و عوداً و بدءاً...".[20]
کنیته أبوالقاسم.[2] و قد کنته بهذه الکنیة أخته عائشة.[3]
أمّه أسماء بنت عمیس، أخت میمونة زوجة النبی محمد (ص). تزوجت أسماء أولا بجعفر بن أبی طالب، ثم هاجرت معه إلى الحبشة و سکنت معه هناک و ولدت له أولاداً. ثم هاجرت إلى المدینة بعد هجرة النبی محمد (ص) إلیها. لقد عاشت مع جعفر بن أبی طالب إلى شهادته. ثم تزوجها أبوبکر بعد شهادة جعفر. و کان من ثمرة هذا الزواج ولادة محمد. و قد فقد محمد والده فی فترة الطفولة فتزوجت اسماء الإمام علی بن ابی طالب (ع) بعد وفاة أبی بکر و بهذه الوسیلة دخل محمد بیت أمیر المؤمنین (ع).[4]
و من حیث أن محمداً تربى فی أحضان الإمام علی (ع) کانت أفکاره و عقائده أقرب إلیه من غیره. فقد کان متبّعاً للإمام علی (ع) فی فکره و عمله و کانت تربطه به علاقة جیدة و قد شارک معه و إلى صفّه فی عدة حروب، کالجمل و صفین.[5] لقد کان لمحمد ولد یسمى القاسم و قد تزوج الإمام الصادق ببنت القاسم و کان من ثمرة هذا الزواج ولادة الإمام الباقر (ع).[6]
دور محمد بن أبی بکر فی مقتل عثمان
مقتل عثمان کان أول حادثة تأریخیة مهمة کان لمحمد بن أبی بکر دور مهم فیها و قد ذکر التأریخ إسمه بالتحدید. ذکروا أن أهل مصر جاءوا یشکون ابن أبی سرح عاملهم... فخرج من أهل مصر، سبع مئة رجل، فنزلوا المسجد، و شکوا إلى أصحاب رسول الله فی مواقیت الصلاة ما صنع بهم ابن أبی سرح. فعاتب الصحابة عثمان على ذلک. و من جملة ما جرى بینهم من کلام قال لهم عثمان: إختاروا رجلاً أولیه علیهم. فقالوا: إستعمل محمد بن أبی بکر، فکتب عهده، و ولاه، و خرج معه عدد من المهاجرین و الأنصار، ینظرون فیما بین ابن أبی سرح و أهل مصر، فخرج محمد و من معه، حتى إذا کانوا على مسیرة ثلاث لیال من المدینة، إذا هم بغلام أسود على بعیر، فقال له أصحاب محمد: ما قصتک و ما شأنک؟ کأنک طالب أو هارب، فقال: أنا غلام أمیر المؤمنین، فقال له محمد: إلى من أرسلک؟ قال: إلى عامل مصر، قال: بماذا؟ قال: برسالة.فأخذوا الرسالة منه بعد مشاجرة، فجمع محمد من کان معه من المهاجرین و الأنصار ثم فک الکتاب بمحضر منهم، فقرأه فإذا فیه: إذا أتاک محمد بن أبی بکر و فلان و فلان فاقتلهم، و أبطل کتابهم، و قرّ على عملک حتى یأتیک رأیی.
فلما رأوا الکتاب فزعوا منه، و رجعوا إلى المدینة، و ختم محمد الکتاب بخواتیم النفر الذین کانوا معه، ثم قدموا المدینة، فجمعوا طلحة و الزبیر و علیاً و سعدا و من کان من أصحاب رسول الله، ثم فکوا الکتاب بمحضر منهم، و أخبرهم بقصة الغلام، و أقرأهم الکتاب، فلم یبق أحد من أهل المدینة إلا حنق على عثمان. فحصر الناس عثمان، و أحاطوا به، و منعوه الماء و الخروج، و من کان معه.[7]
و قد نسب ابن کثیر قتل عثمان لمحمد هذا حیث قال: أجلب علیه محمد بن أبی بکر. فدخل علیه محمد بن أبی بکر فصرعه، و قعد على صدره، و أخذ بلحیته، و قال: یا نعثل، ما أغنى عنک معاویة، و ما أغنى عنک إبن عامر و إبن سرح. فقال له عثمان: "لو رآنی أبوک لبکانی، و لساءه مکانک منی، فتراخت یده عنه، و قام عنه و خرج".[8] و بما ان الاخبار متضاربة فی هذه القضیة لایمکن القطع بمثل هذه النقول.
