بحث متقدم
الزيارة
6446
محدثة عن: 2011/12/01
خلاصة السؤال
ما المراد من الشعائر الاسلامیة؟ و ما هی کیفیتها فی القرآن الکریم؟
السؤال
ما المراد من الشعائر الاسلامیة؟ و ما هی کیفیتها فی القرآن الکریم؟
الجواب الإجمالي

الشعائر الاسلامیة و "شعائر الله" حسب التعبیر القرآنی، الاماکن و علامات العبادة التی جعلها الله شعائر الإسلام من الأذان، و الصلاة، و الصوم، و غیرها، و سمی ذلک شعارا، لأنه علامة علیه، التی تکشف عن کون الانسان مسلماً و التی یتخذها المسلمون محورا یدورون حولها لیصونهم من الانحراف و الضلال. و لا تنحصر بالمصادیق المذکورة (الصوم و الصلاة و..) فقط، بل تشمل کل مکان أو علامة للعبادة تذکر الانسان بالله تعالى فان کل ذلک یعد من الشعائر، نعم، حظیت بعضها باهتمام خاص لما تتوفر علیه من أهمیة کبرى، کالحج الذی یعد من اهم شعائر المسلمین.

الجواب التفصيلي

قبل الخوض فی الجواب لابد من تحدید مفهوم الشعائر لنتمکن من تحدید مصادیقها و تطبیقاتها.

الشعائر لغة جمع شعیرة و تعنی العلامة.[1]

و هی اصطلاحا تعنی: المعالم للأعمال و شعائر الله معالمه التی جعلها مواطن للعبادة و کل معلم لعبادة من دعاء أو صلاة أو غیرهما فهو مشعر لتلک العبادة و واحد الشعائر شعیرة فشعائر الله أعلام متعبداته من موقف أو مسعى أو منحر.[2]

و جاء فی القرآن الکریم أن الصفا و المروة من شعائر الله " إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّه".[3]

مفهوم الشعائر فی القرآن الکریم:

وردت عبارة "الشعائر" فی القرآن الکریم بصورة صریحة، و فی أکثر من آیة مبارکة بیّنت فیها بعض مصادیق الشریعة الاسلامیة و تلزم المسلمین بالالتزام بها، من قبیل قوله تعالى: «... وَ مَنْ یُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ»[4]؛ و «وَ الْبُدْنَ جَعَلْناها لَکُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَکُمْ فیها خَیْرٌ فَاذْکُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَیْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَکُلُوا مِنْها وَ أَطْعِمُوا الْقانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ کَذلِکَ سَخَّرْناها لَکُمْ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُون».[5]

علما أنه – و کما ذکرنا- ان الشعائر الاسلامیة لا تنحصر بالمصادیق المذکورة فی القرآن الکریم فقط، بل تشمل کل مکان أو علامة للعبادة تذکر الانسان بالله تعالى فان کل ذلک یعد من الشعائر، نعم، حظیت بعضها باهتمام خاص لما تتوفر علیه من أهمیة کبرى، کالحج الذی یعد من اهم شعائر المسلمین[6]، و الذی صرح به الباری تعالى فی اکثر من مکان من القرآن:

الف: قوله تعالى: " إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَیْهِ أَنْ یَطَّوَّفَ بِهِما".[7]

ب: قوله تعالى: " وَ الْبُدْنَ جَعَلْناها لَکُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَکُمْ فیها خَیْرٌ".[8]

اتضح أن الشعائر الاسلامیة و حسب التعبیر القرآنی "شعائر الله" الاماکن و علامات العبادة التی جعلها الله شعائر الإسلام من الأذان، و الصلاة، و الصوم، و غیرها، و سمی ذلک شعارا، لأنه علامة علیه،[9] التی تکشف عن کون الانسان مسلماً و التی یتخذها المسلمون محورا یدورون حولها لیصونهم من الانحراف و الضلال.[10]



[1] القرشی، سید علی اکبر، قاموس القرآن، ج 4، ص 42، دار الکتب الاسلامیة، طهران، الطبعة السادسة، 1412ق؛ الصاحب بن عباد، کافی الکفاة، اسماعیل بن عباد‌، المحیط فی اللغة، ج 1، ص 281، نشر عالم الکتاب، بیروت، الطبعة الاولی، 1414ق؛ الجوهری، اسماعیل بن حماد، الصحاح – تاج اللغة و صحاح العربیة، ج 2، ص 698، دار العلم للملایین، بیروت، الطبعة الاولی، 1410ق.

[2]الطبرسی، الفضل بن الحسن، مجمع البیان فی تفسیر القرآن، ج‏1، ص: 438،  انتشارات ناصر خسرو، طهران، 1372 ش، الطبعة الثالثة.

[3]البقرة، 158. مجمع البیان فی تفسیر القرآن، مترجمان، ج 2، ص 131 الطباطبایی، سید محمد حسین، تفسیر المیزان، موسوى همدانی، سید محمد باقر، ج 1، ص 580، مکتب النشر الاسلامی التابع لجماعه المدرسی،   قم، الطبعة الخامسة، 1374ش.

[4] الحج، 32.

[5] الحج، 36.

[6] العاملی (الشهید الثانی)، زین الدین بن علی، الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة (المحشی – سلطان العلماء)، ج 1، ص 217، نشر مکتب التبلیغ الاسلامی حوزه علمیه قم، الطبعة الاولی، 1412ق.

 

[7]البقرة، 158.

[8]الحج،36.

[9] الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة، ج 1، ص 217.

[10] شکوری، ابوالفضل، فقه سیاسی اسلام، ص 117، نشر مکتب التبلیغ الاسلامی، قم، الطبعة الثانیة، 1377ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280484 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259137 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129827 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116255 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89706 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61328 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60583 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57477 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52131 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48217 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...