محمد فی کنف أمیر المؤمنین (ع) و وصف أمیر المؤمنین (ع) له:
کان محمد من ملازمی الإمام علی (ع)، لقد ذکروا أن علیاً (ع) عندما تحرک إلى الکوفة لحرب الجمل و نزل قریبا من الکوفة بعث عمار بن یاسر، و محمد بن أبی بکر إلى أبی موسى الأشعری، و کان أبو موسى عاملا لعثمان على الکوفة، فبعثهما علیّ (ع) إلیه و إلى أهل الکوفة یستنفرهم لنصرته و یدعوهم إلى الجهاد فی رکابه.[9]
لقد کان محمد بن أبی بکر إلى صف جیش أمیر المؤمنین فی حرب الجمل مع أن أخته عائشة کانت من قوّاد الجیش المقابل، کما أنه کان إلى صفه فی حرب صفین أیضاً.[10] و قد کتب فی هذه الحرب رسالة إلى معاویة یذکره بفضائل و سوابق الإمام علی (ع) و یحذره من أعماله بلحن شدید و بتعداده لخیانات آل أبی سفیان. و قد قال فی وصف علی (ع) فیها: "... فکان أول من أجاب و أناب، و أسلم و سلّم، أخوه و ابن عمه علی بن أبی طالب (ع)، فصدقه بالغیب المکتوم، و آثره على کلّ حمیم، و وقاه من کل مکروه. و واساه بنفسه فی کلّ مخوف، و قد رأیتک تساویه و أنت أنت و هو هو، المبرز و السابق لکل خیر، و أنت اللعین بن اللعین لم تزل أنت و أبوک تبعضان و تبغیان فی دین الله الغوائل، و تجتهدان فی إطفاء نور الله، تجمعان الجموع على ذلک، و تبذلان فیه الأموال، و تحالفان علیه القبائل. على ذلک مات أبوک، و علیه خلفته أنت، فکیف ـ لک الویل ـ تعدل عن علی و هو وارث علم رسول الله و وصیه، و أول الناس له اتباعا و آخرهم به عهدا؟ و أنت عدوه و إبن عدوه، فتمتع بباطلک ما استطعت، و تبدّد بابن العاص فی غوایتک فکأن أجلک قد انقضى، و کیدک قد وهى، ثم تستبین لک لمن تکون العاقبة العلیا، و السلام على من اتبع الهدى".[11]
و هذه الرسالة تبین بشکل واضح، عقیدة محمد بن أبی بکر فی الإمام علی (ع).
لقد عهد إلیه الإمام علی بعد حرب صفین ولایة مصر و هی من أکبر الولایات الإسلامیة.[12] و قد أرسله إلى مصر برسالة کتب فیها أصول الحکومة الإسلامیة و الحاکم الإسلامی و الخطوط العریضة لهما.[13]
تعدّ مصر نقطة حساسة و محوریة و أساسیة فی المجتمع الإسلامی آنذاک، و کانت بالنسبة لمعاویة طعمة مهمة جدّاً، لذلک عقب دخول محمد إلیها مشاکل و صراعات عدیدة، مما أدى إلى أن یرسل الإمام علی (ع) الأشتر النخعی بدلا من محمد بن أبی بکر إلیها و هو من أبرز رجاله و المقربین إلیه. عندما وصل الخبر إلى محمد تألم لذلک و عندما وصل خبر تألمه للإمام علی (ع) کتب إلیه: "أما بعد، فقد بلغنی موجدتک من تسریح الأشتر إلى عَمَلک، و إنّی لم أفعل ذلک استبطاءً لک فی الجهد، و لا إزدیاداً لک فی الجد، و لو نزعت ما تحت یدک من سلطانک، لولّیتک ما هو أیسر علیک مؤنه، و أعجب لک ولایة...".[14]
أجابه محمد أیضاً، برساله بین فیها أطاعته و إحترامه للإمام علی (ع).[15]
لکن مالکا لم یصل فی النهایة إلى مصر، بل إستشهد فی الطریق على أثر سمّ زق إلیه.[16] و بقی محمد فی مصر إلى وصول جیش الشام إلیها، و أخیراً کانت نتیجة محمد أن إستشهد على ید جیش الشام فقتلوه و وضعوا جسده فی بطن حمار و أحرقوه.[17]
و قد قال الإمام علی (ع)، عندما بلغه قتل محمد بن أبی بکر: "إن حُزننا علیه على قدر سرورهم به، إلا أنّهم نقصوا بغیضاً، و نقصنا حبیباً".[18] کما قال (ع) عندما ذهبت مصر من أیدیهم: "لقد أردت تولیة مصر هاشم بن عتبة، و لو ولیته إیاها لما خلّى لهم العرصة، و لا أنهزهم الفرصة، بلا ذمٍّ لمحمد بن أبی بکر، و لقد کان إلیّ حبیباً، و کان لی ربیبا".[19]
کما کتب (ع) إلى عبد الله بن العباس عندما أرسله بجیش إلى مصر لقتال جیش الشام بعد مقتل محمد بن أبی بکر: "أما بعد، فإن مصر قد إفتتحت، و محمد بن أبی بکر ـ رحمة الله ـ قد إستشهد، فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، و عاملاً کادحا، و سیفاً قاطعا، و رکناً دافعا، و قد کنت حثثت الناس على لحاقه، و أمرتهم بغیاثه قبل الوقعة، و دعوتهم سرّاً و جهراً، و عوداً و بدءاً...".[20]
[1] ابن حجر العسقلانی، احمد بن علی، الإصابة فی تمییز الصحابة، التحقیق: عبد الموجود، عادل احمد، المعوض، علی محمد، ج 6، ص 194، دار الکتب العلمیة، بیروت، الطبعة الأولى، 1415 ق.
[2] ابن عبد البر، یوسف بن عبد الله، الإستیعاب فی معرفة الأصحاب، التحقیق: البجاوی، علی محمد، ج 3، ص 1366، دار الجیل، بیروت، الطبعة الأولى، 1412 ق.
[3] ابن أثیر، أبو الحسن علی بن محمد، أسد الغابة فی معرفة الصحابة، ج 4، ص 326، دار الفکر، بیروت، 1409 ق.
[4] الإستیعاب فی معرفة الأصحاب، ج 4، ص 1784 ـ 1785.
[5] نفس المصدر، ج 3، ص 1366.
[6] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المحقق و المصحح: غفاری، علی اکبر، آخوندی، محمد، ج 1، ص 472، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الرابعة، 1407 ق.
[7] ابن قتیبة الدینوری، أبو محمد عبد الله بن مسلم، الإمامة و السیاسة (تأریخ الخلفاء)، التحقیق: الشیری، علی، ج 1، ص 55 ـ 56، بیروت، انتشارات دار الأضواء، الطبعة الأولى، 1410 ق.
[8] ابن کثیر الدمشقی، البدایة و النهایة، ج 7، ص 184، دار الفکر، بیروت، بی تا، أسد الغابة، ج 4، ص 326.
[9] الإمامة و السیاسة، ج 1، ص 84.
[10] أسد الغابة، ج 4، ص 326.
[11] الطبرسی، احمد بن علی، الإحتجاج على أهل اللجاج، ج 1، ص 184، نصر بن مزاحم، وقعة الصفین، المحقق و المصحح: هارون، عبد السلام محمد، ص 118 ـ 119، مکتبة آیة الله المرعشی النجفی، قم، الطبعة الثانیة، 1404 ق.
[12] الإستیعاب فی معرفة الأصحاب، ج 3، ص 1366.
[13] الشریف الرضی، محمد بن حسین، نهج البلاغة، المحقق و المصحح: صبحی صالح،رسالة رقم 27، ص 383 ـ 385، هجرة، قم، الطبعة الأولى، 1414 ق.
[14] نهج البلاغة، رسالة رقم 34، ص 407.
[15] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 33، ص 557، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1403 ق.
[16] الثقفی، ابراهیم بن محمد بن سعید بن هلال، الغارات أو الإستنفار و الغارات، المحقق و المصحح: محدث، جلال الدین، ج 1، ص 259 ـ 260، جمعیة الآثار الوطنیة، طهران، الطبعة الأولى، 1395 ق.
[17] الإستیعاب فی معرفة الأصحاب، ج 3، ص 1366.
[18] نهج البلاغة، ص 532.
[19] نفس المصدر، خ 68، ص 98.
[20] نفس المصدر، ص 408.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات